مفتي تعز العلامة عقيل في حوار لصحيفة “صدى المسيرة”: بيت الله ملك لجميع الناس وليس لآل سعود ومنع الحج عن اليمنيين مقصود سياسياً
أكد مفتي محافظة تعز العلامة سهل بن عقيل أن مسألة منع الناس من الحج حرام، مشيراً إلى إقدامِ السلطات السعودية على منع الحج عن الـيَـمَـنيين هذا العام مقصود سياسياً.
وقال العلامة سهل بن عقيل في حوار خاص لصحيفة “صدى المسيرة”: إن الصدقة والجهاد والدفاع عن الوطن واعانة الفقراء والمساكين هوَ أفضل من الحج بكثير، فيحرم على من يرى جاره جائعاً وحاله ضعيفاً ودماءه تسيل، أن يذهب إلى الحج ويترك هذا بدون إعانة..
حاوره/ أنس القاضي:
– شيخ سهل.. آل سعود يمنعون الـيَـمَـنيين عَن الحج هذا العام كيف تنظر إلى قرار المنع هذا وهل حدث في التأريخ الإسلامي أن مُنع الحَج؟
الله سُبحانه وتعالى قد فرَضَ الحَجَّ لمن استطاع إليه سبيلاً، وأما مسألة منع الناس من الحَج سواءٌ أكان سابقاً أَوْ لاحقاً، فهو حرام لا شك في ذلك؛ لأنها فريضة لمن استطاع إليه سبيلاً، وقد منع القرامطة والخوارج وغيرهم الناس من الحَج في سنواتٍ سالفة على ما ذكر التأريخ.
وأما منعُ الحج هذا العام وخَـاصَّة مع احتدام المعارك فإنه مقصودٌ سياسياً وبيت الله الحرام ملك لجميع المُسلمين وليس لآل سعود وهؤلاء هم يعطلون الشريعة بكل معانيها، ولا يأخذون منها إلا ما هوَ في صالح حُكمهم في قهر المُسلمين، والله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والمرسلين رحمة للناس ولم يرسلهم عذاباً على الخلق حتى وإن حدا حدوداً إنما يُريد أن يؤمن بها المستضعفون لا يُريد أن يقهر بها الناس جميعاً أَوْ يذلهم أَوْ يجعلهم عبيداً لولاة الأمر وهؤلاء الوهابيون هم دائماً ما يفعلون ذلك.
أما منع الناس من الحَج فالنص صَريح لمن استطاعَ إليه سبيلاً، هل يستطيع الحاج الـيَـمَـني أن يدخل هذه المناطق وهي مناطق فيها قتال وحرب وما إلى ذلك فإنه لا يستطيع بلا شك؛ لأن بقاء الحياة يسقط الفرض والواجب لأن بقاء الحياة هوَ أولاً، وهؤلاء يمنعون الحج ويصنعون الفتن لكي يقهروا الإسلام والمسلمين لما فيه من ألفةٍ وما فيه من تآخي بين المُسلمين؛ لأن الحج مؤتمر شعبي عالمي يجتمع فيه جميع المُسلمين من جميع الأجناس عليه هم يريدون أن يحرموا المسلمين من هذا الاجتماع العظيم، ولذلك نراهم في كُلِّ عام يحدثون حدثاً للحجاج من قتلٍ وتشريدٍ وأمراضٍ وغير ذلك.
حتى لا يجتمع المسلمون في هذا الصعيد. حتى لقد قال أحد أمرائهم حين زار الـيَـمَـني في السبعينيات قال: ((لقد ابتلانا الله بهذا البيت وجعلهُ لنا مسألة عذاب ومسألة كذا فلو كان نقل إلى مكان آخر لكان ذلك أفضل للمملكة العربية السعودية)) لهذا فهم يمنعون الحج، فهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، ومَن أظلم من منع مساجد الله أن تقام ويذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.
- ما الحكم الشرعي لحج الـيَـمَـنيين هذا العام مع الحرب العدوانية التي تُشن عليهم وبلدهم؟
يسقط عنهم بلا شك؛ لأن حفظ النفس من الكُليات الخمس التي شرعها الإسلام والإثم لا يكون على مَن سقط عليه الحج ولكن الإثم يكون على من منع مساجد الله أن يُذكر فيها أسمه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد حدد الحكم، ومن أظلمَ؟ أظلم على وزن أفعل، ظالم وهذا أظلم، له عذابٌ مضاعف الذي يمنع حج البيت.
- ولكن ما هوَ واجب كُلّ مسلم سواء أكان يمنياً أم غير يمني وبيتُ الله يُغلق أمام عباده؟
مش واجب الـيَـمَـنيين فقط بينما هو واجب المسلمين عامة، المُسلمون عامة واجبهم جهاد هذه الأسرة الخبيثة الملعونة وهي أصلها من اليهود، بلا شك، الأفعال الذين يفعلونها بالسلمين، مش بس في هذه الحرب الأخيرة وما قبل هذه الحرب الأخيرة ومنذ تقريباً مئة سنة أَوْ يزيد وهم يفعلون مثل هذه الأفعال بالمسلمين، وخَـاصَّة الـيَـمَـنيين؛ لأنهم يخافون الـيَـمَـنيين أكثر مِمَّا يخافون من غيرهم.
