رئيس الوفد الوطني: متمسكون بحل سياسي شامل وحكومة تضم كل الأطراف تتولى استلام الأسلحة من الجميع
المسيرة: السويد
شهدت جلساتُ مشاورات السويد لقاءاتٍ منفصلةً جمعت الوفدَين مع سفراء دول مجلس الأمن وسفراء ما يُعرف بـ “دول الـ18” في ظل تعثُّر المشاورات باستثناء التقدُّم النسبي في مِـلَـفّ الأسرى.
وعقب اجتماع الوفد الوطني مع سفراء دول الـ18، عقد رئيسُ الوفد محمد عبدالسلام مؤتمراً صحفياً أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين أكّد فيها أن الوفد كان جدياً في مجريات المشاورات من جنيف إلى بيل إلى الكويت واليوم في السويد، ولكن هذه المرة الجيش واللجان الشعبيّة كان على مستوىً رفيعٍ جداً من الحذر، مشيراً إلى أنه وفيما الوفد في السويد كانت أصوات الرصاص لا تتوقفُ في جزء من الثانية غارات حرب ومجازر.
وأشار عبدالسلام إلى تصعيدِ العدوان في نهم والحدود وغيرها والذي فشلَ المرتزقة خلاله أثبت أن المسار العسكري بات طريقه مسدوداً، مؤكّداً في الوقت ذاته أنه “حتى ولو تقدموا ما الذي سيحصل وهل هذا سينتج شيء؛ ولهذا نحن يدُنا ممدودة للسلام بشكل جاد؛ لأَنَّ الشعبَ اليمني يعاني الأمراض، الكوليرا، المجاعة، الفقر، البطالة، بل تمزيق اليمن اليوم هناك كنتونات متفرقة”.
وحول اللقاء مع السفراء، قال عبدالسلام إنهم يتحدثون عن السلاح وأن الوفد الوطني رد على ذلك بسؤال “لماذا لا تتحدثون عن سلاح موجود مع مليشيات في عدن لا تعترف بشرعية هادي، يعني إذن ليست المشكلة في السلاح، تدعمون قبائل تدعمون جماعاتٍ بالسلاح “.
وخلال اللقاء أيضاً، أكّد عبدُالسلام أن الوفد أكّد للسفراء أنه إذا لم يتم التوصلُ في المشاورات إلى وقف الحرب “فلا يوجد أمام الشعب اليمني والجيش والأمن واللجان الشعبيّة والمجلس السياسيّ والقيادة السياسيّة في اليمن أيُّ خيار إلا مواجهة العدوان”.
وحول تقييمه لمجريات المشاورات، رأى عبدالسلام أنها “تسير بشكل جيد مع الأمم المتحدة، وأفضل مما سبق كجزء فني لإدارة الأمم المتحدة، ولكن نحن نعتقد أن الجزء الأهم أن النقاش يجب أن يتقدم إلى مستوى أن تُطرح أوراق تناقش اتّفاق نخرج به من هذه المشاورات”.
وكشف عَبدالسلام أن “المبعوثَ الأممي بالأمس أبلغنا أنه يريد أن نسمّي مكاناً ونحدّد زماناً كمقترح لانعقاد المحادثات القادمة، ونحن أكّدنا استعدادنا لذلك ولكن بعد أن يكون هناك شيءٌ ملموسٌ يربط هذه الجولة بالجولة السابقة”.
وأضاف: “طرحنا على سفر دول مجلس الأمن بحسب طلبهم رؤيتنا للحَـلّ وقدمنا خارطة طريق تتمثل في مرحلة انتقالية تشارك فيها كُـلّ الأطراف، نزع السلاح من كُـلّ الأطراف، إلى هذه الدولة التي يشارك فيها الجميع، يكون هناك حفاظ على وحدة واستقلال اليمن”.
وأضاف أن الوفدَ أكّد أنه “يمكنُ الذهاب إلى مفاوضات أُخْــرَى لمناقشة التفاصيل، إذا خرجنا من هذه المشاورات بإجراءات بناء الثقة والإطار العام للحَـلّ السياسيّ، يمكن أن نذهبَ إلى مشاورات أُخْــرَى وقد تجاوزنا هذه العقبات”.
وحول مطالب وفد الرياض تسليم السلاح، أكّد عبدالسلام أن “السؤال الذي يطرح نفسه: مَن هي الدولة التي تستلم السلاح؟”، مضيفاً أن “الإجابة هي الدولة وهذه الدولة يجب أن تكونَ ممثلةً لجميع الأطراف والمكونات اليمنية”، مشيراً إلى أن “الإشكاليةَ الرئيسيةَ هي في الحَــلِّ السياسيّ الذي إذا جاء من الطبيعي أن يتم حَلُّ قضية الأسلحة، عبر هذه الدولة التي تمثل الجميعَ وليس التي تدار من الخارج”.
