محركات الصراعات الإقليمية .. بقلم د/ عبدالملك عيسى
من موقعين متقابلين يقفُ محوران محور تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني الذي ينفّذ عبر أدوات عربية كدويلتَي السعودية والإمارات.
وفي الجهة المقابلة تقفُ جبهةُ الشعوب الحرة التوّاقة للانعتاق من التبعية وليكونَ قرارُها الوطنيُّ حراً مستقلاً، وهذه الجبهة تضم قائمةً طويلةً كفنزويلا، وسوريا ولبنان وإيران واليمن وحركات المقاومة في فلسطين والعراق.
من الطبيعي أن يقفَ هذان المحوران على طرفي نقيض، فهناك طرفٌ محتلّ يريد إخضاعَ الشعوب ونهبَ ثرواتها ويصنعُ حكوماتٍ عميلة خانعة تأتمر بأمره.
وهناك طرفٌ وطني يريد حُكْمَ نفسه بنفسه والتحكم في ثروات شعبه بما يتناسب مع مصالحه الوطنية.
لذلك فمحركاتُ الصراع قائمة؛ بسببِ الطمع والعقلية الاستعمارية كسبب أول.
أمّا السببُ الثاني فوجودُ كيانات وظيفية زُرعت في قلب الوطن العربي كأحصنة طروادة تخترقُ جسدَ هذه الأوطان لمصالحَ خارجية كالكيان الصهيوني والكيان السعوديّ والإماراتي التي تأسّست بأيدٍ إنجليزية ولا زالت تُدارُ عبر ضباط إنجليزي حتى اليوم.
الأمريكي في كُـلّ حركاته واعتداءاته يعتمدُ على هذه الأدوات للإيحاء بأن الصراعاتِ القائمةَ ما هي إلا صراعات محلية بحتة على السلطة والثروة، بينما هي في حقيقتها حروبٌ للسيطرة على مقدرات الأمة وثرواتها وقرارِها الحر، فكم صوّر الأمريكي للسذج أن هناك ثورةً بسوريا ضد الظلم واتضح أخيراً أن الأمريكي هو المستفيدُ الأوحد مما حدث، وها هو يأتي بنفسه لاحتلال أجزاء من الأراضي السورية تحت غطاء عُمَلَاء محليين أكاذيب الثورة
وكم حدثتنا أمريكا أن المشكلةَ في لبنان هو حزبُ الله، متناسين القتلَ الصهيوني للبنانيين وصدّق هذه الحديثَ السُّذَّجُ وتيارُ الانبطاح.
كم حدثنا الجنرالاتُ الأمريكيون أن العراق بحاجة إلى خمسين سنة للقضاء على تنظيم داعش، لكن رجال الحشد الشعبي قضوا عليه قي غضون عام واحد.
كم سمعنا أكاذيبَ شرعية هادي في اليمن ومن ثَمَّ الأمن القومي السعودي و…، وانكشفت الأكاذيب وَسقطت على لسان السفير الأمريكي في اليمن، في احتفالية رخيصة على الشواطئ اليمنية بمدينة المكلا قبل أيّام والتي أعلن فيها بصريح العبارة أن هدفَ بلاده عدواني وبغرض احتلال الشواطئ اليمنية لأغراض عسكريّة أمريكية بحتة.
وكم سمعنا عن خطر الجهاد الإسلامي وحركة حماس على الفلسطينيين وخلق الصراع بينهما وبين حركة فتح عبر أيادٍ أمريكية كمحمد دحلان الذي هو بالمصادفة مستشار أمني لدى عيال زايد وساهم في اغتيال خاشقجي والاغتيالات التي حدثت في مدينة عدن.
العقليةُ السياسيّةُ والعسكريّة الأمريكية هي عقلية استعمارية توسعية إخضاعية لا تقبَلُ المشاركةَ وإدارة الأمور على قاعدة رابح – رابح، بل على قاعدة (عليَّ وعلى أعدائي)؛ لذلك نرى الصراعات ليس فقط في واقعنا العربي، فإذا كان سبب العدوان في اليمن هم أنصار الله وفي لبنان حزب الله وفي فلسطين الجهاد وحماس وفي العراق الحشد الشعبي فلنا أن نسألَ: ما سببُ الصراع في أوكرانيا وفي جنوب شرق آسيا وفي ليبيا وفي أفريقيا وفي أمريكا الجنوبية؟!
في الرياضيات نقول: انظروا إلى العامل المشترك في كُـلّ هذه الصراعات ستجدون عنصراً واحداً فقط مشترك.
هذا العنصرُ العدواني القاتل وسببُ مشاكل كُـلّ العالم هو الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر صفةً وفعلاً.
رحم اللهُ الشهيدَ القائدَ “الموتُ لأمريكا”..