- يوم الجمعة الماضية خرجت مظاهرة كبيرة للـيَـمَـنيين خرجوا رافضين هذا القرار وقالوا إنهم مستعدون أن يتبرعوا بأموالهم المخصصة للحج لدعم المجاهدين فما تعليقك؟
هذا هو أفضل؛ لأن الصدقة والجهاد والدفاع عن الوطن وإعانة الفقراء والمساكين هوَ أفضل من الحج بكثير، فيحرم على من يرى جاره جائع وحاله ضعيف ودماءه تسيل أن يذهب إلى الحج ويترك هذا بدون إعانة، فيجب عليه أولاً إعالة هؤلاء الذين يُدافعون عنه، عن نفسهِ أولاً وعن أهله وعرضه وماله ووطنه، وهذه الواجبات أعظم من الحج بكثير، حتى أنهُ يسقط عنك واجب الحج إذا هجم العدو على حرمك، فأنت يجب عليك أولاً أن تجاهد العدو ثم تؤدي ما وجب عليك.
- منذ سنين وآل سعود يعلمون توسعة في الحرم واليوم يصدون الناس.. كيف ترى هذا التناقض؟
هذه كلها دعايات مفضوحة والعمل المفضوح لا يباركه الله، حتى قال الله سبحانه وتعالى: “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة البيت الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيله”، وهذا شيء مفروغ منه وهم يفعلون ذلك للدعاية، وهم يبنون الجدران ويهدمون الأديان، فالمساجد التي يبنونها في كُلّ المعمورة تجدها مزخرفة ومنقوشة كُلّ هذه دعاية، كمساجد ضرار تماماً، مسجد الرسول تجده مفروشاً بالحصير تجدهم يصلون على الحصاة، وهذا كله للصد عن سبيل الله وليس لإقامة دين الله.
- برأيك ما هي الحكمة العملية التي يصد آل سعود الناس عنها بمنع الحج وعرقلته؟
لأنه مؤتمر شعبي عالمي لعامة المُسلمين؛ لأن من يأتي من الصين يأتي من الهند يأتي من الـيَـمَـن يأتي من المغرب، يأتي من كُلّ أنحاء العالم توحدهم قبلة واحدة وهي الكعبة من المشرق، وهنا يكون هذا المؤتمر لتوحيد المُسلمين لا لتفريقهم، وهذا مذهبهم تفريق المسلمين ومحاربة الإسلام والمسلمين باسم الإسلام.
وما يمضي عامٌ من الأعوام إلا ويعملون للحجاج مجزرة عبر حكوماتهم المتتالية، فمثلاً الآن هذه الرافعة التي سقطت على المُصلين وفي أيام الحج هل في أيام الحج يكون إصلاح الحرم المكي وهم يفعلون ذلك داعيةٌ لا لله ولا لرسوله ولا لاستيعاب الحجاج وإنما هي دعاية لحكمهم الفاسد، هذه الرافعة هل يجب أن تكون بالمسجد الحرام في أيام الحج؟ هذا عقلانياً ولكنها موضوعة بطريقة مقصودة، لكي تقتل أكبر عدد من المسلمين وتجرح أكبر عدد من المُسلمين حتى يمتنع الحجاج في العام القادم وتقل أعدادهم وهذه هي خطتهم.
- هل تقبل فكرة أن يكون تنظيم الحج محتكراً على أسرة أَوْ على عائلة؟، وكيف ترى أنت ما يجب أن يكون عليه في تنظيمه؟
هذا من شأن الأمم أن تتحد، والمسلمون اليوم متفرقون وإلا لو كانوا تحت رأيٍ واحد وتحت قيادةٍ واحده وكانت وحدة المسلمين في كُلّ الأقطار بما ينفعهم، لما تسلط عليهم أعداء الله بما فيهم هذه الأسرة الخبيثة التي هي أخبث من المُستعمرين الأجانب.
فلو كان المُسلمون مُجتمعين لكانوا قلعوهم، وعملوا هيئة للحج وعملوا هيئة لزيارة مكة المُكرمة والحرمين الشريفيين، وما منعوا أحد من دخول مكة والمدينة وحافظوا على مصالح بقية المواطنين.
- حدثنا عن المجزرة التي ذبحوا بها 2000 حاج يمني في تنومة.
هذا تقريباً في سنة 1922 المجزرة، هذه كانت لإرهاب الـيَـمَـنيين وللتنازل عن الأراضي التي احتلها عبدُ العزيز آل سعود وهم دائماً يفعلون ذلك، سواء للـيَـمَـنيين وغير الـيَـمَـنيين، وكانت هذه بعد الحرب مع الأدارسة ومع الإمام يحيى رحمه الله وكان أمير الحج رجل اسمه الكبسي رجل فاضل من أولياء الله الصالحين، وهذه لن تنسى لن تنسى، وكثير من جرائمهم لا يمكن نسيانها، حتى يعود الحق لأهله.
