“اتّفاق السويد” تحت القصف المتواصل في الحديدة
المسيرة | خاص
تعامَلَ تحالُفُ العدوان ومرتزِقته مع اتّفاقية السويد، كإشارة لتكثيفِ التصعيد العدواني على محافظة الحديدة، فبمُجَــرّدِ أن انتهت المشاورات باتت المحافظة فريسةً لقصف متواصل ووحشي من الأرض ومن السماء بالصواريخ والقنابل العنقودية والقذائف المدفعية، بدون أية مراعاة لبنود الاتّفاق الواضحة التي تنُصُّ على وقف كافة العمليات القتالية في المحافظة، وأكثر من ذلك، يشكّلُ هذا القصف تحدياً واضحاً لجهود السلام برمتها.
يوم أمس، وحتى لحظة كتابة هذه المادة، شَـنَّ طيران العدوان 12 غارةً على عدة مناطقَ في المحافظة، بينها منطقتا الفازة وشمال حيس، فيما أطلق المرتزِقة أكثرَ من 35 قذيفةً مدفعية مصحوبة بعيارات نارية مكثّفة على منازل المواطنين في قرية الزعفران بمنطقة كيلو 16، وأكثر من 15 قذيفة مدفعية وأكثر من 50 طلقة بالمعدلات على حي 7 يوليو بمديرية الحالي، و11 قذيفة مدفعية باتّجاه مصنع كمران، وعدداً من القذائف أَيْضاً على كُـلٍّ من مدينة الشعب ومنطقة الفازة وشارع الخمسين.
وصرّح ناطقُ الجيش، مساء أمس، أن مرتزِقة العدوان حاولوا التسلّلَ على مدينة الدريهمي وجنوب الجاح، إلا أن قُـــوَّات الجيش واللجان تصدت لهم وكبّدتهم خسائرَ بشريةً ومادية.
وفي اليوم السابق، وصلت الغارات الجوية التي شَـنَّها طيران العدوان على المحافظة إلى أكثرَ من 16 غارة على مديريات التحيتا والحالي وبيت الفقيه والصليف، فيما ألقى قنابلَ عنقوديةً على مراعي ومزارع المواطنين في عزلة المجاملة، وأطلق المرتزِقة مئاتِ القذائف على مناطقَ متفرقةٍ من مديريتي التحيتا والحوك.
هستيريا عدوانيةٌ تترافَقُ مع تحشيد عسكريّ متواصِلٍ من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته في المحافظة، ووصف عضو الوفد الوطني المفاوض، سليم المغلِّس، تلك التصرفات بأنها “ليست مُجَــرّد خروقات بل تصعيدٌ واضحٌ تتحمل قوى العدوان كافة المسؤولية عنه”، وأنها أَيْضاً “تشكك في جدية دول العدوان حول التوجه نحو السلام”.
وأضاف المغلس أنه “تم إبلاغ المبعوث الأممي بتطوّرات التصعيد القائم وَخصوصاً الغارات المكثّفة من قبل طيران العدوان”.
وأوضح عضو الوفد الوطني على أن “نص الاتّفاق واضح وتضمن إزالة الخطر على المدينة وهذا الخطر بالدرجة الأولى يأتي من قبل قوى العدوان” في تأكيد على سقوط أي مبررات قد يتبناها العدوّ لتمرير استمرار هجماته وتصعيده على محافظة الحديدة.
ووسط إصرار دول العدوان ومرتزِقتها على التوجه في المسار المعاكس للاتّفاقية، بمقابل التزام “صنعاء”، وفيما يبدو وكأنه سعي لسد الطريق أمام الطرف غير الملتزم، دعا المبعوث الأممي إلى نشر عاجل لمراقبي الأمم المتحدة للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجية، وقال: “إن التواجد السريع في المكان جزءٌ ضروري من الثقة المطلوبة المصاحبة لتطبيق اتّفاق الخميس”
دعوةٌ تنبئُ عن استشعار المبعوث الأممي للخطر الذي يهدد الاتّفاق، جراءَ استمرار تحالف العدوان في تصعيده وضرباته على محافظة الحديدة، خصوصاً وأن الاتّفاق إذا ما تم الالتزام به، يشكّلُ خطوةً عمليةً جادةً ومبشرة نحو التوصل للسلام، ويرفع من احتمالات التوصل إلى حلول شاملة في المستقبل.