الشعور بالانهزام النفسي.. شيء خطير ومرفوض
حذّر الشهيدُ القائدُ -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- طلبة العِلْم وهو يلقي عليهم هذه المحاضرة من خطورة أن يكونوا مهزومين نفسياً، أن يعتقدوا بأنهم لن يستطيعوا أن يغيروا من واقع الأمة السيء شيئاً، وأن هذا الشعور خطير، يجب تجنبه، وأن معية الله نصرٌ للإنسان حتى ولو كان وحده، حيث قال: [اعمل على أن ترفع كلمة الله على أن تعلي كلمة الله على أن ترفع الأمة وأن تعمل في رفعة الأمة من هذه الوضعية المنحطة التي تعاني منها. هل يمكن أن يحصل لدى أي شخص منا الشعور بهذا؟ أَوْ قد يكون كُــلّ واحد منا يقول: ماذا يمكن أن أعمل لهذه الأمة؟ من أنا حتى أعمل على رفعة هذه الأمة! قد يقول واحد منا هذه لأننا أصبحنا كمسلمين بابتعادنا عن القرآن الكريم بابتعادنا عن الله؛ ولأننا لم نعد نعتد بقدرة الله بجبروت الله بأنه هو القاهر فوق عباده، لم نعد نعتد بمعيته، أن معيته قوة، أن معيَّتَه نصرٌ، أن معيته تأييد، إذا ما كان معنا. أصبحنا مهزومين نفسياً لما فقدنا هذه الأشياء أصبحنا مهزومين نفسياً، وأصبح كُــلّ واحد منا تقريباً يرى بأنه لا يمكن أن يكون له دور في إنقاذ الأمة من هذه الوضعية التي تعاني منها!].
وضرب -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- مثلا يؤيد به ويدعم به كلامه، بأن التاريخَ مملوء بالتغييرات والثورات الكبيرة التي حصلت على أيادي أناس لم يكونوا مشهورين أَوْ مغمورين في المجتمع، وإنما كانوا أناساً مستضعفين، واستطاعوا أن يغيّروا، حيث قال: [لكن أنت لو ترجع إلى أمثلة كثيرة في واقع الحياة ستجد وعلى طول التأريخ أن إنقاذ عباد الله جاء في أغلب حالاته من حيث لا تحتسب الأمة، وعلى أيدي من لم تكن الأمة تقدر أنه ممكن أن يعملوا شيئا في تأريخها وفي حياتها. [الخميني] خرج وهو رجل فقير مهاجر من قرية تسمى [خُمَين] لو لقي رجلا آخر وقيل له: إن هذا سيعمل في المستقبل عملا عظيما وسيقيم دولة إسلامية ربما لأقسم – هذا الأخير – أن هذا مستحيل، لأقسم أن هذا مستحيل، لكن تحقّق هذا وهكذا أمثلة كثيرة].