- ماهي رسالتك للشعب الـيَـمَـني مع دخول موسم الحج وصَدَّهم آلُ سعود عنه؟
سواء أكانت رسالتي للـيَـمَـنيين في أيام الحج أَوْ في غيره؛ فعليهم أن يعرفوا عدوَّهم جيداً، وأن يقفوا ضدهُ متحدين يداً واحدة وقلباً واحداً وساعداً واحداً، فهؤلاء هم أعداؤهم عبر التأريخ، فأسرة آل سعود عبارة عن سلسلة زرعتهم الماسونية على الحرمين الشريفيين، حتى قال أحد المُستشرقين: لقد حاربنا الإسلام في كُلّ الأقطار وأردنا أن ننتزع الإسلام من قلوب المُسلمين في المناطق التي أخرجناهم ولكننا لم نستطع، ولكن أكبر انتصار لنا أكبر من زرع إسرائيل وتقوية إسرائيل في فلسطين هو زراعة هذه الأسرة على مكة؛ لهدم الإسلام باسم الإسلام.
- برأيك ما هي التأثيرات لتي ستنعكس على سُلطة آل سعود بعد هذا القرار؟
الـيَـمَـنيون هم السيف والترس الآن للدفاع عن الأُمَّـــة الإسلامية والأمة العربية في هذه الحرب، وأنا اعتبرها حرباً مقدسةً لتحرير الانسان من ظلم الطواغيت، أنا اعتبر هذه الحرب لتحرير البشرية وإقامة دين الله سبحانه وتعالى كما هو سمحاً في الجزيرة العربية أولاً، وعلى هذه الثورة المُباركة أن تكون المنارة التي يهتدي بها المُسلمون لتوحيد كلمتهم.
وأما هذه الأسرة فهي في آخر أنفاسها لأن العصر اليوم عصر الشعوب، ولم يعد لهم مكانٌ في الإعراب، حتى من ينظرون لهم ينظرون إلى إنسان حمار محمل ذهب يُريدون أن يأخذ ما فوق ظهره فقط، حتى أنهم يذهبون إلى أمريكا والى روسيا وفرنسا وإلى الدول الصناعية يطلبون منهم قنابل ذرية، لماذا قنابل ذرية هل ستطلقها على اليهود الصهاينة لتحرير فلسطين أم لتطلقها على الـيَـمَـنيين؟ وهذا سؤال يجب أن يوجه إليهم، الآن نرى القنابل الفسفورية قصفوا بها الـيَـمَـنيين، اليورانيوم المخصّب قصفوا به الـيَـمَـنيين، اليوارنيوم غير المُخصب المحدود الفعالية قصفوا به الـيَـمَـنيين أيضاً، لم يعد هناك سلاح لم يقصفوا بهِ الـيَـمَـنيين، ما عد باقي إلا أن يعلموا قنابل جرثومية يوزعوها على الشعب الـيَـمَـني وهم يريدون ذلك. فإذا لم يتخذ الشعب الـيَـمَـني سواء في الداخل أَوْ الخارج موقفهم من هذه الجراثيم، ويحاربون عملاءهم في الداخل أولاً ثم على الحدود ثانياً، والحمدُ لله رب العالمين أبصروا النصر الذي يحقق للشعب والجيش واللجان الشعبية في هذه الأيام.. انتصارات خيالية، الضربة التي وقعت في مأرب، تصور أنت هذا الكم من العتاد للجنود كم بيكون عدد الجنود في مأرب، وبصاروخٍ واحد عندما انفجرت الأسلحة وانفجر الصاروخ الثاني على المعسكرات، على الأقل كما اعتقد أنا وأنا رجل مدني ما أعرفش الأمور العسكرية، انا اعتقد أنه اقل حاجه ألفين قتيل مع الجرحى، هذا الذين ذهبوا في مارب، ما بالك بالذين يهربون في الحدود، نحن نشاهد كُلّ يوم في التلفزيون اثنين ثلاثة يستولون على دبابة مافيش في العالم جندي معه كلاشينكوف وبندقية عادية يستولي على دبابه، في عقل من هذا، إنما هو تأييد من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المُجاهدين.
- رسالة أخيرة شيخ سهل تود قولها.
أقولها بكل صراحة ومن صحيفة (صدى المسيرة) وقد قلتها مئات المرات: ليس أمام الشعب الـيَـمَـني إلا طريقان، إما النصر وإما الشهادة، أما الطريق الثالث – أي تسوية – فهي باطلة ولا يُقرها الشعب الـيَـمَـني، بعد هذه الدماء التي سالت والبيوت التي هُدمت، والأعراض التي انتهكت والأموال التي أهدرت، والمدارس والمُستشفيات والطرقات وما إلى ذلك حتى مزارع الدجاج، فليس أمامنا إلا طريقان إما الشهادة أَوْ النصر. أما ما يبثونه في وسائل التواصل من مقالات وأنهم اتفقوا وأنهم عملوا، فالشعب الـيَـمَـني لا يُقره، هذا إن كان ذلك صحيحاً، وإما إن كان ذلك من قُبيل الإرجاف وإخافة الشعب الـيَـمَـني فالأولى أن لا يُسمع إليه.