الأشباح في ستوكهولم وميناء الحديدة .. بقلم د/ أحمد الصعدي
كم كان السفيرُ الفرنسي السابقُ لدى اليمن، جيل غوتيه، موفقاً عندما وصف في مقابلة له مع قناة فرانس 24 حكومةَ هادي بأنها مُجَــرّد شبح وأنها مُجَــرّد قناع يتسترُ به الإماراتيون والسعوديّون ووسيلة للتسلق عليها.
يرتدي الناسُ الأقنعةَ في حالتين، في الحفلات التنكرية من أجل خلقِ جوٍّ من الفرح والمفاجآت؛ بهدف إمتاع المشاهدين. أما الحالة الثانية فيمثلها المجرمون واللصوص الذين يرتدون أقنعة تخفي شخصياتهم، ويتنكرون بكل ما يمكنُ أن يساعدَهم في الإفلات من يد العدالة.
هذه هي حالةُ المجرم السعوديّ والإماراتي ومحركهما الأمريكي وهم يتقنعون بما يسمونها الشرعية، إلا إن هذا الشبح أَوْ القناع أوهن وأضعف من أن يغطيَ الشمسَ بغربال، ففي كُـلّ تحَـرّكات وأقوال هذا الشبح الباهت المتبلد يظهر جسد المجرم الحقيقي الذي يتخفى وراءه بكل تفاصيل شخصه وأفعاله.
يُلِحُّ الأشباحُ أَوْ الأقنعة الموجودون في ستوكهولم على تسليم ميناء الحديدة إلحاحاً يعكسُ تعطشَ وتوقَ قرصان أبوظبي للسيطرة المباشرة على كُـلّ موانئ اليمن بعد أن صارت جميعُها من المهرة إلى الخوخة تحت سيادته ومواطئ نعال قواته. لا يملك الأشباحُ في ستوكهولم المتشدقون باسم ((الشرعية)) المطالِبون بسذاجة وسخف ووقاحة بتسلم ميناء الحديدة شجاعةَ وصراحةَ زميلهم وزير النقل في حكومتهم المغتربة صالح أحمد الجبواني، الذي أعلن بوضوح وصراحة أنه ممنوع من دخول ميناء عدن، وأنه بحاجة إلى تصريح من الضابط الإماراتي. ويريد الأشباح في ستوكهولم أن يلحقوا آخر ميناء يمني باق خارج نفوذ قوى الاحتلال وتحت السيادة اليمنية الحقيقية ببقية الموانئ اليمنية التي تُدارُ من أبوظبي مباشرة، ولا يستطيعُ أيُّ بهلوان من أولئك الأشباح أَوْ الأقنعة أن يهمسَ بكلمة احتجاج على ما يفعله الاحتلال. ومن أين للعبد أن يعترضَ على ما يفعله سيده ومالكه؟!.
يدرك العدوّ وأقنعته أَوْ أشباحه -حسب وصف السفير الفرنسي- استحالة السيطرة على ميناء الحديدة بالحرب، وعليه أن يدرك أنه لن يصل إلى هذه الغاية مستخدماً الأقنعة والتخفّي وراء الأشباح. أما نحن اليمنيين فسنتذكرُ أقوالَ وأفعالَ وملامح وجوه مَن يفعلون كُـلّ ما يستطيعون، محاولين انتزاعَ أكبر موانئنا وأهمها ليُسَلَّمَ للغزاة الطامعين عندما يدرك الجميع كم هي مكلفة استعادة السيادة على الموانئ المحتلّة.
كما نتذكَّرُ اليومَ أقوالَ وأفعالَ مَن لهثوا واختلقوا أقبح المبرّرات لنقل وظائف البنك المركزي من صنعاء، ولن ننسى جرمَهم وخِسَّتَهم وإسهامَهم في تجويع الشعب اليمني.