شاهد..الملايين في صنعاء بثياب الإحرام..صرخة تدق أسوار قصر السلمان:سنحج بيت الله
صدى المسيرة: تقرير:إبراهيم السراجي
جدد اليمنيون عزمهم على الانتصار في وجه العدوان والاحتلال ورفض قراراتهم بمسيرة مليونية تاريخية بثياب الإحرام في ساحة باب اليمن تحت شعار (رفض قرار منع اليمنيين من الحج، واشهار وثيقة الشرف القبلية).
ولفتت المسيرة الأنظار بعد أكثر من خمسة أشهر من العدوان استمرت المسيرات والمظاهرات بشكل متصاعد غير أنها اليوم وفي ذروة التصعيد العدواني ضد المدنيين وتكثيف الغارات على العاصمة والمحافظات اليمنية إلا أن مسيرة اليوم كانت الأكبر على الإطلاق وهو ما يمثل صفعة لإرادة العدوان ومرتزقته الذين وظفوا كل الوسائل لتخويف الشعب اليمني وتصعيد الحرب الإعلامية التي فشلت بمجرد ظهور طلائع المشاركين في المسيرة اليوم
المسيرة الكبرى طغى عليها اللون الأبيض حيث ارتدى المشاركون فيها ثياب الأحرام وأدوا بعض المناسك الرمزية برجم الشيطان الذي اعتبروه متمثلاً بالنظام السعودي والإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني.
وردد المشاركون شعارات تؤكد عزمهم حمل سلاحهم الذي رفعوه عاليا والتوجه لأداء فريضة الحج باعتبارها الركن الخامس من أركان الإسلام وكسر قرار ال سعود بمنعهم.
كما دوت صرخات اليمنيين في أرجاء صنعاء الذين لبوا قائلين “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”
وجدد اليمنيون تفويضهم لقيادة الثورة للمضي قدما بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية الرادعة للعدوان ومواصلة الطريق حتى تحقيق الاستقلال الكامل لبلادهم والقضاء على الهيمنة الخارجية.
وحملت المسيرة المليونية التي حضرها محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية عدة رسائل للداخل والخارج بالإضافة لرسالتها الرئيسية الرافضة لقرار منع اليمنيين من الحج كانت هناك رسائل أخرى أكدت أن أبناء صنعاء باقين فيها وحامين لها ومستعدين لكل خيارات العدو واستباقه إلى مواقعه التي وفرها له المرتزقة في مأرب.
وفيما بدت صنعاء قد خرجت إلى المسيرة عن بكرة أبيها فإنها ردت على المزاعم الإعلامية للعدوان بنزوح أهلها غير أن المشاركة المليونية اليوم أدت رسالتها وابطلت مفعول الغارات التي يشنها العدوان ليل نهار على العاصمة.
وفي ختام المسيرة التي بدت باللون الأبيض والبنادق المرفوعة وشهدت فعاليات متنوعة اختتمت بقراءة بيان المسيرة.
واستفتح بيان المسيرة بقوله تعالى “وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”
وأكد البيان على حق الشعب اليمني المسلم في اتخاذ كافة الوسائل والخيارات التي تكفل أداء واجبه الديني وتكليفه الشرعي باعتبار الحج أحد أركان الاسلام الخمسة.
وتقدم بيان المسيرة بالشكر والامتنان لأبطال الجيش واللجان الشعبية، لما يقدمونه من تضحيات ويسطرونه من بطولات وانتصارات نوعية في مختلف جبهات الجهاد بفضل الله سبحانه وتعالى، مؤكدين لهم وقوف الشعب اليمني الدائم معهم ومساندتهم لهم بالغالي والنفيس.
وأشار البيان إلى جهوزية الشعب اليمني الكاملة للالتحاق بالجيش واللجان في الزمان والمكان الذي تحدده القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله.
وثمن البيان موقف مواقف القبائل اليمنية المشرفة في مواجهة العدوان الغاشم وانحيازهم الواضح والمعلن لوطنهم وأبناء بلدهم في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية.
ووجه البيان نداء لأبناء الأمة العربية والإسلامية جاء فيه:”احذروا أن تخدعكم وسائل الاعلام الصهيونية، التي ملأت العالم بالتضليل والخداع، للتغطية على مخططهم الرامي لإدخال المنطقة في دوامة القتل والدمار والتفتيت كما هو حاصل ويحصل اليوم في تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وقريبا تنضم الى القائمة دول أخرى كالمملكة السعودية ومصر والسودان، بغرض فرض السيطرة والاستيلاء على المنطقة والعالم لصالح الحركة الصهيونية”
نص البيان :
(رفض قرار منع اليمنيين من الحج، واشهار وثيقة الشرف القبلية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين وخاتم الانبياء والمرسلين، سيدنا محمد الصادق الأمين من بعثه الله في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين، والذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وعلى آله الطاهرين وصحابته المنتجبين وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..
