المشاورات وطاغوتُ النظام الدولي الرسمي .. بقلم/ عبدالله هاشم السياني
هناك حقيقةٌ يجبُ أن نعلمَها جميعاً أن الأممَ المتحدة هي الشكل الرسمي المعبِّر عن الدولة العالمية أَوْ النظام الدولي الرسمي الذي يحكُمُ العالمَ واقعاً والذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الدول المنتصِرة بزعامة أمريكا، بما يحقّقُ لها الاستئثارَ برسم السياسة الدولية للدول والشعوب والثروات والسلم العالمي من خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن وحقها الحصري باتّخاذ القرار فيه عبر حق الفيتو.
ولكي يتحكمَ هذا النظامُ الدولي الرسمي بكل مجريات العالم جعل في هيكله ما يسمى بالأمين العام للأمم المتحدة الذي تنحصرُ مهمتُه ووظيفتُه في رعاية النزاعات والحروب التي تحدث بين الدول ومنحها الغطاء السياسيّ عبر مبعوثيه تحت ما يسمى المفاوضات، بحيثُ لا تكون هناك حروبٌ أَوْ نزاعاتٌ خارج سيطرة هذا النظام الدولي ومصالحه أَوْ تبدو كذَلك.
وفي إطار هذه الحقيقة التي صنعها الطاغوتُ الدولي، علينا أن ننظُرَ لطبيعة المشاورات الأممية في السويد عبر مبعوثها البريطاني في قضية العدوان على اليمن، على أن وظيفته تنحصر (في تقريب وُجهات النظر بين المتنازعين)، أما وقفُ العدوان واستمراره وتحديدُ نوع الحل السياسيّ فمرهونٌ بمصالح الدول الخمس الكبرى بمجلس الأمن وفي مقدمتها أمريكا مَن اتّخذت قرار شن العدوان، كما هو بيد الدول والقوى الحُرَّة والمستقلّة.