إيجار بالدولار!! بقلم د/ فاطمة بخيت
تفنَّنَ العدوانُ في حربه التي يشُنُّها على الشعب اليمني عسكريّاً، اقتصادياً، إعلامياً.. فلا يكاد يخسَرُ ورقةً من أوراقه حتى يبحَثُ عن أُخْــرَى لعلها تجدي نفعاً وتكسِرُ صمودَ هذا الشعب، وقد عمد في حربه الاقتصادية الأخيرةِ على رفع سعر الدولار مقابل العُملة الوطنية، مما أَدَّى إلى ارتفاع الأسعار وفاقم من معاناة هذا الشعب، وقد ساعده في ذلك بعض أدواته في الداخل بافتعال الغلاء في العديد من السلع، وما يقومُ به بعضُ أصحاب البيوت من تأجير بيوتهم بالعُملة الأجنبية ومنها الدولار ما هو إلا خدمة للعدوان، فعندما يحاول المستأجر أن يدفعَ مقابل الدولار بالعُملة الوطنية يرفضون، وقد أرجع بعضُهم السببَ في ذلك أنّ مثل هؤلاء يحاولون سحبَ العُملة الأجنبية من السوق لصالح العدوان، وقد بدأت تنتشرُ هذه الظاهرة في عدة شوارعَ من العاصمة صنعاءَ دون حسيب أَوْ رقيب.
ولكن برغم ذلك إلا أنّ وعيَ أبناء الشعب قد وقف حائلاً بينهم وبين ما يريد هؤلاء، فهناك بعضُ البيوت رفض المستأجرون استئجارَها بالعُملة الأجنبية بقولهم: نحن يمنيون ولن نستأجرَ سوى بالعُملة اليمنية. فترى العمارة تكادُ تكونُ خاليةً إلا من بعضِ مَن أجبرتهم الظروفُ على الاستئجار لصعوبة الحصول على شُقَقٍ هذه الأيّام، بسببِ كثرة النزوح من المحافظات الأُخْــرَى للعاصمة.
أما الآن وقد نزل سعر الدولار، فهل سيلتزمُ هؤلاءِ بتأجير شققهم بالمبلغ المتفق عليه في عقد الإيجار؟ وهل يعون أنّ مثلَ هذه التصرفات لها تبعاتها على كُـلّ أبناء الشعب اليمني؟