القاعدةُ الأساسيةُ للتسليم لله ألا تخشى أحداً إلا الله
المسيرة/ خاص
تحدث الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- ــ كعادته دائماً ــ في محاضرة ــ ملزمة ــ [الدرس الثامن من دروس رمضان ـ سورة البقرة] عن عدد من المواضيع، أبرزها أن على المجتمع المسلم ألا يخشى أحداً إلا الله وحدة، حيث قال: [أثناء تنـزل القُــرْآن الكريم كانوا لا يزالون خليطاً في المجتمع فقد يأتي من داخلهم مقولات متعددة، يجب أن لا تخشوهم على الإطلاق، والتسليم لله سبحانه وتعالى، هذا هو الشيء الأساسي هذه هي قاعدته، لا يمكن أن تكون مسلِّما لله وتبقى مستقيماً في تسليمك لله ومستقيماً على هدي الله وملتزماً إلا إذا كنت على هذا النحو: لا تخشى إلا الله].
وَفي سياق شرح قوله تعالى: [وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] أكّد الشَّهِيْدُ القَائِدُ: بأن تمام النعمة على المسلمين لن يكون إلا إذا كانت خشيتهم من الله أكبر بكثير من خشيتهم من البشر، حيث قال: [ولا تتم نعمة الله على الإنسان أن يكون هو فعلاً في سلوكه بالشكل الذي توفرت له النعمة وتمت عليه النعمة إلا إذا كان على هذا النحو: لا يخشى إلا الله ولا يهتدي فعلاً إلا إذا كان على هذا النحو: لا يخشى إلا الله؛ لأنَّ من يخشون غير الله، تقدم نعمة من التي تعني نعم هداية تقدم آيات فيها هدى توجيهات، فيها هدى لن يقبلها، ليس ميداناً لها؛ لأنها تصطدم بخشيته من غير الله، هذه القضية واضحة في الناس].
منبهاً للناس ومحذراً لهم ألا يخافوا إلا من الله؛ لأن ذلك يؤدي إلى ظهور عقبة كبيرة تحول بينهم وبين أن يهتدوا، حيث قال: [يجب أن نفهم خطورة المسألة: أن الناس لا يهتدون وأنهم يضعون عقبة كبيرة جداً أمام اهتدائهم عندما يكونون يخشون غير الله {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(البقرة: من الآية150) لا تظن بأنك عندما تتوقف في موقف معين لأنك تخشى طرفاً آخر أنك ربحت أنك أمنت جانبه، يجب أن تفهم بأنك خاسر، ومن خسارتك الكبيرة هو أنك وضعت نفسك في مشكلة كبيرة أنك وضعت عائقا كبيرا جداً أمام أن تهتدي، ثم انظر أين تنتهي بك هداية الله سبحانه وتعالى في الدنيا وفي الآخرة كيف نهايتها، في الدنيا عزة وسعادة ورفعة وقوة وطمأنينة، وفي الآخرة الأمن يوم القيامة والجنة ورضوان من الله أكبر
وأضاف -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- إضافة مهمة جدا للموضوع بقوله: [عندما يكون الإنسان يخشى غير الله، هي حالة تبين بأنك جاهل لله وجاهل باليوم الآخر، من الذي لديه ما يمكن أن تخافه مثل جهنم؟ هل أحد لديه مثل جهنم من البشر تخاف منه؟ أبداً، هل أحد لديه مثل الجنة فترغب فيما لديه؟ تعدل عن الله سبحانه وتعالى فتصبح تخشى غير الله وترغب في غير الله، كلها يكون منشؤها الجهل، الجهل بالله الجهل بدينه، الجهل باليوم الآخر الجهل بالسنة الإلهية في موضوع الحق].
وقال -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- وهو يشرح معنى: أن تخشى غير الله: [يجب على الإنسان أن يستحي فعلاً أن يستحي من أن يكون يخشى غير الله؛ لأن معناه: أنك تجعل غير الله وكأنه أكبر من الله، وكأن ما لديه مما تخافه منه أعظم وأشد عليك مما لدى الله؛ لهذا الله سبحانه وتعالى جعل الأشياء لديه على أرقى مستوى جهنم أشد، أشد عذاب والجنة أعلى، أعلى نعيم مادي ورضوانه أكبر من ذلك النعيم المادي التي هي الجنة].
وضرب لنا -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- مثالاً واقعياً، وكلاماً قوياً، لنراجع حساباتنا، حيث قال: [إذاً تراجع حساباتك، متى ما كنت تخشى آخرين تخشى من – مثلاً – أمريكا الكبيرة في الأرض هذه أليس لديها الأسلحة الكثيرة ولديها الإمكانات الكثيرة؟ هل يمكن أن تعتبر ما لديها يساوي يوماً واحداً في جهنم؟ أبداً، فهل تخاف ما لدى أمريكا عندما لا تكون إلا أنت، وأمريكا كلها متوجهة بكل ما تملك من أسلحة لتصبها عليك أنت وحدك؟ يجب أن لا تخشاها لأن ما لدى الله من عذاب شديد هو أشد بكثير، بكثير لا يساوي ما لدى الآخرين يوماً واحداً في جهنم ولا ساعة واحدة في جهنم].