فضل أبو طالب الأمين العام للمكتب السياسيّ لأنصار الله: ما تحقق في السويد واجتماع مجلس الأمن ثمرة صمود الشعب اليمني
قوى العدوان تحاول التغطية على هزيمتها وتوهم عملاءها بتفسيرها الواهم لبعض نصوص اتّفاق السويد
الإمارات ومرتزِقتها خاسرون من مخرجات المشاورات والقرار 2451 ولذا يحاولون نسف الاتّفاقات بالخروقات المستمرة
المسيرة: خاص
أكّد الأمينُ العام للمكتب السياسيّ لأنصار الله فضل أبو طالب أن “دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا حرصت طوال الفترة الماضية على عرقلة جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث؛ وذلك اعتماداً منهم على الخيار العسكري كوسيلة وحيدة لتحقيق أهدافها وأطماعها في اليمن”، مشيراً إلى أنها “فوجئت بصمود وعزيمة وإصرار الشعب اليمني وثبات واستبسال الجيش واللجان الشعبية، مما سبّب لها فشلاً ذريعاً على المستوى الميداني في كافة الجبهات”.
وشكر فضل أبو طالب الوفدَ الوطنيَّ في كلمة له ألقاها خلال مشاركته في اللقاء الموسع للأحزاب والمكونات مع الوفد الوطني المفاوض، على الدور والجُهد الوطني الكبير الذي بذلوه في المشاورات، مؤكّداً أن أعضاءَ الوفد “أثبتوا حرصَهم على السلام وسعوا من خلال حواراتهم ونقاشاتهم للتوصل إلى ما يمكن أن يسهمَ في رفع معاناة الشعب اليمني وتحقيق المصلحة الوطنية العليا”، كما شكر القيادةَ السياسيّة على دعمها لجهود الوفد الوطني.
ولفت أبو طالب “أن الظروفَ الصعبةَ والضاغطةَ التي تعيشُها السعوديّة جراء سياساتها الخارجية العدوانية تجاه دول المنطقة والتي كان آخرها مقتل خاشقجي والتي أصبحت قضيةَ رأي عام دولي ودفعت بالرأي العام الخارجي للالتفات بشكل أكبر نحو الجرائم والانتهاكات التي يرتكبُها النظامان السعوديّ والإماراتي في اليمن”، مؤكّداً أن كُـلّ تلك الأسباب خلقت جواً لإنجاح المشاورات.
وجدّد أبو طالب التأكيدَ على أن قوى العدوان حاولت الحفاظَ على معنويات عُمَلَائها من خلال تفسيرها الخاطئ لبعض نصوص الاتّفاق الذي خرج به الوفد الوطني من مشاورات السويد، مشيراً إلى أن هذا لن يفيدَها أبداً، متبعاً “فالاتّفاقُ إقرارٌ بمعادلة جديدة فرضها الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مقابل تآكل منظومة العدوان على كُـلّ المستويات.. إنه انتصار يمني على دول العدوان جاء نتيجةَ عجز دول العدوان عن تحقيق أي تقدم.. فما بعد السويد لن يكون كما قبل السويد، فقد أسّس المجاهدون المرابطون في الجبهات مرحلةً جديدة في موازين القوى وأرسوا معادلةً جديدةً في الصراع بأن منطق القوة ليس مقبولاً عند الشعب اليمني مهما كان حجمُ القوة والإمكانات ومهما بلغت قوة الدول الغازية.
كما جدّد أمينُ عام المكتب السياسيّ لأنصار الله التأكيدَ بالقول: “إذ نعلنُ تأييدَنا للاتّفاقات المنجزة في السويد فإننا أيضاً نعتبرُ قرارَ مجلس الأمن الدولي رقم 2451 أكثرَ إيجابيةً وواقعيةً من القرارات السابقة على الرغم من وجود بعض الملاحظات المحدودة عليه”.
وأشار فضل أبو طالب إلى أنه “وعلى الرغم من اتّفاق السويد وقرار مجلس الأمن الأخير إلا أن الخروقات لا زالت مستمرةً والترتيبات والتجهيزات والتحضيرات لمواصلة التصعيد العسكري لا زالت قائمةً في جبهات الساحل الغربي وذلك من قبل الإمارات بالترتيب مع المدعو طارق عفاش الذين يعتبرون أنفسَهم أكثرَ المتضررين من الاتّفاقية المتعلقة بالحديدة التي بدّدت أحلامَهم ونسفت أطماعَهم، ولدينا معلوماتٌ مؤكّدةٌ عن اعتزام الإمارات إفشال الاتّفاق عبر مرتزِقتها من أمثال طارق وغيره الذين يعتبرون أن السعوديّة خضعت لتأثيرات قضية خاشقجي والتداعيات الناجمة عن انتهاكاتها وجرائمها في اليمن لدى الرأي العام الدولي”.
وأكّد أبو طالب وقوفَ أحرار اليمن إلى جانب إخواننا في المناطق المحتلّة حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية، مشيداً بجهود الشرفاء من أبناء المهرة وشبوة والمخاء وغيرها من المناطق المحتلّة في مناهضة قوى الغزو والاحتلال.
كما شدّد أمينُ عام المكتب السياسيّ لأنصار الله على “أن أنصار الله والقوى الوطنية في صنعاء أكثرُ تفهماً للقضية الجنوبية من دول العدوان ومن هادي وهم أكثرُ إيجابيةً ومصداقيةً في التعاطي مع القضية”، مؤكّداً أن الإمارات والسعوديّة وعُمَلَاءَهما لا يحملون أدنى اهتمام بالقضية الجنوبية، كما أنهم أقصوا المكونات الجنوبية من مشاورات السويد، داعياً “المرتزِقة الذين يقاتلون في جبهات الساحل الغربي إلى الانسحاب والعودة إلى بيوتهم”.
وفي كلمته، أشاد أبو طالب “بتوجّه القيادة السياسيّة نحو مشروع بناء الدولة المشروع الوطني الذي أطلقه الشهيدُ الرئيسُ صالح الصمّاد رحمه الله تحت شعار (يدٌ تحمي ويدٌ تبني)، “ونشيد بالرؤية الوطنية لبناء الدولة التي أقرها المجلس السياسيّ الأعلى في لقائه الأخير”، مثمّناً “الدورَ الوطنيَّ للأحزاب والمكوّنات والتنظيمات السياسيّة الرفضة للعدوان على دورها النضالي المشرف في مواجهة”.
وفي ختام كلمته، دعا أمين عام المكتب السياسيّ لأنصار الله “الأحزابَ والمكونات والتنظيمات السياسيّة إلى تشكيل لجنة استشارية تكونُ رافدةً للوفد الوطني وللقيادة السياسيّة بالرؤى والتصوّرات حول القضايا المتعلقة بالمفاوضات وغيرها من المواضيع التي تتطلبُها القيادة السياسيّة”، مهيباً بجميع أحرار الشعب اليمني للاستمرار “في خوض معركتنا الوطنية على جميع المستويات وفي جميع مساراتها العملية وبكافة أبعادها حتى تحقيق النصر الكامل”.