في اليوم الأول من سريان وقف إطلاق النار في الحديدة: التزامٌ من طرف واحد!
المسيرة | خاص
بالرغم من دخول “وقف إطلاق النار” في محافظة الحديدة، حَــيِّــزَ التنفيذ منتصفَ ليل الاثنين/ الثلاثاء، بموجب اتّفاق السويد، إلا أن قوى العدوان استمرت بتنفيذ هجماتها وضرباتها البرية على عدة مناطقَ من المحافظة، تحت تحليق مستمرٍّ لطيران العدوان بأجواء المحافظة، في خرق واضح للاتّفاق، يمثِّلُ دليلاً جديداً على أن العدوَّ لا ينوي الالتزامَ، وينوي بدلَ ذلك الاستمرارَ في التصعيد برغم كُلّ شيء.
ناطقُ القُــوَّات المسلحة العميد يحيى سريع، أعلن، أمس الثلاثاء، أنه وبالتوازي مع تحليق مكثّف للطيران الحربي والتجسسي للعدوان في سماء محافظة الحديدة، أطلق المرتزِقة أكثرَ من 38 قذيفة مدفعية و14 صاروخاً على عدد من المناطق السكنية داخل المحافظة، كما نفّذوا محاولةَ تسلّل على مواقع الجيش واللجان شرق حيس، إضَـافَـةً إلى دفعهم بتعزيزات عسكريّة كبيرة من الخوخة تجاه المنظر وكيلو 16، واستمرارهم في بناء تحصينات وتنفيذ حفريات بجرّافاتهم العسكريّة.
وأشار ناطقُ الجيش إلى أن العدوَّ يستغلُّ تأخُّــرَ وصول اللجنة المكلّفة من الأمم المتحدة بالإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة.
لم يشن طيران العدوان، حتى لحظة الكتابة، أية غارة جوية على محافظة الحديدة، بعد أن كثّف من غاراته على المحافظة في الساعات السابقة لبدء الهُدنة، إلا أن تحَـرّكات المرتزِقة على الأرض والتحليق المكثّف للطيران في سماء المحافظة، كان مؤشراً واضحاً على أن توقُّفَ الغارات الجوية لا يعني التزامَ العدوّ بالاتّفاق.
وجاءت تصرُّفاتُ العدوّ المناقِضة للهُدنة، بالتوازي مع تصعيد إعلامي مكثّف شنته وسائل الإعلام التابعة للعدوان في أول ساعات سريان وقف إطلاق النار، عن طريق بث أخبار مكثّفة مضللة تزعُمُ أن قُــوَّاتِ الجيش واللجان قامت بإطلاق قذائفَ مدفعية، وهو ما نفاه سكانُ المحافظة الذين أكّدوا أن المحافظة شهدت هدوءاً تاماً خلال الساعات الأولى للهدنة، قبل أن يطلق المرتزِقة قذائفهم وصواريخهم.
وبدا أن ذلك التصعيدَ الإعلامي المضلّل والمبكّر من قبل العدوان، كان بمثابة توجُّه للتشويش على سريان وقف إطلاق النار وخلق مبرّرات تدفع بالأوضاع إلى التوتر، إذ بدت وسائلُ إعلام العدوّ حريصةً على أن تعودَ المعاركُ إلى المحافظة، وهو ما توازى مع تحَـرّكات المرتزِقة وضرباتهم على الأرض يوم أمس.
بالمقابل، أظهرت قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة التزاماً تامًّا بوقف إطلاق النار في المحافظة، وهو ما أكّدته وزارةُ الدفاع التي رحّبت ببدء سريان وقف إطلاق النار، مؤملةً أن يكون هذا الاتّفاق مقدمةً لعملية سلام شاملة في كافة مناطق الجمهورية.
وعن خروقات العدوّ ومرتزِقته، أكّد ناطقُ الجيش، على أهميّة اضطلاع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدور فاعلٍ في تنفيذ وقف إطلاق النار بالحديدة، محمّلاً قوى العدوان والمرتزِقة المسؤوليةَ الكاملة عن أي خرق للاتّفاق، ومجدِّداً التأكيدَ على التزام الجيش واللجان، وإبلاغ لجنة التنسيق المشتركة بما يحدُثُ من خروقات.
وكان رئيسُ الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، أعلن مساء أمس الأول، عن أسماء ممثلي الوفد في لجنة التنسيق المشتركة التي ستشرف على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وهم كُلٌّ من: اللواء علي الموشكي، والعميد علي سعيد الرزامي، والعميد منصور أحمد السعادي.
وتشمَلُ لجنةُ التنسيق المشتركة 6 أعضاء من طرفَي الاتّفاق، ثلاثة من كُلِّ طرف، ويرأسُها خبيرٌ عسكريٌّ تابع للأمم المتحدة، ومهمتها الإشراف والمراقبة على تنفيذ وقف إطلاق النار، وإعادة الانتشار، ورفع تقارير للأمين العام للأمم المتحدة.
ولم يسلّمْ وفدُ المرتزِقة حتى الآن أسماءَ ممثليه في اللجنة، ما يشكّلُ مؤشراً آخر على عدم نوايا الالتزام بالاتّفاق.