في جولة استطلاعية لصحيفة المسيرة حول قضية انتشار مرض الحصبة: الحصبة تهدّدُ أطفال اليمن
المسيرة | عباس القاعدي
لم يكتفِ العدوانُ الأمريكي السعوديّ بحصاره على اليمن فحسب، بل يرسل أمواجاً متدفقة وبكميات هائلة من المواد الكيميائية التي تقتُلُ الشجرَ والحجرَ عبر صواريخه وطائراته، مسببةً أمراضاً خطيرة، هدفُها قتلُ أطفال وأبناء اليمن بصورة متدرجة.
وبعد تفشّي وباء الكوليرا وغيره من الأوبئة التي فتكت بالمئات من أبناء الشعب اليمني، انتشر في أوساط الأطفال مرضُ الحصبة بشكل غير مسبوق، المرضُ الذي صنّفه الأطباء ضمن الأمراض الستة القاتلة.
وفي جولة ميدانية لصحيفة المسيرة تم استطلاع آراء وتعليقات عددٍ من الأطباء أخصائيي الأطفال في المستشفيات الحكومية.
انتشارُ المرض ناتجٌ عن أسلحة العدوان
الدكتور طه النائب -أخصائي أطفال بمستشفى الثورة-، أكّد في تصريح لصحيفة المسيرة أن سببَ انتشار مرض الحصبة في هذه الفترة هو “استخدام العدوان السعوديّ الأمريكي الأسلحة الفتاكة والمدمرة، منها القنابلُ العنقودية التي ضرب بها العدوانُ على جبل عطان قبل فترة والتي انتجت تأثيراً كبيراً في انتشار الأمراض منها مرض الحصبة ناهيك عن ضرب العدوان للمحافظات الأُخْــرَى، مسبباً مرضَ الحصبة والذي يعتبر من الأمراض الستة القاتلة”.
كما تطرق النائبُ إلى المناطق النائية والتي يعاني أهلها من هذا المرض، قائلاً: “هناك بعضُ المناطق وَللأسف الشديد التي لا يوجدُ فيها تلقيحٌ؛ نتيجة سوء التخزين وصعوبة التنقل، وهذا يؤدي إلى إضعاف القاح، وَهذا يسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي وفي الأغشية المخاطية”، مضيفاً “على وزارة الصحة أن توفر القاح إلى المناطق النائية بشكل كثير وآمن مع حُسن التخزين، أي تكون اللقاحات جديدة وفي ثلاجة حتى لا ينتهي القاح؛ بسببِ بُعد المسافات أَوْ السفر إلى تلك المناطق والذي يستغرق مدة زمنية كبيرة”.
تداعياتُ المرض وما بعد المرض
وأشار الدكتور طه النائب في تصريحاته إلى مشكلة ما بعد مرض الحصبة “أن مشكلة هذا المرض أنه يأتي بعده الالتهاب الرئوي وسوء التغذية، وهذا قد يؤدي في معظم الحالات إلى الوفاة، وللوقاية من ذلك انصح جميع الأهل والآباء والأمهات بالحرص الشديد على التحصين وليس الجرعة الواحدة الجرعة الأساسية بي الجرعات كلها التي تأتي في البرنامج المتبع في الجمهورية اليمنية للمواليد، وهناك جرعات تسمى التنشيطية، فليحرص الأهل على إعطائها للأطفال سن التسعة الأشهر والسنة والنصف، وليحرصوا على التغذية المناسبة لهم”.
وأوضح النائب أن علامات ظهور مرض الحصبة “السُّعال والطفح الجلدي الذي يبدأ بالظهور في الوجه، ثم ينزل إلى البطن ثم إلى الأرجل، ويختفي، بنفس الآلية، أي ترتفع درجة حرارة الطفل المصاب بالحصبة لمدة ثلاثة أيام والتي يعاني فيها من زكام شديد وسعال جاف واحْمِرار وحرقان بالعينين”، مردفاً “وعند نهاية اليوم الثالث تظهر بُقَعٌ بيضاء داخل الفم تشبه ذرات الملح، وفي اليومين الرابع والخامس يظهر طفحٌ جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيراً يغطي سائر الجسد”.
