الرئيس صالح الصمَّاد.. جرأة المحارب والمجاهد البطل .. بقلم الشيخ/ عبدالباسط سران
يمُرُّ علينا أكثرُ من 200 يوم على استهدافِ الرئيسِ الشهيد المجاهد/ صالح علِي الصمَّاد -رئيس المجلس السياسي الأعلى- هذا القائد الفذ والإنْسَان المتواضِع والمجاهد البطل ولأول مرة في تأريخ الجمهورية اليمنية يترأسُها رجلٌ مجاهدٌ يحملُ كُــلّ هذا الوعي الديني والثقافي وهذه الروحية العالية المتشبِّعة بثقافة القرآن الكريم كتاب الله العزيز وكذلك يتمتع بخبرة فائقة وسياسة ثورية حكيمة علَى إدارة شؤون البلاد وهو الرئيس الذي خاطب الجميعَ بلغة واحدة ويرى كُــلّ اليمنيين بعين واحدة كان شعاره ومسيرة حكمه (يدٌ تحمي ويدٌ تبني)، والذي استهدفته طائراتُ الحقد والكُره والعدوان، بجريمةٍ متكاملة الأركان، انتهكت القوانين الدولية التي تُحرِّمُ وتُجرِّمُ استهدافَ أشخاص رؤساء دول، كما أن استهدافَ الصمَّاد يضعنا أمام مسؤوليةٍ كبيرةٍ تجاه الوطن والشعب وتجاه الرئيس الشهيد في الأخذ بثأره وثأر كُــلّ شهداء وجرحى هذا الوطن المعتدى عليه بغياً وعدواناً.
لن أتحدَّثَ هنا عن شخصية الرئيس الصمَّاد فقد تكلم قبلي المئاتُ وربما الآلافُ من صحافيين وإعلاميين وكتبة رأي.. ولن أتحدث عن أقواله الخالدة أو أفعاله المجيدة، فقد تكلم المذيعون والخبراء الاستراتيجيون.. ولن أتكلم عن بطولاته وشجاعته وتضحياته والتي كان آخرها استشهاده هو وستة من مرافقيه.. فقد تكلم الشارع اليمني بطوله وعرضه عن كُــلّ هذا.. ولن أتحدث عن سنوات نضاله في جبال وأودية وسهول صعدة في السنوات الماضية فسأدعها للتأريخ والمؤرخين ليسجلوها في أنصع كتب التأريخ..
ولكنني سأتحدث عن صمَّاد الهُوية والانتماء، صمَّاد العزة والإباء، صمَّاد الموقف والشموخ والوفاء.. وتلك ميزةٌ لم يسبق لأحدٍ أن اتصف بها، بل وفضيلةٌ عظيمةٌ حازها لوحده دونما منافسٍ أو منازع.. فإن قلنا بأن الصمَّاد بحجم الوطن اليمني بأكمله فنحن هنا قد نقولُ الحقيقةَ أو جزءاً منها، فالحقيقة الماثلة هنا بأن الرئيس الشهيد صالح علِيّ الصمَّاد علّمنا وتعلمنا من مواقفه معنى الانتماء لهذا الوطن الكبير، فهمنا الدرسَ جيداً درسَ الوطنية الحقة، ودرسَ الولاء العظيم لبلاد الإيْمَــان والحكمة..
تعلمنا منه كيف نكونُ جزءاً من هذا الوطن، وبأن اليمنَ هي أقدسُ القُدسيات التي لا منازعَ لها، وبأن بلادَنا هي هُوية وعنوانٌ ومنهاجٌ لكل مواطنٍ يمنيٍّ حرٍّ وشريف، لا انتماءات شرقية ولا غربية، لا سياسة محاور وأقطاب وتكتلات إقليمية، لا تفريط ولا انتقاص من السيادة اليمنية وقرارها المستقل والمصيري لشعبٍ عريق بتأريخه وحضارته، وبلاد عظيمة بأهلها وناسها، كبيرةٌ بموقعها وجغرافيتها، غنيةٌ بمواردها المتنوعة من بترولٍ ومعادنَ وسياحة ومواقع تأريخية..
وهنا.. فنحن جميعنا وبكل شرفٍ وافتخار صمَّادو الهُوية والانتماء.. صمَّادو الشجاعة والبطولة والإقدام.
النصرُ الكبيرُ قادمٌ لا محالةَ، ولا عزاءَ لكل المتاجرين بيمن صالح الصمَّاد ولا بثورته وجمهوريته..