كوشنر وعلاقاته السعودية خطوة التحقيق القادمة .. بقلم/ بسّام أبو شريف
أجهزةُ إعلام ترامب وشركائه “استكلبت”، لإظهار اتّفاق الحديدة (محافظةً وموانئَ ومدينةً)، وكأنه نتيجةٌ لانتصار عسكري سعودي أَوْ نتيجة لضغط عسكري سعودي كما قال سفير السعودية إلى واشنطن.
لن نناقشَ هذا الأمرَ المكشوف جداً، بل سنبتسم ونقول: إن الضغطَ الحقيقيَّ على الشعب اليمني وقياداته الباسلة المتصدية للعدوان الأميركي الإسرائيلي السعودي على اليمن هو الوضعُ الإنْسَاني الذي وصل إلى حافة الموت مرضاً أَوْ جوعاً أَوْ عطشاً، رغم ذلك فإنَّ الاتّفاق –هو خطوة أولى– تتمتعُ بفتح فرص كثيرة لكشف نوايا التحالف الحقيقية، فالتحالف بحسابات بسيطة فشل فشلاً ذريعاً، واذا أخذنا محافظاتِ الجنوب التي وقعت في أَسْرِ التحالف نرى أن الانتفاضات الشعبية تتوالى وتتصاعد في المحافظات ضد “الاحتلال” وهذه الانتفاضات الشعبية لا يمكن فصلها فصلاً تعسفياً عن الصمود الأسطوري الذي جسّده الشعبُ اليمني الموحد “شمالاً وجنوباً”، في وجه قوى التحالف الغازية.
هذه الخطوةُ الأولى تبدو للبعض أنها تنازلات من حكومة الإنقاذ في صنعاء، وهي كذلك لكن الذين يرون ذلك عليهم أن يروا التنازلَ التكتيكي ضمن حكومة الإنقاذ الاستراتيجية، فكما سمع وقرأ الجميع لم يتم التوصل لاتّفاق (حتى الآن)، حول مِلَـفّين اعتبرهما الطرفان مِلَـفّين هامين وأساسيين، وهما مِلَـفّ مطار صنعاء ومِلَـفّ تعز، وقد تُرك المِلَـفّان قيد البحث كفحص حقيقي لنوايا التحالف التي ستظهر حتماً خلال تنفيذ تبادل الأسرى، وخلال تحييد الحديدة من إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة.
الكلُّ يحلل ويفكر فيما سيلي ذلك!! وتقديُر ما سيجري بعد ذلك لا يمكن أن يتم بمعزل عما يجري في واشنطن، وما يدور في الشرق الأوسط وبشكل خاص ما يجري في فلسطين، وقد يستغرب البعض هذا ويذهب إلى الظن بأننا نحشر موضوع فلسطين في كُـلّ محفل وكل حدث لكن الحقيقة هي الثابتة، فالمعركة في الشرق الأوسط انطلاقاً من الحرب على إيران مرورا بما يجري في العراق وسوريا ولبنان، وما يجري في فلسطين هو هدفه شطب قضية فلسطين وتتويج الصهاينة قادة رسميين لمنطقة الشرق الأوسط “الامبريالية الصهيونية”؛ لذلك لا بد من الانتقال فوراً إلى واشنطن لربط ما يدور هناك من معاركَ سياسيةٍ بما يدور في منطقتنا من معاركَ عسكرية وجرائمَ دموية ضد شعوبنا من قبل واشنطن وتل أبيب والرياض، ففي الوقت الذي كان يعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة التوصل لاتّفاق أولي بين الأطراف في مباحثات ستوكهولم كان الكونغرس يتخذُ قرارين هامين: الأول إدانة ابن سلمان لقتله جمال خاشوقجي، والثاني هو وقف الدعم العسكري الأميركي للتحالف السعودي في حرب اليمن!!، وحسبما وصلنا فإنَّ الكونغرس ما كان بمقدوره اتخاذ مثل هذه القرارات لولا وقوف عدد كبير من الجمهوريين في الكونغرس ضد موقف رئيس البيت الأبيض دونالد ترامب “الجمهوري”، لا شك أن ترامب يواجه الآن مأزقاً متعددَ الحراب والنصال وهي:
1- الوفاء بتعهداته حول صفقات السلاح للسعودية.
2- السير قدما بمُخَطّط ”صفقة العصر”.
