الشهيد الصمَّاد القائد الإنسان .. بقلم اللواء ركن/ محمد محمد المؤيد
* مستشار وزير الدفاع
يمُرُّ علَينا أكثر من 200 يوم علَى رحيل الشهيد صالح الصمَّاد شهيداً مرفوعَ الهامة نقيَّ السريرة عفيفَ اليد واللسان والسلوك، بعدَ رحلة حافلة بالعطاء والنضال والتضحية والإيثار.
رحل نقياً طاهراً شامخاً، لم يرتبكْ أمام عدوٍّ ولم ينحنِ أمام خائن أو عميل أو مرتزِق.. ضرب برحيله أروعَ الأمثلة، فكان النموذجَ والقدوةَ والرمزيةَ التي علينا الاقتداءُ بها والتمثُّلُ بسلوكها واقتفاء أثرها الحميد.
صالح الصمَّاد شهيدٌ نموذجيٌّ في موكب الشهداء، واجه العدوانَ وسقط وهو يحشُدُ لمسيرة البنادق وهو الرئيسُ الذي قضى فترةَ زعامته في الخنادق لم يعرفْ حياةَ الرفاهية والفنادق والتسكُّع في شوارع العالَم.
سقط مجاهداً وروى بدمه الطاهرة ترابَ وطنه الغالي الذي نذر نفسَه للدفاع عنه والذود عن كرامته واستقلال قراره، وبالتأكيد انه بقدر ما كان الإحساس بهول الفاجعة وبقدر ما كان يعتصر القلوب لفراق الشهيد القائد الإنسان صالح الصمَّاد بالقدر ذاته فقد كانت مشاعر الفخر والاعتزاز بمواقف الشهيد صالح الصمَّاد وبطولاته وعلو همته وسمو سجاياه ونبل خصاله الحميدة، مقارنةً بحجم تضحياته في مقارعة الغزاة وردع العدوان والتي كان آخرها ارْتقائه شهيداً في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن ومن خلال مناقبه وحنكته القيادية لا يزال حياً يرزق عند ربه أولاً وبين أوساط شعبه يملأُهم حماساً وعزة وكرامة وصموداً في وجه تحالف العدوان ومرتزِقتهم؛ لتتجسدَ بجلاء عظمةُ الشعب اليمني في مناقبه قائده ورئيسه العظيم الرئيس الإنسان الشهيد صالح الصمَّاد.
لقد كان استهدافُ الرئيس الصمَّاد جريمةً مكتملةَ الأركان، تضاف إلى الجرائم طيلة أربع سنوات من بدء العدوان ولم يستطع أن يحقق أي انتصار يُذكر علَى الواقع، حيث فشل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً أَيضاً رغم حصاره واستهدافه الممنهج لكل مقومات الحياة والبُنَى التحتية.
وعلى العكس تلقت قوى العدوان ضرباتٍ موجعةً علَى يد أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وما وراء الحدود وكانت القوة الصاروخية والصواريخ البالستية والتي دشّن بها الشهيد الرئيس صالح الصمَّاد العامَ الرابعَ من الصمود اليمني وكذا رفعه الشعار (يد تبني ويد تحمي)، هو ما أثار سخطَ قِوَى العدوان وجعلتها تستهدفُه، في محاولة بائسة منها لإضعاف اليمنيين والتفافهم حول قياداتهم ممثلة برئيس الصمَّاد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لقد كان قريباً من المواطنين البسطاء متلمساً لهمومهم وتطلعاتهم، وبالمثل كان متواجداً في الميدان مع الأبطال المقاتلين في مختلف الجبهات، وكان مشرفاً علَى إعداد وتأهيل وتخريج الدفع العسكرية.
وكان قيادته لليمن في هذه المرحلة بالذات مغرماً لا مغنماً..
وأخيراً يجبُ أن نتذكرَ ما قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الشهيد الصمَّاد: (يجب أن يكون الرئيس الصمَّاد قدوة للمسؤولين) وقال أَيضاً: (قائد الثورة الرئيس الصمَّاد لم يتأثر بالسلطة ولم يسع للحصول علَى مكاسبَ مادية، وأن استشهاد الرئيس الصمَّاد أعطى الشعبَ طاقةً جديدةً وعزماً متجدداً واندفاعاً أكثر نحو التضحية.
رحم اللهُ الشهيدَ صالح الصمَّاد ومرافقيه وكل شهداء الوطن الذين سطّروا ملاحمَ بطوليةً في مختلف الجبهات، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدَ الشهيدَ صالح الصمَّاد ورفاقه بواسع رحمته.