مشاورات السويد: الوفد الوطني يبحث عن سلام مرهون بجدية دول العدوان
المسيرة: خاص
يُفترَضُ أن تنطلقَ بعد غد الخميس مشاوراتُ السويد برعاية الأمم المتحدة وبحضور الوفد الوطني برئاسة محمد عبدالسلام ووفد حكومة المرتزِقة، ومع اقتراب الموعد تظهرُ على السطح العديدُ من الأسئلة عن جدوى تلك المشاورات، في حال نجح المبعوث الأممي مارتن غريفيث في عقدها، خصوصاً أنها ستجري مع طرف يعرف اليمنيون والعالم أنه لا يمتلك القرار وهو طرف حكومة المرتزِقة، وفي ظل غياب اللاعبين الرئيسيين في العدوان وهما الطرفان السعوديّ والإماراتي.
وبالنظر إلى التجارب السابقة من المفاوضات التي أفشلها العدوان، فإن مسألة انعقاد المشاورات في السويد بحد ذاتها لا يمكنُ التعويلُ عليه في غياب مؤشرات الجدية من قبل دول العدوان وداعميها الغربيين على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يؤكّدُه عضوُ الوفد الوطني عبدالملك العجري في تصريحات خَاصَّـة لصحيفة المسيرة الذي أشار إلى أن انعقاد المشاورات لا يعني بالضرورة نجاحَها، مضيفاً أنه “ليس من الصعوبة أن تعقد المشاورات لكننا نحرصُ على قضية نجاح المشاورات أَكْثَــر من عقدها”.
كما أشار العجري إلى أنه “لا توجد مؤشراتٌ تبعث على التفاؤل رغم حرصنا وبذلنا الجهودَ والمحاولاتِ بأن يكون هناك ترتيبٌ جيد يجعل من النجاح احتمالاً وارداً”.
وحول ما يفترض أن تسفر عنه المشاورات في حال نجاحها، قال العجري في تصريحاته لصحيفة المسيرة: إن “ما سيجري هو مشاوراتٌ لوقف الحرب والترتيبات السياسيّة اللازمة”، مشيراً إلى أن “هناك قضايا لم تُحسم سواءً في مؤتمر الحوار الوطني أو لا زالت محل خلاف، وهذا ما سيكون محل حوار سياسيّ، أي ستكون جزء من ترتيبات المرحلة القادمة، أي بعد إجراءات وقف إطلاق النار في حال نجاح المشاورات”.
غير أن هناك عقباتٍ كثيرةً تقفُ أمام نجاح المشاورات وفي هذا السياق يقول العجري: إن “العقبة التي ستواجه المشاورات أنك ستحاور حكومة لا تملك قرار الحرب وقرار السلم، فيما الفاعلون الحقيقيون وهم السعوديّة وأمريكا من بيدهم إيقاف الحرب غائبون”.
وأضاف أن من بين ما يهدّد نجاح المشاورات هو “القضايا التي تعد الدافع الأساسي بالنسبة لشن العدوان على اليمن وهي المخاوف المتعلقة بالإقليم، فأمريكا والسعوديّة تنظر لليمن من زاوية جيوسياسيّة وما يتعلق بصراع النفوذ ومخاوفهم من قضايا محور المقاومة ونحوها من القضايا”.
وأشار العجري إلى أن “وزير الدفاع وكذلك وزير الخارجية الأمريكي كانا واضحين في دعمهما لخيار استمرار الحرب وأنهم ماضون مع السعوديّة في هذه الحرب وأنهم جزء أساسي منها، وكانت تلك المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأمريكية بهذا الشكل من الوضوح في دعمها للعدوان على اليمن”.