3- مواجهة تقرير مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات (خَاصَّــة بعد الحكم على محاميه السابق كوهين بالسجن ثلاث سنوات عقاباً لكذبه تغطية لأخطاء ترامب)، لقد ازداد الأمر تعقيداً في واشنطن، إذ أن مولر مصر على استكمال المرحلة الثانية من التحقيق، وهي بالنسبة لي الأخطر فالمرحلة الثانية هي مرحلة تركز على لقاءات إسرائيلية سعودية إماراتية مع معسكر ترامب خلال فترة الحملة الانتخابية!!؟، ماذا دار فيها وأية صفقة توصلوا اليها في تلك الاجتماعات، وهنا ستظهر الحقيقة وكيف ربطت الصهيونية الحرب على اليمن واحتلالها وربما تقسيمها بين السعودية والإمارات، وتحالف السعودية ودول الخليج مع إسرائيل وشن الحرب على إيران وتصفية قضية فلسطين!!!!.
هذه المِلَـفّات هي الأساس وما دعم حرب الوهّابيين على اليمن إلّا فصل من فصولها.
كوشنر.. الكونترا.. إيران.. اليمن وفلسطين
كوشنر هو العرّاب.. فهو زوجُ ابنة الرئيس ترامب، وهو الذي سمسر له مع الحركة الصهيونية لتشتريَه الحركة الصهيونية وتقودُه للبيت الأبيض مقابل خدماتٍ لإسرائيل تفوقُ وعد بلفور وتعهد عبدالعزيز آل سعود.
قام عددٌ من رجال الأعمال العرب “سماسرة”، بترتيب لقاءات لكوشنر مع سعوديين وإماراتيين مقربين من وليي العهد في البلدين، كان كوشنر يتابع معهما معتبرا أن توصله لاتّفاق سوف يلزم به دونالد ترامب، والسبب هو أن كوشنر كان مكلفاً من قبل المؤسسة الصهيونية وتحديداً من “روتشيلد” و”اديلسون” بإبرام الصفقة مع ترامب مقابل منح شركة ترامب ”أو شركائه“، حصة مما سيجني من أرباح في الصفقة الكبيرة، وصفقة العصر التي رسم تفاصيلها منظّرو الحركة الصهيونية (ويعمل عدد منهم في المؤسسة الرسمية الأميركية وتحديداً في وزارتَي الخارجية والدفاع).
ما هي الصفقة؟
الصفقةُ تقومُ على انقلاب جذري في خريطة القوى في الشرق الأوسط وتحالفاتها، وهذا يعني انقلاباً في خريطة تحديد الأعداء والأصدقاء، فمنذ عام 1948، أي منذ قيام إسرائيل اعتبرت الدول العربية إسرائيل عدواً لها (سواءٌ أكان ذلك حقيقياً أم خداعاً من بعض الدول العربية).
والصفقةُ تخطط لتحويل إيران إلى عدو الدول العربية، وهذا يتطلَّبُ أن تتزعَّمَ العائلة السعودية العالمَ العربي وليس دول الخليج فقط، وأن تقود عملية تطبيع واعتراف مع إسرائيل وأن توضع برامج تعاون وشراكة مع إسرائيل على كُـلّ الأصعدة وأهمها الصعيد العسكري، أن يشكل تحالف تقوده الولايات المتحدة ويضم الدول التابعة للعائلة السعودية وإسرائيل لإسقاط النظام الإيراني الذي يشكل خطراً على مصالح الامبرياليين والصهاينة لتبنيه قضايا الشعوب المظلومة، ولدعمه لنضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المقاومة للامبرياليتين الأميركية والصهيونية، وأن تتم تصفية قضية فلسطين على يد إسرائيل والسعودية والتحالف وذلك ”بمنح فلسطين من النهر إلى البحر لإسرائيل وعلى رأس ذلك القدس“، و(أعلن محمد بن سلمان موافقتَه على ذلك وأيّد حقَّ إسرائيل في العيش على أرضها بسلام واستقرار).
وبما أن الشعبَ اليمني وقياداته يرفضون تصفية قضية فلسطين والتطبيع مع إسرائيل فقد تقرّر البدء بشن حرب عليها واحتلالها، وتوظيف عملاء السعودية على رأسها لتسير في الركب واتفق على التركيز على العراق لمنعه من الاستمرار بتأييد النضال الفلسطيني وإجباره عبر صراعات داخلية تؤججها السعودية وواشنطن على الانكفاء داخلياً فيما تقوم الولايات المتحدة بدعم بقايا داعش لإرهاب الحكومة العراقية، والاستمرار في نهب ثروات العراق وابقاء الحرب في سوريا مستمرة باتّفاق بين تركيا والتحالف “رغم تعكير قتل خاشوقجي لهذا الاتّفاق”، وتركيا تسير دون تردد في المُخَطّط الذي يستهدف خلق منطقة اشتباك وتوتر دائمة على طول الحدود السورية التركية بحزام يمتد اربعين إلى خمسين كيلومتراً يحتوي على المناطق الغنية بالغاز والنفط في شمال شرق سوريا (يجب ألا ننسى لحظة واحدة أن الطائرات الأميركية والإسرائيلية التي دمّرت المفاعل النووي السوري مرت فوق تركيا بموافقة تركية، وأن رسالة أولمرت التهديدية لسوريا حملها لها أردوغان).
