السودان تنتفض لإسقاط النظام
المسيرة| السودان
تواصلت الاحتجاجاتُ الشعبيّةُ الواسعة في المدن السودانية، أمس الجمعة، بمشاركة من قبل كافة أطياف الشعب السوداني؛ وذلك بسبب الفساد المستشري في البلاد والغلاء الفاحش في الأسعار وانعدام المواد التموينية وأهمها والسبب الأبرز للاحتجاجات هو انعدام الخبز من الأفران وشح كبير في القمح.
الاحتجاجات انطلقت من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال البلاد الأربعاء الفائت، لتمتد في يومها الثاني إلى مدن دنقلا والغضاريف وبرير وكريمة والباوقة لتصل إلى العاصمة الخرطوم، أمس الجمعة، وطالب المحتجون خلال التظاهرات بإقالة رئيس البلاد عمر البشير ومحاكمته وكذا الحكومة التي وصفوها بالفاسدة.
وقام المحتجون بإغلاق الطرق العامة ومحاصَرة المباني الحكومية وإشعال إطارات السيارات، واقتحام وإحراق مقرات الحزب المؤتمر الوطني الحاكم في معظم مدن البلاد، ورفع المتظاهرون شعاراتٍ ندّدت بمشاركة السودان بجيش من المرتزِقة في الحرب العدوانية على اليمن.
العاصمة الخرطوم أغلق طلابُها ثلاثَ جامعات وشوارع رئيسية في أم درمان الجزء الغربي من العاصمة، لتصل التظاهرات إلى محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، حيث أطلقت الشرطة السودانية الغازَ المسيلَ للدموع لتفريق محتجين على مقرُبَة من القصر الرئاسي، كانوا يردّدون هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وفي السياق، أعلنت الحكومة السودانية فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في البلاد، كما قامت قوات الجيش والأمن السوداني بقمع التظاهرات، وأطلقت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين واستخدمت الرصاص الحي لتفريقهم، مما أدى إلى مقتل طالبين في مدينة القضاريف في اليوم الأول، كما ارتكبت القوات السودانية مجازر بحق المتظاهرين، حيث أدى القمع الوحشي إلى وقوع 6 قتلى وعشرات الإصابات في اليوم الثاني.
وتبريراً لقتل المتظاهرين، أعلن المتحدث باسم الحكومة أن الشرطة تعاملت مع المحتجين بصورة حضارية، لكن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها على حَـدّ تعبيره، فيما روى محتجون أن قناصةً من جهاز الأمن تعتلي الكثيرَ من البنايات في كثير من المدن وكذا ارتداء قوات الأمن زياً مدنياً ويطلقون الرصاص باتّجاه المحتجين.
وشهدت مدينة القضاريف انشقاقات من قوات الجيش وانضمت إلى المحتجين، حيث انضم فرقة عسكرية مع قائدها وقامت بحماية المحتجين من قوات الأمن التي قمعت المحتجين بكل عنف.
من جانبه امتدح القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي إبراهيم الميرغني تدخل الجيش في مدينة القضارف لصالح المتظاهرين وأيد التظاهرات، فيما لم يطلب جهاز الأمن والاستخبارات من الصحف عدمَ تغطية ونشر المواد المتعلقة بالاحتجاجات فجاءت العناوين الأولى تعكسُ غضبَ الشارع السوداني.
وفي السياق، قام مغتربون سودانيون بتنظيم وقفة احتجاجية امام السفارة السودانية في برلين؛ تضامناً وتأييداً للاحتجاجات.
وكانت الاحتجاجات اندلعت الأربعاء في مدينتَي عطبرة التي تبعُدُ 400 كيلومتر شمال الخرطوم وبور سودان 1000 كيلومتر شرق الخرطوم.