لماذا نحتفل بعيد الجلاء 30 من نوفمبر في 2018؟ بقلم اللواء الركن/ محمد محمد المؤيد
* مستشار وزير الدفاع
والإجابة هي أن الاحتفالَ بحدِّ ذاته ثورةٌ ورسالةٌ ثورية إلى أعداء الثورة في الداخل والخارج، كما أن الاحتفال هو حربٌ نفسية وسلاحٌ فعّال ومُدمر أيضاً.. فنحن نحتفل اليوم تأكيداً على وحدة الشعب اليمني وثباته وبسالته في التصدي واستمرار الصمود في وجه العدوان، وأن يوم 30 من نوفمبر هو يوم التتويج لنضالات وتضحيات شعبنا برحيل آخر جندي بريطاني من جنود الاحتلال الأجنبي؛ ولذلك فان المفارقات المستفزة في هذا اليوم بالذات أن نرى المحتلّ نفسه يعود عبر أدواته من جديد ونرى الباسلة عدن وهي حزينة في يوم عيدها وبهجتها، وتعيش تحت وطأة الاحتلال الأجنبي في يوم حريتها واستقلالها.
واليوم تشغل في نفوس كُلّ الغيارى أعلى درجات الغضب ضد خَوَنة يبيعون الوطن بالفُتات وينتهكون العرض ويسفكون الدم ويخدشون كبرياء الشعب ويستلبون خيراته وثروته ويصادرون قرار اليمن ويعتدون على سيادته واستقراره وعلى أمنه ووحدة وسلامة أراضيه..
ونرد أيضاً على المرجفين والمزايدين الذين يصورون أن ثورة الـ21 من سبتمبر وكأنها قامت لإنهاء ثورة الـ26 من سبتمبر وثورة 14 أكتوبر، والقضاء على النظام الجمهوري، وأنها ليست امتداداً لها وتصحيحاً لمسارها…، وهؤلاء المرجفون ينقسمون إلى قسمين:-
القسم الأول: في الداخل وغالبيتهم من البسطاء وممن انطلت عليهم الدعايات والشائعات التي يبثها تحالف العدوان عبر جنوده من الطابور الخامس أَوْ إعلامه وهؤلاء نقول لهم بأن لا ينجروا إلى ما يروج له الطابور الخامس أَوْ إعلام ممالك الخليج، فكيف لممالك عفنة تحكم مواطنيها بالحديد والنار، وتُكمم أفواههم بالسجن المؤبد، إنْ لم يكن الإعدام، لمُجَرّد مشاركة على الفيسبوك، أَوْ تغريدة في تويتر، كيف لها أن تخافَ على جمهوريتنا، وهي من أجهضتها، وعملت على تحويلها إلى اسم دولة إسلامية إلى ملكية ولا جمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة على طريقتهم، وننصحهم بأن يراجعوا أنفسهم، ويعودوا إلى رشدهم بعيداً عن المناكفات والخلافات الشخصية.
أما القسم الثاني فهم المرتزِقة من الخَوَنَة والعملاء القابعين في فنادق مملكة آل سلول هؤلاء أغلبهم ليسوا بجمهوريين ولا بملكيين، وإنما تجار حروب وعملاء مخابرات أجنبية، فهم أنفسهم من قاتل ثورة 26 سبتمبر عام 1962م ونظامها الجمهوري، وقادوا حروب إجهاضها تحت مظلة الملكية، ويقاتلون اليوم تحت مظلة إعادة الشرعية لإجهاض ثورة الـ21 من سبتمبر، وفي الواقع لم تكن حربهم الأولى لإعادة الملكية، كما أن حربهم اليوم ليست لإعادة الشرعية، وإنما الحربان هي لقتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته وإخضاعه للوصاية والهيمنة الصهيونية والأمريكية، أَوْ ليس تحالف الأمس ضد ثورة الـ26 من سبتمبر هو نفس التحالف الصهيوني الذي يشن حربه الدموية اليوم لإجهاض ثورة الـ21 من سبتمبر، وانضمام مصر للأسف الشديد إلى تحالفهم مع ثورة 26 سبتمبر في نفس المكان الذي يتوحدون فيه اليوم ويقومون بنفس الدور الذي قاموا به قبل 56 عاماً من المتاجرة بدماء شعبهم ومشاركتهم في قتله وتدميره، ولم يعُدْ إلى صنعاء هؤلاء المتغنون بالجمهورية وخوفهم على النظام الجمهوري، إلا بعد مؤتمرات ومفاوضات أدارتها أسرة بني سلول الذين فرضوا وصايتهم من ذلك اليوم، وأبقوا لثورة الـ26 من سبتمبر فقط عيدها، وأفرغوها من أهدافها ومبادئها للقوى الرجعية من الخَوَنَة والمرتزِقة الذين تكفلوا بتدمير اليمن وإضعافه وإبقائه في حالة اللا استقرار الدائم، وتخلصوا من الجناح الجمهوري المُخلص للثورة ونهبوا ثروات الشعب وامتصوا دماء أبنائه، وتحولوا إلى سلطنات ودويلات داخل الدولة شكلت مراكز قوى الوصاية والهيمنة السعوديّة، وللظلم والفساد والطغيان والاستكبار والتي قامت ثورة 21 من سبتمبر لتقتلعهم من جذورهم العفنة، وتقذف بهم إلى أماكنهم السابقة في الرياض، فلا يعلم هؤلاء أن التأريخ سيعيد نفسه، وأن بني سلول سيعيدونهم من جديد عبر مؤتمرات (خَمِر وحرض وجدة والطائف)، فلن يعودَ الشعب إلى عهد الوصاية والهيمنة مهما كلف الأمر، والمؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين.
وأخيراً نجدد في هذه المناسبة اعتزازنا وفخرنا بصمود شعبنا، وبطولات جيشنا ولجاننا الشعبيّة وقبائلنا الوفية، وبيدنا الضاربة والممتدة في قُــوَّاتنا الصاروخية وطيراننا المُسير والقُــوَّات البحرية والبرية، وسنواصل النضال مع شعبنا حتى تحرير كامل أرضنا وتحرير القرار السياسيّ لبلادنا..
تحيا الثورة..
تحيا الجمهورية اليمنية..
المجد والخلود للشهداء..
الشفاء للجرحى..
الحرية للأسرى..
والنصر والشموخ لليمن..