اللقاء الموسّع.. نموذجٌ أرقى لأحزاب بعيدة عن العمالة شريكة في القرار .. بقلم/ محمد عزالدين الحميري
الحضورُ الفاعلُ لأكثرَ من أربعين حزباً وتنظيماً سياسيًّا في اللقاء الموسّع الذي عُقد بصنعاءَ بمشاركة الوفد الوطني في مشاورات السويد والتنوّع الفكري والسياسيّ الذي لاحظناه دليلٌ على توجُّه القيادة السياسيّة في صنعاء بعد الثورة المجيدة في 21 سبتمبر 2014م بأنها تحرِصُ كُــلَّ الحرص على أن تقدّمَ الأحزابُ نموذجاً أروعَ في الحياة السياسيّة وأنه لا مجالَ لتكرار المجرَّب الخطأ الذي اعتادت عليه الأنْظمةُ من قبلُ بضرب هذا الحزب بذاك واستنساخ أحزابٍ تسبّح بحمدها وتطبّل وتصفّق لسياساتها، وانعكس ذلك سلباً على القوى المعارِضة بسلوك ذات الطريق.
هناك توجُّهٌ جادٌّ لأن يكونَ للأحزاب دورُها الإيجابي والكُرة اليوم هي في ملعب هذه الأحزاب للخروج من الدوائر المغلقة والعمل المستمرّ من أجل التحديث والتطوير والارتقاء، وأن يكونَ الجميعُ عند مستوى المسؤولية في التواجُدِ على كُــلّ الأصعدة وخَاصَّــة الاقتراب من الشعب وَالتعاون المشترك مع الحكومة والقيادة السياسيّة من خلال عقد ورش العمل والتعاون في حدود الممكِن، بما يعزّز من وعي المجتمع وبناء الدولة.
وفي المقابل بلا شك أمام القيادة السياسيّة العمل بشكل تدريجي لمعالجة الكثير من الاختلالات ذات الصلة والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لإشكالية الوصاية الخارجية على البلد، وكيف استطاعت بعض القوى الخارجية اختراق بعض الأحزاب وتحويلها إلى أدوات تعملُ لخدمة أجندتها، وهو ما ظهر جلياً في بدء العدوان على اليمن وكيف سارع البعضُ لتأييد الاحتلال وشرعنته.
هناك قضايا كثيرةٌ في إطار العمل الحزبي والسياسيّ بشكل عام بين الواقع والمأمول، تحتاجُ إلى إثراء وبلورة والخروج بنتائجَ تؤسّسُ لعمل حزبي وطني مسؤول ذي عمل هادف وواقع وملموس لا مُجَـرّد ديكورات أو أدوات في يد متنفذين محليين وقوى خارجية..
نُحيِّي الأحزابَ والتنظيماتِ السياسيّةَ الوطنيةَ التي آثرت البقاءَ إلى جانب شعبها في أهمِّ مرحلة وظرفٍ تمُرُّ به اليمن، وعلى ثقة أن المرحلةَ القادمةَ ستشهدُ حراكاً ثقافياً وسياسيًّا يهدفُ إلى التجديدِ والارتقاء الداخلي وينعكسُ إيجاباً على واقع الحياة بمختلفِ مجالاتها في إطار تواصُلٍ وعلاقاتٍ راقية وتعاون مشترك وتكامل لا تراشق وتنافر وتَشَـظٍّ.
ولا أستبعدُ حصولَ تحوّلات نوعية في هذا حال وجدت الإرادة في التغيير نحو الأفضل والعمل على النهوض، ومما سيساعدُ على هذا وجود مشروع وطني جامع يمتلكُه اليمنيون وقيادة مسؤولة تطمحُ لخطوات كهذه، فالوصولُ إلى الوعي المجتمعي وبناء الدولة يبدأُ بقيام صُنّاع الرأي والقرار والنُّخَب بشكل عام بمسؤوليتهم ومن ذلك بناء الذات وتحسين أدائها أولاً بما يتناسبُ وسموَّ الهدف الذي نتطلعُ له لبلادنا على الصعيد الداخلي والخارجي معاً.