مهما اختلفنا سنتفق كيمنيين فاخرجوا ايها الشياطين .. بقلم/ فاضل الهجري
من حق كُـلّ يمني سواءٌ أكان مؤطراً ضمن الطرف الممثل لحكومة المجلس السياسي بصنعاء أَوْ ضمن الطرف الممثل لحكومة هادي بعدن أن يشترط الإفراج عن كُـلّ أسير يمني لدى هذا الطرف أَوْ ذاك؛ باعتبار كلا الطرفين المطَالَب والمطَالِب بالإفراج عن الاسرى يمنيين.
ومن حقنا جميعاً أن نطالب بالإفراج عن كُـلّ يمني أسير أَوْ مخفٍ بسجون عدن التابعة لجيش الإمارات على قاعدة الكل مقابل الكل.. وليس لأحد أن يتهربَ من ذلك إلّا أن كان يريدُ الإبقاء على متعلقات تستغل فيما بعدُ للعبث بحياة الناس.
قد يكون الحوثيون على خط نقيض سياسياً من الإصلاحيين وكذلك العكس، ولكن هذا لا يعني أنه ليس من حق أحدهما اشتراطُ الإفراج عن الآخر تحت ذريعة ذلك التناقض السياسي..؛ لأن خطوة الإفراج عن الأسرى تهدفُ في الأساس الى تقريب وجهات النظر بين الإخوة وليس إضافة مسافات تباعد بينهما.
كل اليمنيين أياً كانت انتماءاتُهم السياسية يمثلون أصحابَ الشأن في هذه الاتفاقات وبذلك يكون مطلب الإفراج عنهم جَميعاً مطلباً رئيساً بغض النظر عن وجهة وانتماء الأسير السياسي ودون تفريق بين وجهة نظر وانتماء المطالِب بذلك.
ادّعاء الإمارات بأن اشتراطَ سلطة صنعاءَ الإفراجَ عن الإصلاحيين المعتقلين والمخفيين في السجون السرية بعدن التابعة للمحتل الإماراتي يمثل تدخلاً بالشأن الداخلي يجعلُ المتابعَ فاغراً فاه من وقاحة هذا المحتل.. متى كانت الإمارات ذات علاقة بالشأن اليمني ومتى كان المعتقلون اليمنيون في سجون الاحتلال الإماراتي شأناً إماراتياً داخلياً؟!!!
يبد أن عيال زايد صدّقوا أوهام وخيالات بعض مرتزقتهم بأنهم أَصْبَحوا مُلّاك أرض في اليمن!!!!!
إلى اليوم لا يستطيع عيال زايد إثبات ملكيتهم لدُبَي والعين ورأس الخيمة فكيف يستطيعون إلحاق اليمنيين بشأنهم الداخلي؟!!!!
اليمنيون مهما اختلفت رؤاهم ومهما نشبت بينهم الحروبُ يظلون مؤمنين بيمنيتهم حتى وإن تظاهروا مؤقتاً بغير ذلك لسبب أَوْ لآخر..
ارفعوا عنا شيطنتَكم وخبثكم فقط ولن تجدوا اليمني إلّا بجوار اليمني مهما كانت خلافاتهم.. فنحن شعبٌ لم نعرف أنفسنا بغير هذه الصفة وكثيراً سمعتم عنّا المَثَلَ الشعبي مفاده (أنا وأخي ضد ابن عمي وأنا وابن عمي ضد الغريب) وهذا المثل مجسدٌ واقعاً في حياتنا منذ الأزل..
نختلفُ مع الإصلاحيين أَوْ نختلف مع الحوثيين أَوْ نختلف مع الاشتراكيين أَوْ نختلف مع المؤتمريين، ويحدث ما يحدث بيننا فنحن أولاً وأخيراً نعود لمرجعنا وهُويتنا التي لا يتمرد عليها أحد..
لأولئك الأعراب والأعاجم السعاة الى تكريس التمزق الاجتماعي بين اليمنيين نذكرهم بأن اليمنيين حتى اللحظة برغم خلافاتهم يتفقون مع تأريخهم ويحتفلون بمناسباتهم الوطنية والدينية على حدٍّ سواء، كُـلٌّ حيث يتواجد، أليس في ذلك عبرة لهم؟!!!
إن كان ضاحي خلفان يحملُ حقداً وبُغضاً لحركة الإخوان المسلمين، فالإصلاحيون اليمنيون منّا وفينا وحقدُه يخُصُّه ولسنا معنيين به حتى وإن اختلفت رؤانا السياسية، فلا يظُنَّنَّ أننا نبيحُ له يمنياً يشبع غطرسته بإذلاله..
وإذا كان هناك خلافٌ بين وهّابية الرياض وطهران الشيعية فلسنا معنيين بذينك النقيضين فتأريخنُا وتراثنا لم يكن يوماً بذلك التنافر فليس في مجتمعنا مسجدٌ سنيّ ولا آخر شيعيّ، بل لدينا بيوتُ الله يتعبد فيها كُـلّ اليمنيين..
والخلاصةُ أننا جَميعاً يمنيون -شئتم أم أبيتم، اتفقنا أم اختلفنا- لن نكون يوماً مطيةً للخارجي حتى وإن قبلنا مؤقتاً بمعاضدتهم لأي طرف مِنَّا ضد الآخر فهو تصرُّفٌ مؤقتٌ يزولُ بزوال أسبابه..