قراءة في فكر الشهيد القائد ملزمة “من نحن ومن هم”.. متى ما زرعنا ملكنا قوتنا واستطعنا أن نتخذ القرار الذي يليق بنا عندما يفقد الناس هُويّتَهم تصبح وضعيتُهم تخدمُ العدو
المسيرة/ خاص
يستمرُّ الشهيدُ القائدُ في الحديث في ملزمة “من نحن ومن هم” ويوضح الآثار التي ترتب على ترسيخ هذه القاعدة، مشيراً على حكومة اليابان التي حرصت على أن تبقى لهم هويتهم حتى وقد ” يبدو الملك، قد تبدو الحكومة مستسلمة! لكن من الداخل هو يعرف كيف يعمل، من الداخل يثور، من الداخل يعرف أنه على رأس شعب قهر، وأن من واجبه أن يصعد بهذا الشعب ليكون هو الذي يقهر أعداءه ولو في أي ميدان من الميادين؛ هم يعرفون أن الصراع هو صراع شامل، لم يعد فقط صراعًا عسكريًا، صراع شامل، وأبرز ما فيه الصراع الاقتصادي فيما بين الدول”.
وأشار الشهيدُ القائدُ إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة اليابانية، حيث “اتجهوا نحو البناء ليقفوا على أقدامهم”، ووضع تساؤلاً للحاضرين: ما الذي حركهم؟ وأجاب في ذات اللحظة: حركتهم “مشاعر داخلية نحو وطنهم، مشاعر داخلية من العداء لأولئك، شعور بأنهم قهروا روحية افتقدها المسلمون أنفسهم وهم من يمتلكون دين العزة، وهم من يمتلكون القُـرْآن الذي فيه ما يكشف لهم واقعهم في أي عصر من العصور”.
ويحرصُ الشهيدُ القائدُ على لفت الأنظار إلى الزراعة وأن اليمن يمتلك مساحات شاسعة زراعية أغلبها، وما هي الأهميّة والضرورة للاتجاه إلى الزراعة ليقول: “لدينا من التربة أكثر مما لديهم، بلدنا أوسع من بلادهم”، مشيراً إلى أن “أول المشروبات التي كانت تصل إلينا مشروبات يابانية عصائر كانوا يزرعون في قوارب في البحر، لاحظ كيف الرجال يعملون، ليست لديهم تربة، أراضي ضيقة، أراضي جُزُر هكذا مفككة، فكانوا يستغلون أن يصنعوا قوارب من الخشب أو من أي مادة ويبحثوا عن كيف يملؤونها بالتراب؛ لأنه لا يوجد لديهم مساحات كافية لأن تزرع، بلد ضيق، يزرعون في البحر، يملئون الزوارق بالتراب ويزرعونه، يزرعون حتى في شرفات منازلهم، الأسرة نفسها تزرع الباميا والبطاط والطماطم في شرفات المنازل، تعمل على اكتفاء نفسها من الخضار من الأسطح لضيق الأرض لديهم، ومن البرندات، شرفات المنازل”.
ومن هنا يتساءل الشهيد القائد عن الفارق فيما بيننا كيمنيين نمتلك أراض زراعية واسعة، نستورد كُلّ شيء من الخارج حتى الملاخيخ، وما بينهم كيابانيين يستغلون كُلّ مساحة في بلادهم الصخرية ويزرعونها، ليشير إلى أن الفارق هو أنهم “يعرفون من هم، ويعرفون الآخرين الذين كانوا يرسلون أولادهم إليهم من هم”.
ويشدّد الشهيد القائد على ضرورة معرفة الناس بهويتهم، لأنه “عندما يفقد الناس الهوية تصبح وضعيتك بالشكل الذي تخدم عدوك، سيأتي عدوك”.
وبهذا نفهم لماذا نجد الزراعة في اليمن مهملة، الزراعة مدمرة، وهكذا تجد في بقية الشعوب الأخرى في السودان في مصر، كُلّ هذه البلدان الزراعة لا يهتمون بها!!؛ لأنهم -حسب ما يشير السيد حسين الحوثي- “يعرفون ماذا يعني أن نزرع! متى ما زرعنا ملكنا قوتنا، متى ملكنا قوتنا استطعنا أن نقول: لا، استطعنا أن نصرخ في وجوههم، استطعنا أن نتخذ القرار الذي يليق بنا أمامهم، فما دمنا لا نملك شيئًا لا نستطيع أن نقول شيئًا”.
لو أن التعليم صحيح بالشكل الذي يجعلنا واعين، نعرف من هم ومن نحن، وكيف يجب أن نكون؛ لما تكلموا بكلمة واحدة: تعلّموا.