السَّـلامُ الأممي الأسـود .. بقلم/ هنـادي محمَّـد
- كالعادة تظهَرُ الأممُ المتحدةُ متوشحةً زَيَّ السَّلام الأسود بإرسالِها لمبعوثِها الأهوج مارتن غريفيث الذي حطَّت قدماهُ محافظة الحديدة، حيثُ محرقة كُـلِّ مَن تسوِّلُ لهُ نفسُهُ أخذَ ما ليس له، ولكن يبدو أنَّهُ غَفلَ سهواً لا تعمُّدَ فيه عن إحضار حمامة السَّلام إلى جانب حقيبتهِ الدبلوماسية؛ لأَنَّها ما زالت وستبقى حبيسةَ قفص حمم الشَّر وفيضانات الاستكبار ووقود التَّجبر، وما يكشف بل يؤكّد استمرار انحطاط الدور الذي تؤديه هذه المنظَّمة هو إحاطة المبعوث التي طرحها وقدَّمها وأفاد في جزءٍ منها قائلاً بأنَّ (الحُديدة من الأمورِ التي جلبت الحرب).. قولٌ يجعلُ الجمادَ يتحرَّك من سكونه ضحكاً من سخف الأكذوبة الساذجة التي تعكسُ حجم استخفافهم بعقولنا بُغية التَّأثير على قاصري الوعي ومن ينجرون خلف التصريحات الإعلامية الشَّكلية المخادعة للمجتمعات؛ وبهدف قلب حقيقة التَّصعيد الشرس الحاصل في السَّاحل الغربي على أن الجيش واللجان الشَّعبية هم المتسببون بذلك، ومما لا ريب فيه وأكبر من كُـلّ هذا هو بروزها كوسيط وفاعل خير يريد من الشعب التصفيق له والاجتذاب إليه من خلال نغماته النشزة التي يبقبق بها ناعقاً بما لا يقدم ولا يؤخر وإنَّما يُسَّعر في الخفاءِ ويُدمِّر..
هذهِ هي الأممُ وهكذا مبعوثوها المتلوِّنون كالحيِّةِ السَّامة، يكفيها أربعة أعوام دجلاً وخبثاً بتنا وأمسينا فيها ونحن نتقلب بين قلقها وتأزمها دونما أية حلول، فخابت منظّمةُ الكفر وخاب كُــلُّ جَبَّــارٍ عنيد، منّاعٍ للخيرِ معتدٍ أثيم، وما النَّصرُ إلّا من عند اللهِ إنَّ اللهَ عزيزٌ حكيم..
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.