النواب الرافضون للبيع في سوق النخاسة سيخلّدهم التأريخ .. بقلم/ جمال عامر
مُجَرّد فاصل أملته الضرورةُ وسأعودُ للكتابة عن مفاوضات السويد..
لا أتذكَّرُ عددَ المرات التي فشلت فيه مساعي السعودية لعقد مجلس النواب لمَن هم في الخارج لأسباب وظروف مختلفة رغم أنها بذلت بالغَ جهدها..
إلا أن ما لا زال عالقاً في الذاكرة أنه وفي إحدى المحاولات التي تم استدعاءُ النواب فيها إلى الرياض تم إرغامُهم على لبس أسورة تعقّب؛ ضماناً لعدم خروجهم حتى يتم إقناع مَن تبقى بالحضور..!!
ولهذا الغرض تم وعدُهم بمبلغ 500 ألف ريال سعودي وبمقابلة بن سلمان لهم، والتي لم تحصل إلا بعد أسابيع من اختبار قدراتهم على تحمّل الإهانات حين كان يتم إبلاغُهم بالاستعداد للقاء ظل يؤجّل وحين أصبح حقيقةً فإنه لم يستمر لأكثرَ من 15 دقيقة لم يتحدث فيها الأميرُ بكلمة واحدة حتى عن سبب جمعهم إلا أنهم بمقابل الازدراء غادروا بتوجيه صرف منحة الـ 500 ألف سعودي وفشل بتحقيق النصاب.
كما حصلت محاولاتٌ بعدها مع انخفاض سعر العضو إلى 200 ألف ولا زالت قائمةً حتى يومنا هذا..، صحيحٌ أن هناك مَن غيّر جلده وقَبِلَ المساومة إلا أن هناك مَن لا يزالُ على موقفه بإعلاء الولاء لوطنه وعدم طرحه في سوق النخاسة رغم ما يحمله من موقف سياسيّ مختلف أَوْ حتى وجع شخصي.
هؤلاء لم يحاولوا تخديرَ ضمائرهم بتبريرات لا ترقى إلى البصم لشرعنة بيع ما تبقى مما يطمع في بلدهم بعد أن تم تدميرُه وقتل أبنائه.
هؤلاءِ النوابُ سيكتبُهم التأريخُ في أنصع صفحاته مقابل خُسران أخلاقي وسياسيّ مبين لمن وضع وطنَه في كفة الرهانات الآنية المتقلبة..
وللحديث بقية..