صفقةُ العصر هي باختصار: مُخَطّطٌ الصهيونية الذي يحقّق للوهّابيين ”شكلاً“ سيطرتهم على المنطقة العربية بأكملها ويحقّق لإسرائيل تصفيةَ قضية فلسطين والهيمنة على الشرق الأوسط عبر حكم الوهّابيين وضرب إيران ”أو لجمها بحيث لا تتمكن من مد يد المساعدة لقوى المقاومة، وإلغاء أي موقف يعارض سيطرة إسرائيل على كامل فلسطين بما في ذلك القدس”، هذا هو ما اتفق عليه كوشنر مع ترامب لتأمين الدعم اليهودي ودعم السعودية ودول الخليج، وفتح خزائن المنطقة لأميركا وله شخصياً أي لشركاته، وهذا هو ترامب الذي يتخذ قرارات قد تؤدي إلى كوارث للوفاء بتعهداته.
لكن التطورات لم تنتج ما كان يتوقعه كوشنر وترامب ومحمد بن سلمان، فالمقاومة العربية لهذا المشروع الصهيوني أفشلت عدة خطوات في طريق صفقة العصر، وإن لم تقض عليها فعلى صعيد اليمن فشل التحالف في تحقيق ما يريد، وتوجت مقاومة الشعب اليمني البطل باتّفاق هدنة مؤقت، وبقرار الكونغرس الأميركي الذي يضع ترامب أمام احتمالين: فإما أن يخضع للقرار وإما أن يستخدم حق رئيس البيت الأبيض باستخدام الفيتو لوقف تنفيذ القرار بتجميد الدعم العسكري الأميركي للتحالف السعودي في حربه على اليمن، ولا شك أن ما أدلى به بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين يشير إلى إدانة كاملة للإجرام الوحشي الذي ارتكبه التحالف في اليمن، وهذه إدانة تفوق إدانة الحرب على الشعب اليمني، فهي إدانة لمنهج العائلة السعودية الحاكمة، وقد ذكر أحد أعضاء الكونغرس عمليات 11 أيلول في نيويورك وقتل خاشقجي إلى جانب حرب اليمن كأدلة على وحشية المنهج الذي تتبعه العائلة السعودية الحاكم.
لذلك نرى أن التعاطي المرن لحكومة الإنقاذ الوطني ”صنعاء”، في المباحثات كان تعاطياً ذكياً فوّت الفرصة على السعودية إفشال التوصل إلى هُدنة، وجرّها إلى الامتحان الحقيقي حول استسلامها للحقائق التي تثبت أن شعب اليمن قاوم الغزو وتمكن من دحره ومنعه من تحقيق أهدافه.
قرارُ وقف المساعدة العسكرية الأميركية هو قرارٌ رسمي؛ لذلك فإنَّ عدم استخدام الفيتو من قبل ترامب سيدفع كوشنر “على الأغلب”، للجوء إلى إسرائيل لتقوم هي بالدور بدلاً عن الولايات المتحدة (ضمن مساعدات مالية خَاصَّــة مع ولي عهد العائلة الوهّابية، فالاتّفاق الأوّلي لم يغط سوى محافظة الحديدة ومدينة الحديدة وموانئها، وهذا يترك الباب مفتوحاً أمام التحالف لتصعيد العدوان في أماكن أُخْرَى تحت حجج لا تقنع أحداً، يرافق هذا الفشل الكبير الذي حقّقه التحالف حملة غير مسبوقة في الولايات المتحدة ضد دونالد ترامب، فقد صدر الحكم على محامي رئيس الولايات المتحدة كوهين بالسجن ثلاث سنوات لارتكابه الكذبَ ليغطي أخطاء ترامب، ووجهت تهم لترامب بارتكاب أخطاء يمكن أن تؤدي إلى محاكمته، وأمس فتح في الكونغرس مِلَـفّ للتحقيق حول علاقة عائلة ترامب المالية مع محمد بن سلمان كما فتح مِلَـفّ مصاريف حفل تنصيبه التي فاقت كُـلّ تصور أَوْ موازنات التنصيب السابقة.
وبدأ اقتصادُ الولايات المتحدة يعاني من الحرب التجارية التي شنها ترامب على منافسي الولايات المتحدة وعلى حلفائها أيضاً، وترامب يحاول الهروب من هذه المآزق بشن مزيد من الهجمات، وهذا هو أسلوبه في الدفاع عن نفسه ولإخفاء أعماله “غير المشروعة”، مالياً مع ولي العهد السعودي.
