استكهولم.. المسمارُ الأولُ في نعش العدوان .. بقلم/ عبدالكريم الشهاري
بعد أن تم دخولُ مطار الحديدة وكذلك الاستيلاء على جامعة الحديدة ودخول المستشفى في المدينة، وبعد أن خاضت قواتُ “الشرعية” المزعومة في قنوات الارتزاق كالعربية والحدث معاركَ (دون كيشوتية) ضاريةً في شوارع مدينة الحديدة وأسقطت الميناءَ من خلال إعلامها الأصفر..
أخيراً ظهرت الحقيقةُ جليةً كالشمس في وَضَحِ النهار، فوفدُ الفنادق يرضَخُ في استكهولم لصرخات استغاثة المرتزِقة في الساحل الغربي، وتبدأ الخطوة الأولى للسلام مع صدور القرار الأممي 2451؛ لتعزيز مخرجات استكهولم بإرسال مراقبين دوليين في جبهات القتال لمحافظة الحديدة، وأمريكا تنجو بأعجوبة من المحاسَبة على الانتهاكات مخلفةً وراءها غُباراً كثيفاً من سُحُبِ الفضيحة المدوية ودَوِيِّ سقوط الارتطام للمرتزِقة نحو الهاوية يساوي سرعةَ الضوء الذي ينطلقُ به إعلامهم الأصفر في أكاذيبه التي مهما طال حبلُها فإنه قصير.
لن نكتفيَ بوسائل الإعلام لقنوات المرتزِقة الإقليمية كالعربية والحدث وكذلك المحلية كسهيل ويمن شباب؛ لندلِّلَ إلى أي منحدر من السقوط وصلوا نتيجةَ القرار الأممي الذي شكّل خطوةً أولى نحو استعادة السلام في اليمن، ولكن سنزيدُ عليه كذلك بالعودة إلى تصريحات مسئولين سياسيين بصفتهم الرسمية في حكومة الفنادق كانوا يدْعون إلى استئصال خصومهم من أنصار الله وبقية القوى الوطنية في تفسيرهم للقرار الأممي 2216 العدواني على الشعب اليمني الذي صدر في أبريل 2015 ليعزّزَ العدوانَ السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن والذي يبدو أنه يترنح بعد أن وجهت إليه طعنةٌ نجلاء في طريق السلام الذي استحقه الشعبُ اليمني؛ بسببِ صموده الأسطوري خلال ما يقارب أربع سنوات من العدوان الوحشي.
من هنا سنفهمُ معانيَ الهزيمة المُرة التي يتجرعُها المرتزِقة عملاء الغزاة، فأحلامهم في السيطرة على الحديدة أو صنعاء والتي كانوا يُفصِحون عنها في أحلام سكرتهم على قنوات العربية والحدَث استحالت جحيماً يفضحُ مدى عجزهم وبؤسهم إلى الدرجة التي أصبح فيها عدوُّهم يرثى لحالهم الذي وصلوا إليه؛ بسببِ ضربات المجاهدين الأبطال في الساحل الغربي ونهم وتعز وصرواح والبيضاء ولحج وسائر جبهات القتال.
ولتعزيز الفكرة بالعودة إلى الخطاب الرسمي للوطنيين، سنجد أن السلام هو الكلمة المرادفة للشراكة في قاموسهم خلال أربعة سنوات مضت ما انفكُّوا يدعون إلى السلام المشرّف الذي يصبح السلاحُ مجرد وسيلة لانتزاعه بالقوة من تحت أقدام أبي رغال وسيّده المتغطرس؛ ولذلك كانت تلك الحفاوة الأممية بوفدنا الوطني ورئيسه محمد عبدِالسلام، كدليل على أن العالَمَ يقفُ خاشعاً لأشرف مبارزين على وجه الأرض، ظن العالم أنهم قد انقرضوا ليظهروا مجدداً في العصر الحديث، أثبتوا استحقاقهم احترامَ أعدائهم وأنهم رجالٌ شجعان في استحقاقات السلام كما أنهم كذلك في ساحات القتال.
وعبر تأريخ ذاكرة مسيرة المشروع الوطني في العصر الحديث، كانت الحديدة هي الخاصِرةَ الأضعفَ لأسباب جغرافية ولإمكانات المعتدين الهائلة كدول استعمارية كبرى كانت رأس الحربة لها بريطانيا قبل أن تخلُفَها في الهيمنة الاستعمارية أمريكا، لكن الوضعَ كان مختلفاً في هذه المرة فالحديدة لم تعد خاصِرةً ضعيفةً، فقد وجهت صفعة قاسية للغزاة في هذه المرة أركعتهم على أقدامهم في استكهولم ليسلموا باستحالة غزوها بل وليتوسلوا العالَمَ؛ كي يفلتوا من استحقاقات غضبتها جراء انتهاكاتهم السافرة ضد المدنيين الأبرياء فيها.
وإذا كان ذلك حالُ المرتزِقة في الحديدة التي أسقطتهم على وجوههم زاحفين نحو السلام قبل أن تجفَّ أقدامهم من البلل، الحديدة ذات التضاريس المنبسطة والمكشوفة والجغرافيا الواسعة المترامية الأطراف متعددة المنافذ البرية والبحرية فماذا عن صنعاء الحصن الحصين والقلعة الشامخة؟!.
يبدو أن المرتزِقة في ورطة حقيقية أدركوها متأخّرين، فهل سيتسع تلفون محمد عبدالسلام لذلك الكم الهائل من الاستعطاف من المرتزِقة قبل الجولة الثانية ينبغي عليه أن لا يُغلِقَ تلفونه؛ لأن كُلَّ ثانية سيغلق فيها تلفونه ستعني توقفَ قلوب عشرات المرتزِقة من اليأس.