مع الله .. بقلم الشاعر/ راجح عامر
مَعَ اللَّهِ مَهمَا كَانَ فَالنَّفسُ رَاضِيَة
مَعِيَّتُهُ يَا شَعبَنَا الحُرَّ كَافِيَة
مَعَ اللهِ لَو صِرنَا رَمَادَاً فَإنَّهُ
أحَبُّ إلَينَا مِن حَيَاةِ العُبُودِيَة
مَعَ اللهِ مَن نَادَاهُ لَبَّـى نِدَائَهُ
وَمَن شَذَّ كِبرَاً خَابَ فَليَدعُ نَادِيَه
مَعَ اللهِ ذِكرُ اللهِ لِلنَّفسِ رَاحَةٌ
وتَثبِيتُ أقدَامٍ تُحَارِبُ رَاسِيَة
مَعَ اللهِ وَالَينَاهُ والنَّصرُ وَعدُهُ
فَيَا وَيلَ قَومَاً لِليَهُودِ مُوَالِيَة
مَعَ اللهِ والقُرآنُ حِرزٌ ومَنهَجٌ
وَنُورٌ وتِبيَانٌ لِمَا هِيَ خَافِيَة
مَعَ اللهِ والمُختَارُ قَائدُ دَربِنَا
مَحَبَّتُهُ في القَلبِ والدَّمِّ سَارِيَة
مَعَ اللهِ والَينَا عَلِيَّاً بِسَيفِهِ
نُجَندِلُ أحفَادَ اللَّعينِ مُعَاوِيَة
مَعَ اللهِ والأعلامِ مِن آلِ أحمَدَ
نَثُورُ بَرَاكِينَاً عَلَى كُلِّ طَاغِيَة
مَعَ اللهِ قُلنَا: (حَسبُنَا اللهُ) حِينَمَا
رَأينَا قِوى الطَّاغُوتِ والجِبتِ غَازِيَة
مَعَ اللهِ شَدَّينَا الرِّحَالَ وَشَوقُنَا
يُسَابِقُنَا نَحوَ الحُشُودِ المُعَادِيَة
مَعَ اللهِ تَاجَرنَا وبِعنَا نُفُوسَنَا
وَجَنَّاتُهُ الأربَاحُ فَالنَّفسُ غَالِيَة
مَعَ اللهِ أعلَنَّا النَّفيرَ وَكُلُّنَا
بِهِ ثِقَةٌ مَا مَسَّنَا الرَّيبُ ثَانِيَة
مَعَ اللهِ أنصَارٌ أجَبنَاهُ رَغبَةً
وَخَوفَاً مِنَ النِّيرَانِ ذَاتِ الزَّبَانِيَة
مَعَ اللهِ فَجَّرنَا على الجَورِ صَرخَةً
صَدَاهَا غَدَا كالبَرقِ أو رِيحِ عَاتِيَة
مَعَ اللهِ سِرنَا لِلجِهَادِ تَحُفُنَا
رِعَايَتُهُ – سُبحَانَهُ – المُتَتَالِيَة
مَعَ اللهِ بِسمِ اللهِ مَع كُلِّ طَلقَةٍ
تُصِيبُ العِدَا تَصطَادُ قَلبَا ونَاصِيَة
مَعَ اللهِ دَمَّرنَا المُدَرَّعَ أصبَحَت
كأعجَازِ نَخلٍ في المَيَادِينِ خَاوِيَة
مَعَ اللهِ نَغزوا نَضرِبُ الشَّرَّ ضَربَةً
يَمَانِيَّةً مَسمُومَةَ الطَّعمِ قَاسِيَة
مَعَ اللهِ أطلَقنَا الصَّوَارِيخَ والمَدَى
بَعِيدٌ فَلَم تَأبَه بِهِ فَهيَ آتِيَة
مَعَ اللهِ في المَيدَانِ نَرسُمُ صُورَةً
بُطُولِيَّةً كُبرَى بِأقدَامَ حَافِيَة
مَعَ اللهِ نَسرِي اللَّيلَ والذِّكرُ أُنسُنَا
وأعيُنُنَا خَوفَاً مِنَ اللهِ بَاكِيَة
مَعَ اللهِ أهلاً بالشهادة مَرحَبَاً
إلى جَنَّةٍ بالسِّدرِ والنَّخلِ دَانِيَة
مَعَ اللهِ جَرحَانَا تَئِنُ بِلَهفِةٍ
وشَوقٍ إلى الجَبهَاتِ تَرجُوهُ عَافيَة
مَعَ اللهِ يَا أمَّ الشَّهِيدِ لِتَقتَدِي
بِمَريَمَ والزَّهرَا البَتُولِ وآسِيَة
مَعَ اللهِ يَا شَعبَ الكَرَامَاتِ والفِدَاًء
تَعِش رَافِعَاً لِلرَّأسِ والنَّفسُ زَاكِيَة
مَعَ اللهِ لا تَرجُوا سِوَى اللهِ أُمَّتِي
فَلَن تُهزَمِي مَا دُمتِ للهِ رَاجِيَة
مَعَ اللهِ نَحوَ اللهِ نَشكو عَدُوَّنَا
جَرَائِمُهُ كُبرَى عَلَينَا ودَامِيَة
مَعَ اللهِ لا نَخشَى حِصَارَاً وغُربَةً
لَهُ المُلكُ يُؤتِي مَن يَشَاءُ عَلانِيَة
مَعَ اللهِ والضَّرَّاءُ غِربَالُ كُلُّ مَن
تَلَبَّسَ بالإسلامِ والنَّفسُ غَاوِيَة
مَعَ اللهِ لا نَأسى على مَن تَأمرَكوا
مِنَ العُربِ وارتَدُّوا إلى قَعرِ هَاوِيَة
مَعَ اللهِ صَلَّينَا ومن سَاحَة الوغى
عَلى المُصطَفى والآلِ والحَربُ حَامِيَة