مشاورات السويد تكتفي باتّفاق الأسرى والحديدة وتعز بانتظار الجولة القادمة نهاية يناير المقبل
المسيرة: خاص
اختُتمت، أمس الأول، بالعاصمة السويدية ستوكهولم، المشاوراتُ اليمنيةُ، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الأمم مارتن غريفيث، مكتفيةً بالتقدم الذي حصل وخصوصاً في الساعات الأخيرة فيما يتعلق بمحافظتَي الحديدة وتعز، وقبل ذلك مِـلَـفّ الأسرى والمفقودين، وهما المِـلَـفّين اللذان شهدا التوصلَ لاتّفاقات، فيما اكتفت المشاوراتُ بالتقدم في مِـلَـفّات الاقتصاد ومطار صنعاء والذي منع تعنُّتُ وفد الرياض من التوصل فيها إلى اتّفاقيات باستثناء التوصل لاتّفاق على الإطار العام للحل السياسيّ الشامل غير أن وفد الرياض أيضاً طلب مناقشتَه في جولة المشاورات القادمة نهاية يناير المقبل.
الوفدُ الوطني حظي باحترام العالم من خلال امتلاكه للقرار والرغبة في التوصل إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني، وهو هدفُ المشاورات وليس المكاسب السياسيّة، غير أن ما تم التوصلُ إليه من اتّفاقات سيؤدي تنفيذُها لتخفيف وطأة الكارثة الإنسانية أزعج جانبَ المرتزِقة الذين كانت أجندتهم بعيدةً كُـلّ البُعد عن تطلعات الشعب اليمني.
وفيما يتعلقُ بتفاصيل المِـلَـفّ الأبرز لإنجازات مشاورات السويد وهو مِـلَـفّ محافظة الحديدة، كشف رئيسُ الوفد الوطني محمد عبدالسلام، أن الاتّفاقَ الذي تم التوصلُ إليه يُقضِي في مرحلته الأولى إلى وقف العمليات العسكريّة وانسحاب القوات الغازية من جنوبي المدينة مقابل انسحاب قوات الجيش واللجان من المدينة.
وفيما يتعلق بالنقطة الأخيرة أوضح عبدالسلام أن تواجد القوات العسكريّة للجيش واللجان في مدينة الحديدة كان سببه محاولة الغزاة احتلالها، وبالتالي فإنه بغياب تلك الأسباب لا يوجد مانعٌ من انسحاب قوات الجيش واللجان فيما ستبقى القوات الأمنية المتواجدة حالياً بالحديدة لحفظ الأمن كما كان الوضع قبل محاولة الغزاة اقتحام مدينة الحديدة.
وأضاف رئيسُ الوفد الوطني أن “ثاني مرحلة من اتّفاق الحديدة هي إيقافُ المظاهِر العسكريّة فيها وعدم وجود تهديد على المدينة من أي طرف”، مشيراً إلى أن “المحلية القائمة حالياً ستكون هي السلطات الرسمية في الحديدة وهي من تشرف على المِـلَـفّ الأمني بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.
كما أوضح عبدالسلام أن الاتّفاقَ يمنحُ الأممَ المتحدة صلاحيةَ الإشراف على ميناء الحديدة والموانئ الأخرى فيما القوات التي ستعمل في موانئ محافظة الحديدة هي قوات الأمن المحلية القائمة حالياً، لافتاً إلى أن الاتّفاق تضمن أن تذهب الإيرادات إلى فرع البنك المركزي في الحديدة لصرف المرتبات.
وأشار عبدالسلام إلى أنه بموجب الاتّفاق فإنّ “الخط الواصل بين صنعاء والحديدة والخطوط الأخرى إلى تعز وَصعدة يجب أن تكونَ آمنةً وغيرَ مستهدفة إطلاقاً”.
واعتبر عبدالسلام أن “إيقاف العمليات العسكريّة في الحديدة وتحرير الأسرى هو انتصار للشعب اليمني والإنسانية”.
من جانب آخر، نفى عبدالسلام عدمَ التوصل لاتّفاق بشأن الإطار العام للحل السياسيّ الشامل، مؤكّداً أن تم الاتّفاقُ عليه مع الأمم المتحدة والطرف الآخر، لكن الأخيرَ طلب مناقشته في المشاورات القادمة نهاية يناير المقبل وفق ما أعلن المبعوث الأممي في ختام المشاورات في السويد، مشيراً إلى أن أحدَ بنود الإطار العام المقترح هو وضع حَدٍّ نهائي للأعمال العسكريّة في اليمن لكن الطرف الآخر رفض”.
وفيما يتعلق بتعثر مِـلَـفّي مطار صنعاء والمِـلَـفّ الاقتصادي، أوضح رئيس الوفد الوطني أن “قرار العدوان إغلاقَ مطار صنعاء قرارٌ سياسيّ من أجل معاقبة الشعب اليمني وليس لأنه غير مؤهل”، مضيفاً أنه “اتّفقنا فنياً وإدارياً أن تذهبَ الإيراداتُ كلُّها إلى الرواتب، والجانب اللوجستي في صنعاء هو الأفضل في البلاد”.
ووجّه عبدالسلام الشكر إلى “أبناء تهامة والساحل الغربي الذين وقفوا في مرحلة تأريخية بوجه العدوان”، مؤكّداً في الوقت ذاته أن “من صمد في مواجهة العدوان لأربع سنوات من 17 دولة، قادرٌ على الوصول للانتصار المشرّف”.
ووفقاً لبنود الاتّفاق فيما يتعلق بمحافظة تعز، فقد تم الاتّفاقُ على خفض التصعيد وفتح الممرات وضمان وصول المساعدات الإنسانية والبضائع.
كما أكّد رئيسُ الوفد الوطني أن “على أبناء شعبنا أن يكونوا على مستوىً عالٍ من اليقظة والحذر، تحديداً في جبهات الحديدة وتعز وأن يقدموا دعماً كبيراً لأبناء الجيش واللجان الشعبية في الجبهات”.