أغبياء الاستغباء .. بقلم/ فاضل الهجري
لم أرَ في كُلِّ عمري من يوم وعيت الحياة حولي أغبى من قنوات الزيف الخليجية وتحالفها الدولي في محاولات استغباء القارئ اليمني والعربي..
منذ يومين قنواتُ ووسائل إعْلَام ارتزاقية تدّعي نسبتَها لليمن وأخرى تتبعُ العدوان أو تتسابق على فتات موائده المسممة فكراً وأخلاقاً وهي تردّد أن الحوثيين أو من يصفوهم بالمليشيا يشترطون للمشاركة في حوار السويد تسفير 50 جريحاً؛ لكي يهرّبوا خلالهم مجموعة من الحرس الثوري الإيراني.
ركّزوا “50 جريحاً” يهربون فيهم مجموعة من الحرس الثوري الإيراني وضعوا مليونَ خط تحت الحرس الثوري الإيراني وناقشوا هذه العبارة وفق الفرضيات والتساؤلات التالية:
أولاً: ادّعاءات إعْلَام وقادة دول العدوان من أول يوم عدواني على اليمن بأنه لمواجهة المد الشيعي ومليشيات إيران ومنهم ضباط الحرس الثوري في اليمن، وهذا يعني أنه يوجد على الأقل 41 ضابطاً أو حتى ضابط ومجنّد إيراني في الجبهات، على احتمال أنه يوجد شخص واحد إيراني في كُلّ جبهة من جبهات مواجهة جيش ومرتزِقة العدوان الـ41، وهو ما يجعلنا نتساءلُ عما إذَا كان هذا العدد هو كُلّ مليشيات إيران المقاتلة للعدوان والذي تطلب تكوين تحالف دولي يقارب الـ 20 دولة لمواجهتهم بمعدل دولة لكل ضابطين أو ضابط وعسكري من الحرس الثوري الإيراني أم أن هناك آخرين غيرهم؟!.
ثانياً: هل يُعقَلُ أن 50 جريحاً سيتم إخفاء 41 إيرانياً ضمنهم ويكونون جزءاً منهم؟!!!!
طبعاً من لديه 1% من العقل سينفي كون الـ 41 يمثلون نسبة 84% من العدد.. إذاً ما هي فائدة تهريب القليل منهم أن بقي الكثيرُ ثم لماذا يهرّبونهم حتى لو كانوا جرحى فطهران قادرةٌ على إيصال العلاج لهم كما استطاعت أن تدخلهم اليمن ولا زالت تدخل الأسلحة أَيْضاً حسب مزاعم تحالف العدوان؟
ثالثاً: لو كان العددُ الذي سيتم تهريبه أقلَّ حتى يمكن إخفاؤهم ضمن الـ50 جريحاً وعلى افتراض وجود إيرانيين أَكْثَــرَ في جبهات من يسمونهم مليشيا كأدنى احتمال فلماذا سيضطر وفدُ صنعاء لتهريب عدد لا يعد على الأصابع ويُبقِي الأَكْثَــرية على افتراض التسليم جدلاً بوجود إيرانيين أَكْثَــر من ذلك؟ إلّا إن كان هناك خوفاً من أن سلطة صنعاء عاجزة عن إخفائهم فيها أو في الجبهات وهي من عجز العدوان عن تصيد أَكْثَــر من 40 اسماً فيها ويتحركون بكل اريحية مع انها بذلت في سبيل الوصول اليهم ما يقارب نصف مليار دولار وبرغم الخلايا التابعة للعدوان التي تتواجد داخل هذا الشعب والتي تفوق منطقيا مسمى مليشيا وفقا للمفهوم العسكري؟
رابعا: إذَا كان إعلام العدوان ومرتزِقته يردّدون أن حكومة الدنبوع اشترطت إرسال كشف بالأسماء للـ50 جريحاً ورفضت من يسمونهم مليشيا الحوثي ذلك حتى لا ينكشف إرهابيي الحرس الثوري المخفيين فيهم فهل يعقل أن من لديه قدرة على إخفاء اجسام بين 50 شخصا وهم جزء منه سيعجز عن إخفاء عدة أسماء في خمسين اسما؟!!
أليس هذا الاستغباء يكشف عن أنه لا يوجد أغبى ممن يحاول ممارسته على شعب وأمة تجيد حل الكلمات المتقاطعة وتخمين مجهولات الأشياء بما فيها القدرة على تخمين التآمرات العدوانية المسلحة إلى درجة أن أَكْثَــرَ من 300 ألف غارة جوية عجزت عن استهداف قيادي حوثي واحد برغم انها كلها كانت بناء على احداثيات تزعم انها تستهدف خلايا حوثية وليس مدنيين آمنين ولا علاقة لهم بالمجال العسكري؟!!!
إلى متى سيظلُّ هؤلاء الأغبياء يغالطون أنفسهم ومرتزِقتهم؟!! أما غيرهم فثقتي بأنهم يسخرون منهم ومن إعلامهم أَكْثَــر من مليون%؟!!!
الحقيقة أنهم يسعَون لتبرير إفشالهم أو رفضهم الدخول في أي حور لإنهاء معاناة اليمنيين الذين يستغلون ضعف بعضهم ليجعلوا منهم حطباً لمعاركهم وجرائمهم..