من المؤكد أن الأوضاعَ الداخلية في الولايات المتحدة تتجه بقوة لإدانة ترامب الذي لا نشك في أن رد فعله هو خوض المعارك، وليس الاستسلام وهو يتصرف دائماً على أنه الأذكى والأقدر والرجل الذي يمسك بكافة الخيوط، لكن هذه الأزمات الداخلية أجبرته حتى الآن على تأجيل إعلان صفقة القرن كما وعد وأعلن، فقد تعهد بإطلاق مبادرته لصفقة القرن في الأسبوع الأول من ديسمبر ولم يتمكن من ذلك، أما التطور الذي ساهم في هذا التأجيل وشكّل مفاجأة لتحالف صفقة القرن فكان النهوض المقاوم المفاجئ لنتنياهو في الضفة الغربية، فقد ظن نتنياهو أن التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سوف يهدئ الوضع في فلسطين لتمكينه من تتويج ”انتصاراته”، على جبهة تطبيع العلاقات مع دول الخليج رسميا وعلنيا بلقاء علني بينه وبين ولي العهد السعودي، فقد تدخل ورمى بثقله لدى ترامب لدعم محمد بن سلمان وتبرئته من جريمة قتل خاشوقجي، لكن فشل نتنياهو في التأثير على تصويت الكونغرس ترافق مع نهوض مقاوم سبب أزمة داخلية لنتنياهو، وساهم في عملية فرز متسارعة في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، إضافة لذلك فإن ما يواجهه نتنياهو في الضفة الغربية يشكل تطوراً تنعكس نتائجه على مشروعه ومشروع التحالف، أي صفقة القرن.
ولاحظنا أن الجهةَ الوحيدةَ التي سارعت لإرسال وفد للاجتماع مع الرئيس محمود عباس كانت المخابرات المصرية التي تدخلت في غزة للتهدئة وفك الاشتباك، وهي الآن تتدخل لفض الاشتباك في الضفة الغربية، لكن الرئيس محمود عباس لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيالَ نهوض المقاومة واستهداف قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
والأوضاعُ ضمن هذه العوامل مرشحةٌ للتصاعد والتصعيد، وليس العكس ففي الضفة الغربية تسودُ حالةٌ من الترقب والحذر والتهيئة، وهذا الجو شبيه بالأجواء التي تسبق العاصفة فهنالك بداية صحوة لدى جماهير الضفة التي عانت الكثير من ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية واستمرار السلطة في التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ونستطيع القول: إن العمليات البطولية التي شنها أبطال المقاومة في الضفة ساهمت إلى حَدّ كبير في إزالة شعور الناس بالإحباط والعجز عن التصدي لقوات الاحتلال، ولا شك أن نجاحَ المجموعة المقاتلة التي هاجمت الجنود الإسرائيليين ومصادرة أسلحة الجنود والاختفاء يشكل نقلة نوعية تحسب لها إسرائيل ألفَ حساب.
هذا التأخيرُ في إعلان صفقة ترامب يرافقه تحرّك من نوع آخر للتحالف الأميركي الإسرائيلي السعودي في العراق وسوريا، إذ تهيء القوات الأميركية للتصعيد في العراق وسوريا، فقد أعلن الأميركيون أنهم سيبقون في سوريا؛ لأن وجودهم في سوريا لا يرتبط فقط بمحاربة داعش!!؟ وزادت قوات الاحتلال الأميركية في العراق من نشاطها ”السياسي”، ولعب دور في حرمان العراق من التحرر من قبضة قوات الاحتلال الأميركي، وحركت بقايا (داعش الكبيرة والمحمية أميركياً)، لشن عمليات إرهابية لكن الهدف الأساسي للاحتلال الأميركي يبقى إغلاق الحدود السورية العراقية لمنع إيران من استخدامها.
كوشنر هو المِلَـفّ الذي يجب أن يفتح، وهذا ما ينوي مولر ”المحقّق الأميركي الخاص”، من القيام به، فقد سربت صحيفة أميركية أن مولر بصدد البدء بالتحقيق بالمرحلة الثانية حول اللقاءات والاتّفاقات بين السعودية وترامب خلال فترة الدعاية الانتخابية.
في ظل كُـلّ هذه التطورات لا بد من استخلاص قاعدة عامة، هي أن تصليب معسكر المقاومة وتنشيطه ورفع مستوى أدائه سيكيل الضرباتِ لصفقة القرن وسيفشلها، المقاومة هي طريق وخيار لا بديلَ عنه لتحقيق الأهداف الوطنية والقومية في الشرق الأوسط.