وأضاف: “نحن نعتقدُ أن كُـلَّ الأسلحة يجبُ أن تذهبَ إلى الدولة من جميع الأطراف هذه الدولة هي المرحلة الانتقالية، أما أن تأتيَ بدون حَـلّ سياسيّ وتقول سلّم سلاحك وانسحب، فالسؤال الذي يطرحه كُـلّ العالم لمن؟” مؤكّداً أنه “لا بد أن تكون هناك دولة يشارك فيها الجميع”.
وفي إجابته على سؤال لصحفي حول مزاعم وفد الرياض أن مناقشةَ الإطار العام للحَـلّ لم تتضمنه أجندة المشاورات، أكّد عبدالسلام أنه “لا يوجد خلاف على أجندة المفاوضات، كما يطرح وفد الرياض؛ لأَنَّنا قبل أن نحضر إلى هنا استلمنا دعوةً رسميةً من الأمم المتحدة حدّدت فيها الأجندة بما فيها الإطار العام للحَـلّ السياسيّ، والتهدئة وفتح مطار صنعاء وخطوات بناء الثقة… إلخ”.
وتطرق المؤتمرُ الصحفي لرئيس الوفد الوطني إلى قضية مطار صنعاء وطرح وفد الرياض تحويله لمطار داخلي وخضوع الرحلات للتفتيش في مطار عدن، حيث قال عبدالسلام: “نحن نتحدث عن لُغة المنطق، هل الشعب اليمني في الشمال يريدُ أن يسافرَ إلى أي مكان في اليمن لا يوجد فيه أمان، مطار عدن لا يخضعُ لأمن وسلطات ما يسمى الشرعية ووزير النقل فيها سبق وأكّد في تصريحات علنية يقول فيها إن مطار عدن لا يخضعُ لسلطات وزارة النقل، ووزير الداخلية التابع لحكومة هادي قال أيضاً إن الأمن في عدن لا يخضع لنا”.
وأضاف: “يريدون أن تخضعَ الرحلات للتفتيش في عدن وهذا غيرُ مقبول ويجبُ أن يقولوا لنا لماذا يريدون ذلك؟، ولماذا لا يقبلون أن تذهبَ الرحلات إلى الأردن ومصر وهما دولتان ضمن تحالُف العدوان ويمكن لها أن تعرفَ أسماء المسافرين وغير ذلك؟، مشيراً إلى أن “ما يريدونه لمطار صنعاء هو إجراء تعسفي وجريمة حرب غير مبرّرة، والسؤال الذي نطرحه لماذا إغلاق مطار صنعاء؟ فالحديث عن رحلات داخلية كلام تعسفي وغير صحيح وغير منطقي وغير مقبول، ويجب فتح مطار صنعاء للرحلات الدولية، فاليمنيون لا يريدون الذهاب لعدن؛ لأَنَّها غير آمنة”.
وحول ما إذا كان الوفد الوطني طرحَ قضيةَ المجزرة التي ارتكبها العدوان، أمس الأول، في الحديدة، أكّد عبدالسلام أن الجريمةَ حاضرةٌ في المشاورات، مشيراً إلى أن ارتكاب الجرائم والمجازر هو ديدنٌ مستمرّ لتحالف العدوان على اليمن منذ أولى غارته في 26 من مارس 2015م.
وأضاف أن العدوان كلما ارتكب مجزرة أَوْ جريمةً بحق المدنيين في اليمن ينعكس بشكل سلبي جداً بشأن المشاورات؛ لأَنَّه ينسفُ كُـلَّ خطوات بناء الثقة، مشيراً إلى أن الوفدَ طرح هذه القضية خلال اللقاء الذي عقده مع السفراء والأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بمِـلَـفّ الأسرى أوضح عبدالسلام أن الوفدَ الوطني طرح أنه “يجبُ الإفراج عن كافة المعتقلين والأسرى لدى الطرف الآخر، نَحن مستعدين من طرفنا أن نُفرِجَ على كُـلّ من كان موجوداً بأي شكل من الأشكال”، مشيراً إلى أن المشكلةَ في هذا المِـلَـفّ أن هناك سجناءَ كُثْراً موجودون لدى الإمارات لم يتم الكشف عن مكانهم، وأن ذلك جرت مناقشتُه خلال جلسات المشاورات، أمس الأحد، بالإضافة إلى السجناء الموجودين في السعودية.