الحصبة أحد أمراض الطفولة القاتلة
من جانبه، اعتبر الدكتور مروان علي قائد -أخصائي أطفال بمستشفى الثورة-، مرض الحصبة “أحد أمراض الطفولة القاتلة وهو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي وينتج عنه العديد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تصيب جسم الإنْسَان، من ضمنها الحمى والطفح الجلدي”، وأضاف “مرض الحصبة قد تنتج عنه مضاعفات كثيرة أهمها التهاب الرئتين وقد يؤدي إلى الوفاة في حالة تأخر علاجه الممثل باستمرار التطعيم حسب برنامج وزارة الصحة”.
وأكّد الدكتور قائد على ضرورة “الالتزام باللقاحات اللازمة لمرض الحصبة وفي مواعيدها وجرعها المحددة والتجاوب مع الحملات الوطنية للتحصين”، مُضيفاً “لاحظنا انتشار هذا المرض ومعاودة ظهوره مجدّداً؛ بسببِ انهيار النظام الصحي وبسبب الحرب التي تشن على اليمن من قبل العدوان الذي فاقم النظام الصحي ومنع دخول الأدوية، حيث أعتقد أن الحالات المصابة تصل نسبتها 70% والتي يتم استقبالها سواء في المستشفيات أَوْ العيادات الخَاصَّـة”، مطالباً الجميع أن يتكاتفوا وأن يبذلوا جهدهم من أجل أن نقي الأطفال من مضاعفات هذا المرض الخطير، متمنياً لشعبنا ولأطفالنا الصحة والسلامة.
الالتزام باللقاحات وقاية من المرض
الدكتور عبدالوهاب الحيفي -أخصائي أطفال بمستشفى الثورة-، أكّد في تصريحاته لصحيفة المسيرة “على الآباء والأمهات أن يلتزموا باللقاحات للأطفال للوقاية من هذا المرض شديد العدوى والذي يصيب الأطفال من بعد عمر سنة أَوْ أَكْثَــر، والعلاج الوحيد له القاح؛ لاَنَّه مرض فيروسي ليس له علاج آخر”، متبعاً “وإذا أصيب الطفل بهذا المرض قد يصاب بمضاعفات خطيرة، منها التهابات سوء التغذية والالتهابات الرئوية، وبنسبة لفترة القاح للأطفال تبدأ من الشهر التاسع إلى عمر خمس سنوات؛ بسببِ الانتشار الواسع لهذا المرض”.
بسبب القنابل العنقودية ارتفعت نسبة المرض من 5% إلى 90%
الدكتور عبدالله عبدالملك الكبسي -أخصائي أطفال بالمستشفى الجمهوري-، أشار إلى أن “اليمن كان في الفترة الماضية لا يوجد فيها المرض إلّا بنسبة قليلة، أي 5%، أما الآن ومع العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن وَبسبب الأسلحة القاتلة والقنابل العنقودية ازداد المرض بنسبة 90% وانتشر بشكل كبير مع أمراض كثيرة منها الكوليرا”.
وأَتْبَعَ “لاحظنا وصول أَكْثَــرَ من 70% حالات إصابة بهذا المرض، معظمها أطفال من المناطق النائية التي تنتظر من وزارة الصحة الاهتمامَ بها وبالمراكز الصحية التابعة لها”، مشيراً إلى أن تحالفَ العدوان يهدف إلى قتل الشعب اليمني بحصاره ومنعه دخول الأدوية”.
وأضاف الكبسي في تصريحه أن “هذا المرض فيروسي “الحصبة” ومضاعفاته هي التي تؤدي إلى إصابة الأطفال، أما بالالتهابات الرئوية أَوْ الإسهالات التي تؤدي إلى الجفاف ومنها إلى الوفاة، وهو مرضٌ سريعُ العدوى، ويسمى مرض المقابلة الأولى أَوْ اللقاء الأول، وفي ظل هذا الانتشار يجب أن يشمل التطعيم حتى للأطفال بعمر الخمس السنوات”.