طبيعة الانتقام السعودي من جماعة الإخوان بعد جريمة خاشقجي .. بقلم/ منصور البكالي
مما لا شك فيه أن جماعة الإخوان المسلمين أحسنت استغلالَ جريمة تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأوامرَ من محمد بن سلمان عبر التصعيد الإعلامي لقناة الجزيرة وطبيعة التصريحات الدبلوماسية التركية إثر الجريمة وتحويلها إلى قضية رأي عام عالمي، عرّى النظام السعودي المتوحش بحق الإنسانية أمام العالم، إضافةً إلى كشف مدى الحقد الدفين على نظام آل سعود في صدور الجماعة.
فاستشعر النظام السعودي الخطرَ الأبرز عليه من قبل هذه الجماعة وتوسعاتها عبر الفكر الوهابي في الأوساط الخليجية وبثها لروح الكراهية ضد سلطة ولي العهد.
فبادر آل سعود ومعهم آل زايد والأمريكان لتحريك مشاورات السويد واتفاقيتها بخصوص جبهة الساحل الغربي، واستدعاء قيادات الجماعة في اليمن إلى الإمارات وتكليفها بالتصعيد في جبهة مأرب ونهم ضد الجيش واللجان الشعبية للوقوع بهم في خندق لم ولن ينفكوا منه ما لم يستوعبوا طبيعة تحريك الملفات والتوازنات بين القوى المختلفة.
ولكن يبقى السؤال هل تستطيعُ جماعة الإخوان المسلمين في اليمن والسودان وقطر وتركيا فهْمَ طبيعة الانتقام السعودي ضدهم؟!
وما هي ردود الفعل المتوقعة على ذلك؟
أم أن الجماعة مخترقة وقياداتهم تسوقهم إلى نفس المصير الذي سيق مرسي مصر إليه!!
ومن هذا نجزم بأن طبيعةَ التحالف الصوري بين حزب الإصلاح في اليمن وقوى العدوان بقيادة السعودية تملؤها الكثير من المؤامرات والدسائس والتخوفات وكل” يسعى للإيقاع بالآخر!
فالسعوديةُ تسعى إلى وقف جبهة الساحل الغربي وتحريك جبهة نهم وصرواح والبيضاء والجوف والتلاعب بالتغطية الجوية وزيادة الضربات الخاطئة على معسكرات مرتزقة الجماعة وزيادة الضغط لتقودهم إلى محارق الهلاك مع جيشنا وللجاننا الشعبية.
بالإضافة إلى زيادة التمويل لأيادي المخابرات السعودية التي تتحكم في تحريك الشارع السوداني ضد النظام الإخواني فيها وإحياء الصراع والتفكك وروح الانفصال في دار فور بعد جنوب السودان والصراع على مياه النيل، وتنفيذ المخطط الصهيوني لتقسيم المقسم.
ولكن هل ستمنحنا الأيام فرصة المشاهدة للمنتصر في هذه المعركة التي تقاد بالإعلام والمخابرات؟ أم أن معركة كسر العظم بدأت من صرواح مروراً بالسودان ووصولاً إلى قطر وتركيا في قادم الأيام!
وهل ستشهد المنطقة تغييراً ولو من باب المهادنة، أم أن الصراع سيتوسع، مما يعجل بسقوط النظامين الذين يقودان العدوان على شعبنا اليمني، وانبعاث الجماعة من تحت الرماد مجدداً”.