الجنوب المغتصب
المسيرة| تقرير:
كشف الظهورُ الإعلامي الأخير للمرتزِق عادل الحسني –أحد القيادات الجنوبية الموالية للاحتلال في مدينة عدن والمعتقل في سجونها السرية لأكثرَ من عام-، عبر القناة البريطانية الرابعة أمس الأول الخميس وبرنامج بلا حدود في قناة الجزيرة القطرية الأربعاءَ المنصرم، كشف حقيقةَ دور الاحتلال الإماراتي في اليمن وأهدافه غير المشروعة للاستيلاء على المرافق الحيوية، لا سيما الموانئ والممرات المائية، وكذا تعامل الإمارات المهين مع القيادات الجنوبية المنطوية في صفوفها ومَن قاموا بتسهيل تواجدها في الأراضي الجنوبية لتتم مكافأتهم في غياهب السجون السرية وتعذيبهم بوحشية دون التفريق بين العدو الصديق.
وفضحت القناة الرابعة التلفزيونية لأول مرة أمام الجمهور البريطاني الجرائمَ الوحشيةَ التي يقومُ بها الاحتلالُ الإماراتي في سجون خاصة باليمن، وذلك من خلال لقاء خاص أجرته القناة مع المرتزِق عادل الحسني، حيث عرضت القناة البريطانية الرابعة كافةَ أشكال عمليات التعذيب الممنهج الذي يمارسُهُ الاحتلالُ في السجون السرية.
وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور مكان اللقاء، ذكر المرتزِقُ “الحسني” الذي ينتمي إلى مديرية مودية بمحافظة أبين، أن ضباطَ الاحتلال الإماراتي مارسوا أسوأَ الانتهاكات غير الإنسانية في سجون خاصة بالمحافظات الجنوبية، موضحاً أن الليل عندما يأتي تتصاعَدُ أصواتُ المسجونين جراء التعذيب الذي يمارَسُ بحقهم في كل مكان، حيث يتم صعقُهم بالكهرباء وضربهم في جميع أنحاء الجسد، ومنهم مَن يقوم بتعليقهم في سقف السجن يتعرضون لأشد حالات الانتقام من قبل ضباط الاحتلال الإماراتي.
ولفت المرتزِق “الحسني” إلى أن تجربتَه المريرة في السجن كانت الأشد عنفاً في حياته، “حيث كان الضباط الإماراتيون يأخذونه إلى حفرة يطلقون عليها اسم حفرة الوحش، معصوب العينين والرجلين ومقيد اليدين وذلك دون ماء أو طعام لمدة 48 ساعة، كاد أن يموت”، موضحاً أن ضباطَ الاحتلال الإماراتي مارسوا انتهاكاتٍ مروّعة بحق الإنسانية في هذه السجون، حيث كانوا يسيطرون على هذه السجون بشكل كامل، بدءاً من المحقّق وحتى المنفذين لعمليات التعذيب كلهم من المحتلّين الإماراتيين.
وكشف المرتزِقُ “الحسني” عن أماكن التعذيب على جسده خلال اللقاء مع القناة البريطانية الرابعة، حيث تعرض للتعذيب على أيدي 3 من ضباط الاحتلال الإماراتي، مبيناً أن أسبابَ اعتقاله من قبل الاحتلال؛ لأنه عبّر على مواقع التواصل الاجتماعي عن معارضته للتوغُّل الإماراتي في اليمن، واصفا ًذلك التوغلَ بأنه احتلال إماراتي لليمن.
وأشار المرتزِق الحسني إلى أنه تفاجاً بانسحاب قوات الحرس الجمهوري من الجنوب، حيث كان هناك 42 موقعاً عسكرياً من عدن إلى أبين، لم تستطع قوات المرتزِقة إسقاط أيٍّ منها رغم عمليات الكر والفر الكثيرة، لكن فجأةً وخلال 24 ساعة أصبحت هذه المناطق خاليةً، موضحاً أنه طرح هذا الأمر على الضابط الإماراتي “أبو سيف” (قائد الاحتلال بعدن) فأجابه بأنهم وقّعوا اتفاقاً مع علي عبدالله صالح –عبر نجله أحمد- يقضي بأن يسحبَ قواتِ الحرس الجمهوري التابعة له من الجنوب، مقابل إسقاط القرارات الأممية عنه وأن يُضمَنَ لأولاده مستقبل سياسي في البلاد.
وفي برنامج بلا حدود بقناة الجزيرة القطرية كشف القيادي في ما يسمى المقاومة الجنوبية التابعة للاحتلال عن مقتل 42 يمنياً تحتَ التعذيب في سجون الاحتلال السرية التي يديرها إماراتيون وكولومبيون بمدينة عدن، مؤكداً امتلاكَه كشفاً بالاسم والصورة لـ 42 شخصاً ماتوا تحت التعذيب وكيف ماتوا ومَن قتلهم، داخل السجون السرية بعدن، مضيفاً أنه رأى شعاراتِ شركة بلاك ووتر على ملابس بعض المرتزِقة داخل سجن الاحتلال بعدن.
وأوضح أن بعضَ السجناء يعودون إلى زنزانتِهم بعد عملية التحقيق والتعذيب، وهم ينزفون دماً نتيجة إدخال آلات حديدية في أجسادهم، فيما يعرى البعض ويهدد بالاغتصاب.
وفي شهادته حول عمليات الاغتيالات بعدن المحتلّة، قال المرتزِق الحسني إن الإمارات صفت ذراعها بتعز، نديم الصنعاني القائد في ما يسمى كتائب أبي العباس لعلاقته بتنفيذ اغتيالات لصالحها.
وشدّد المرتزِق الحسني على أن السعودية كانت لديها معلومات محددة بأسماء الشخصيات، التي تريد الإمارات تصفيتها، مشيرا إلى أن ما سماها “عصابات بن زايد” في الجنوب قتلت حتى الآن ما يقارب 100 شخصية ما بين إمام وداعية وقائد عسكري، وأن ما يجري الآن في الجنوب هو ما رآه بعينه في الملف السري السعودي.
وأكد أن من بين الشخصيات المرتزِقة التي تتولى تنفيذ أجندة الاحتلال كلاً من هاني بن بريك الذي وصفه بأنه هو الشرطي الإماراتي الأول في اليمن وشلال شايع ومنير أبو اليمامة وصالح السيد وعبدالله الفضلي، مبيناً أن ضابط مخابرات إماراتياً يسمى أبو خليفة سعيد المهيري هو الذي يشرف على أعمالهم من اغتيالات واعتقالات وأعمال سلب ونهب ونشر للمخدرات في الجنوب اليمني.
وكان القيادي الجنوبي المرتزِق عادل الحسني ممّن رحّب بدخول الاحتلال الإماراتي إلى اليمن وعمل في صفوفها وضمن ميليشياتها المسلحة بمدينة عدن، ليكتشفَ بعد ذلك أن الاحتلالَ يهدفُ إلى الاستيلاء على اليمن وإقامة جيشٍ خاص به على الأراضي اليمنية والسيطرة على كل المنافذ والموانئ فيها.