وبعد: نتوجه -نحن أبناء الشعب اليمني-الى اخوتنا العرب والمسلمين، والى أحرار العالم بهذا البيان الذي نؤكد فيه ومن خلاله للجميع بأننا مصممون على مواجهة العدو الصهيوأمريكي وايقاف عدوانه علينا وعلى بلادنا بقناع سعودي وخليجي مفضوح، وإفشال كل أهدافه ومراميه التي يسعى لتحقيقها. ونعلن من هذا المكان بما له من دلالة رمزية وحضارية بلسان كل اليمنيين؛ بأننا قد عقدنا النية وشددنا العزم على رفض قرار منعنا من الحج والإحرام لله تعالى بالتلبية والتوجه الى بيت الله الحرام. معتبرين أن قرار المنع بمثابة الصد عن المسجد الحرام واعتداء على حق اليمنيين في الوصول الى بيت الله واداء مناسك الحج امتثالا لأمر الله سبحانه القائل: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، والقائل: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).ان استمرار ومواصلة العدوان على اليمن للشهر السادس على التوالي وتصاعد وتيرة القصف على المدن والتجمعات السكنية في صعدة وصنعاء وتعز والحديدة وحجة وإب والجوف ومأرب وغيرها من المحافظات اليمنية، وارتكاب مجازر بشعة يندى لها جبين الانسانية بحق المدنيين ومنهم مئات الاطفال والنساء؛ ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الهدف الحقيقي لهذا العدوان هو تدمير اليمن وقتل اليمنيين، ولذا تم تتويج كل تلك الانتهاكات والمجازر الوحشية بقرار منع اليمنيين من أداء مناسك الحج، لينكشف الأمر أكثر عن فضيحة مدوية ممثلة ب”إضاعة الشريعة” بدلا من هدف “اعادة الشرعية” المزعومة.وفي هذا أمر صريح وتوجيه صارم لنا من رب العالمين بقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ * الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
وهنا نؤكد على حقنا كشعب يمني مسلم في اتخاذ كافة الوسائل والخيارات التي تكفل أداء واجبنا الديني وتكليفنا الشرعي باعتبار الحج أحد أركان الاسلام الخمسة.إننا ومن هذا المكان المعبر عن وحدة اليمن أرضا وإنسانا وفي هذه اللحظة المفصلية والمنعطف التاريخي الهام لا ننسى أن نتقدم بالشكر والامتنان لأبطال الجيش واللجان الشعبية، لما يقدمونه من تضحيات ويسطرونه من بطولات وانتصارات نوعية في مختلف جبهات الجهاد بفضل الله سبحانه وتعالى، مؤكدين لهم وقوفنا الدائم معهم ومساندتنا لهم بالغالي والنفيس، وجهوزيتنا الكاملة للالتحاق بهم في الزمان والمكان الذي تحدده قيادتنا الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، كما نقدر لأبناء ومشائخ القبائل مواقفهم المشرفة في مواجهة العدوان الغاشم وانحيازهم الواضح والمعلن لوطنهم وأبناء بلدهم في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية، ونشد على أيديهم في المضي بتنفيذ ما ورد في وثيقة الشرف القبلية باعتبارها وثيقة مباركة ستعم بالخير وتعود بالمصلحة للجميع حاضرا ومستقبلا.يا أبناء الأمة العربية والاسلامية..يا أحرار العالم في الشرق والغرب..احذروا أن تخدعكم وسائل الاعلام الصهيونية، التي ملأت العالم بالتضليل والخداع، للتغطية على مخططهم الرامي لادخال المنطقة في دوامة القتل والدمار والتفتيت كما هو حاصل ويحصل اليوم في تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وقريبا تنضم الى القائمة دول أخرى كالمملكة السعودية ومصر والسودان، بغرض فرض السيطرة والاستيلاء على المنطقة والعالم لصالح الحركة الصهيونية، إلا أننا مع هذا نؤمن بأن هذا المخطط الشيطاني الخبيث لا يحمل في طياته سوى بذرة فناء أمريكا واسرائيل وأفول شمس النهضة الغربية عما قريب.
أخيرا نؤكد تفويضنا الكامل والمطلق للسيد القائد أيده الله ونصره، وتأييدنا لكل الخيارات التي يوجه باتخاذها في مواجهة العدوان وصد الغزاة وايقافهم عند حدهم، واسترجاع الأرض المسلوبة واعادة الحقوق المنتهكة للجمهورية اليمنية والشعب اليمني.سائلين الله تعالى الرحمة والخلود لشهدائنا الكرام، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ونبتهل ونتضرع جميعا إليه سبحانه بالدعاء أن يغفر ذنوبنا ويوحد صفنا وينصرنا على عدونا إنه سميع مجيب.لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
صادر عن المسيرة الشعبية التي خرجت يومنا هذا الجمعة في العاصمة اليمنية صنعاء بتاريخ 27 ذي القعدة 1436 الموافق 11 سبتمبر 2015م