زمن كشف الحقائق .. بقلم/ سمير المروني
كما قال الشهيدُ القائدُ سلامُ ربي عليه نحن في زمن كشف الحقائق وزمن المنافق الصريح أَوْ المؤمن الصريح..
“نحن في زمن كشف الحقائق، زمن إما أن يكون الإنسان فيه مؤمناً صريحاً أَوْ منافقاً صريحاً” هذا المعنى ما تحدث به الشهيدُ القائدُ سلام الله عليه وأثبتته الأيامُ والوقائع والأحداث.
وفي هذا الزمن أضمر كثيرٌ ممن أظهروا الإيْمَان وأبطنوا النفاقَ في أنفسهم حقيقةَ ما يعتقدون به (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، وهو نفسه اعتقاد الكافرين والمشركين وَالمنافقين، عندما نظروا إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم مُجَرّد غرور (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).
ونظروا إلى علي عليه السلام مُجَرّد متعصِّب لابن عمه وحديث سن وطامح، وكانوا ينظرون إلى عمار بن ياسر أعرابي جاهل بدون كرامة، ونظروا إلى بلال عبداً حقيراً يريد من وراء اتّباعه لمحمد صلوات ربي عليه الخروجَ من العبودية والخروج من المقامات الاجتماعية، وكان أبو ذر الغفاري بنظرهم سطحياً وانفعالياً لا يجيد السياسة ولا يمتلكُ الحكمة (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ).
تلك النفسيات هي نفسُها في الماضي والحاضر تنظر إلى من قدموا أرواحهم في سبيل الله حمقى ومغرراً بهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ، وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
كما تتجلّى في هذا الزمن دائرةٌ أُخْــرَى من الناس “المذبذبين” كما سمّاهم القرآن، مَن ينأون بأنفسهم جانباً ويسمون أنفسهم محايدين ولا شأن لهم، وقد وصفهم اللهُ في كتابه بقوله: (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَى هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا).
القرآنُ الكريمُ لم يترك شيئاً ينفعُ الناسَ في مواجهة الباطل إلا وأخبرهم به وشخّصه لهم، فحدثنا عن صفاتهم ونفسياتهم والأعراض التي تعاني منها كُـلّ تلك الشخصيات التي تحَـرّكت مع الباطل في مواجهة الحق سواءً من داخل دائرة الإيْمَان أَوْ من داخل دائرة الباطل منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وإلى يومنا هذا، لم يتغير شيءٌ، نفسياتهم أساليبهم طرقهم واحدة.