مشاورات السويد باب ظاهرُه الرحمة وباطنه العذاب .. بقلم/ نـــوال أحــمــد
بدعوة من الأمم المتحدة تُقامُ المشاوراتُ هذه المرة، وبرعاية منها يُحدَّدُ مسارُ الحوارات والمشاورات اليمنية في “ستوكهولم” عاصمة السويد.. في ظِل تصعيد عسكري وعدواني كبير لدول العدوان..
لليوم الخامس على التوالي منذ انطلاق مشاورات السويد والغارات الهستيرية والقصف الوحشي مستمرٌّ على مزارع ومنازل المواطنين، وأرقام الضحايا ما زالت في تصاعد..
عن أي محادثات أَوْ مشاورات يتحدثون؟!!
والعدوان ممعنٌ في إجرامه، ومشددٌ بحصاره، وموغلٌ في سفك دماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وصيادي وكل أبناء الشعب اليمني..
أي مشاورات هذه التي تُقام والعدوان لا زال مُسرفاً في القتل مُتفنناً في إبادة الشعب اليمني؟!
ما نعرفه وما يعرفه الجميع أنه قبل إقامة أية مشاورات أَوْ محادثات سلام في أية منطقة من مناطق الصراع، فإن أول خطوة ينفذها المجتمع الدولي والأمم المتحدة هي التهدئة، وإيقاف العمليات العسكرية في جميع المحاور..
فلماذا لم تُطبق هذه الخطوة إذا كانوا جادِين في وقف الحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني، لو كانت هناك جدية من الأمم المتحدة في مساعيها لإحلال السلام في اليمن لإنقاذ الشعب اليمني كما تدّعي، لكانت هناك تهدئة وإدخال مساعدات للشعب اليمني المنكوب، الذي يتضور جوعاً من شدة الحصار والذي يُعاني الأمرّين من حرب العدوان الاقتصادية، لو كانت جادة لاتخذت الأمم المتحدة قراراً ولها القدرة، بوقف الغارات الوحشية على الشعب اليمني الذي في كُـلّ يوم وحتى هذه اللحظة تزهق أرواح الكثير من أبنائه وأطفاله ونسائه!
ما نلاحظه في جلسات المشاورات وبوجود الطرف الذي يُمثِل حكومةَ الفنادق والارتزاق، والذي ذهب إلى المحادثات من فنادق الرياض، والذي أساساً وُضِع ديكوراً للسعوديّة والإمارات في المشاورات ويكون لسانَ باطلٍ يتحدث لمصلحة عدو اليمن ويعمل ما تُملِيه عليه دولُ تحالف العدوان، ليتم عرقلة أية مفاوضات قادمة قد تكون فيها حلولٌ إيجابية توصل الطرفين إلى اتّفاق لما فيه مصلحة اليمن ككل ولإخراج الشعب اليمني بأكمله من أزماته ومعاناته التي خلّفتها الحرب بحقه..
الوفدُ الوطني برئاسة محمد عبدالسلام وضع المِلَـفّاتِ الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون ككل وبدأ بفتح مِلَـفّ الأسرى والمعتقلين لكلا الطرفين، بدءاً بالإفراج عن أهلنا وإخوتنا في الجنوب الذين يقبعون في سجون الإمارات، وفتح مطار صنعاء كمطار دولي، كما هو، والمِلَـفّ الاقتصادي للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، وأيضاً إيقاف العدوان ورفع الحصار، وإجراء تهدئة لمعالجة ما يمكنُ معالجته، وتمت مناقشة كُـلّ ذلك على طاولة المشاورات مع المبعوث الأممي، وكلها مطالب الشعب اليمني عامة..
فيما الطرفُ الآخر القادم من فنادق الرياض، يتعنَّت ويطالِبُ بمطالب العدوان، لما يفاقم من معاناة اليمنيين، ومزيد من قتل وتجويع الشعب اليمني، وفد الرياض الذي يمارس مهنةَ الارتزاق، لا يريدُ وقفَ العدوان؛ لأنه يبيعُ ويُتاجر بدماء وأرواح أبناء الشعب اليمني المظلوم..
الشعب اليمني لم يُعد يأمل في المجتمع الدولي ولا أمم متحدة.. مهما تحدثوا ومهما قالوا..
إلا إذا أوقفوا عدوانهم ورفعوا حصارهم عن اليمن، ومن ثَمَّ الخوض في معالجة الجوانب الإنسانية الذي خلفها العدوان والحصار..
ومن هنا فإنَّ لسانَ حال الشعب اليمني يقولُ: صامدون ونطالب بوقفِ العدوان ورفع الحصار، وسحب مرتزِقة دول العدوان من أراضينا والتي استقدموها لغزو واحتلالِ اليمن، ومن بعدها سيتحقّقُ السلام، السلام الذي ننشُدُه والذي نريد، سلام الحرية والاستقلالِ، سلام يحفَظُ لنا كرامتَنا وسيادةَ وأمن وأمان بلادنا..
ما لم.. فلا داعيَ لإقامة مشاورات خلفها مؤامراتٌ تُحاكُ ضد الشعب اليمني، والشعبُ اليمني بوعيه وإيمانه قادرٌ على أن يحقّقَ السلامَ المنشودَ، وسيبقى ذلك مطلبَ الشعب اليمني بأكمله، قيادةً وشعباً وجيشاً ولجاناً شعبية، وستظلُّ اليد ممدودةً ومبسوطةً للسلام، وفي اليد الأخرى السلاح الذي يُعيدُ الحقوقَ ويحقّقُ السلام..
ومَن أراد أن يعرفَ مدى جدية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في رفع المظلومية عن اليمن وعن الشعب اليمني، فما عليه إلا أن ينظُرَ إلى مظلومية فلسطين والشعب الفلسطيني.