نزلاء قلعة دراكيولا .. بقلم/ صلاح الدكاك
إذا كان زمامُ ملف الأسرى (وهو أهم ملف) بيد السعوديّة والإمارات ومن ورائهما أمريكا فما الذي يملكُه وفدُ الشرعية المزعومة من قيمة تشاورية على مستوى بقية الملفات الأقل أهميّة من الملف الآنف.. حتى (زمام وزير ماليتها) أفلت من يدها..
الشرعية لا أمر لها ولا نهي في الجغرافيا التي جرى احتلالها بذريعة إعَادَة الشرعية والانتقالي لا أمر له ولا نهي في الجنوب وخرافة (الدولة الانفصالية) انقشعت عن شتات جنوبي محترب، للقاعدة وداعش بمعية التحالف اليد الطولى فيه.
الإصلاحيون لا احتفظوا بقطر وتركيا ولا ربحوا الإمارات، والاشتراكيون خسروا أطراف العصا السعوديّة والإماراتية وخرجوا من مولد العمالة فقط بمنتصف العصا فلا ظفروا بشمال ولا بجنوب ولا بوحدة ولا انفصال، وأما الناصريون فخرجوا من لعبة هز الوسط بسلال غذائية تعفن معظمها خارج سوق المجاعة ولم تدم لهم حروز أبو العباس التي علّقوها بعشم أن تعلق تعز في سلالهم فطارت من بين أيديهم (قدس) كرأسمال وحيد مختلط وانتشر البرص في كامل الجسد الناصري الوحدوي بعد أن ظل حصرا على أمانة سرهم المباح من قبل ومن بعد..
وأما الديسمبريون فتمزق قميص عثمانهم الكبير الذي رفعوه كدعوى تحت لهيب شمس ورمال المخاء، وعوضاً عن أن تفرج لهم واشنطن عن مليارات عفاش انتزعت منهم ومن السمسار الإماراتي ورقة أحمد علي، كما انتزعت جثمان هادي من المملكة لتضارب بهما حصراً على مستقبل بلد أفلت بلا رجعة من قائمة حظائرها.. في حين لا ملاذ للغلام طارق يلتجئ إليه في رحلة التيه سوى جمهورية علي البخيتي الإلكترونية وبقايا ريشة سامر الشميري.
وأما حالُ ياسين سعود نعمان فلا يختلفُ كثيراً عن حال خديجة جنكيز خطيبة خاشجقي، حيث يتسكع في ضباب أزقة لندن متسقطاً أخباراً مستحيلةً عن جثة هادي، كما تتسقط خديجة أخبار جثة خطيبها المفروم بمنشار الدب الداشر.
في القلعة السويدية الأثرية يشاورُ وفدُنا الوطني أشباحاً تسمى وفد الشرعية ليسوا في واقع الأمر سوى لازمة ديكورية تقتضيها الواجهةُ ومن ورائها يفاوضُ الدراكيولا الأمريكي المأزوم الذي غص بالدم اليمني وبأثمانه الباهظة على مستقبل كانتوناته الشرق أوسطية..
الحربُ على مقاب تحالف العدوان ستأخذ منحنىً موازياً لمنحنى التشاور كسبيل قسري على عشم انتزاع معطيات تستنقذ بها أمريكا نفسها ووكلاءها من طائلة الانحسار وتكبح بها الجزر المتفاقم على مستوى نفوذها التقليدي في منطقة تتغير موازين القوى فيها على وَقْع انتصارات تكتل المقاومة الذي باتت يمن الثورة والصمود عموده الفقري.