الأمم المتحدة تتعهد بالمضي في تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى بعد ظهور استهتار الطرف الآخر
المسيرة: خاص
يُفترَضُ أن تنتهيَ اليومَ السبتَ مهلةُ مراجعة إفادة الطرفين بشأن كشوفات الأسرى وفقاً للآلية المزمنة لتنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى والمفقودين بموجب اتّفاق السويد بين الوفد الوطني ووفد الرياض، غير أن الكشوفات التي قدّمها الأخيرُ وشابها الكثير من الأخطاء وعدم الجدية كادت تتسبّبُ بتعثر الاتّفاق لولا تدخُّلُ المبعوث الأممي مارتن غريفيث وتعهُّدُه بعدم السماح بحدوث أي تنصُّل عن تنفيذ الاتّفاق.
رئيسُ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى وعضو الوفد الوطني قدّم إيضاحاتٍ بشأن الاختلال الذي ظهر خلال مراجعة الكشوفات التي قدّمها وفدُ الرياض والتي تضُمُّ أسماءَ مَن يفترض أنهم أسرى دول العدوان وأسرى المرتزِقة.
وقال المرتضى إن اللجنة قدمت “إفادةً كاملة ودقيقة ومهنية عن الأسرى بينما لم يلتزم الطرف الآخر”.
وأوضح المرتضى أن “مجموعَ الأسماء المقدمة في كشوف الطرف الآخر 9147 غالبيتها تشوبُها الاختلالاتُ”، مشيراً إلى أن بين تلك الاختلالات في الكشوفات المقدمة من قبل الطرف الآخر أن وجد تكرارٌ لعدد 2171 اسماً وكذلك 1144 سبق أن تم إطلاق سراحهم بعمليات تبادل للأسرى خلال الفترات الماضية.
وأظهرت كشوفاتُ الطرفِ الآخر (وفد الرياض) استهتارَ الأخير بمِلَفّ الأسرى، حيثُ ضمَّت الكشوفات التي قدمها 1460 اسماً وهمياً وغيرَ مستكمل البيانات.
ورغم أنه خلال مشاورات السويد تم التأكيدُ على عدم أحقية أي طرف بالمطالَبة بأسرى من عناصر تنظيمَي داعش والقاعدة أو المقبوض عليهم على خلفية قضايا جنائية إلا أنه -وفقاً لرئيس اللجنة الوطنية- فقد تضمنت كشوفُ الطرف الآخر 111 اسماً لعناصر من القاعدة وداعش وكذلك 47 اسماً لأشخاص على مسجونين على خلفية قضايا جنائية وأخلاقية.
وحول الإفادة التي قدّمها الطرفُ الآخر بعد اطّلاعه على الكشوفات، رأى رئيُس اللجنة الوطنية عبدالقادر المرتضى أن إفادةَ وفد الرياض تضمّنت إشاراتٍ على عدم الجدية ونية مبيتة للتنصُّل عن الاتّفاق.
وجدّد المرتضى التزامَ الوفد الوطني واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى “باتّفاقية تبادل الأسرى ولن نسمحَ لهم بالتنصُّل عنها أو إفشالها”، مطالباً المبعوثَ الأممي بالضغط على الطرف الآخر وإلزامه بتنفيذ اتّفاقية تبادل الأسرى.
مطالبةُ رئيس اللجنة الوطنية عبدالقادر المرتضى للمبعوث الأممي مارتن غريفيث لقيت استجابة سريعة من الأخير الذي أكّــد أنه سيتم العمل على إصلاح أي خلل للمضي في تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى.
وقال المرتضى في تصريحات له: “تلقينا تطميناتٍ من مكتب المبعوث الأممي بصنعاء بأنهم سيعملون على معالجة أوجه الخلاف ولن يسمحوا لأي طرف بالتنصّل عن الاتّفاق الموقّع على تبادل الأسرى”.
واعتبر المرتضى أن استجابةَ مكتب المبعوث تعد “خطوةً إيجابية ستعطي الاتّفاق دفعة قوية باتّجاه التنفيذ”.
ورغم تعهّدات مكتب المبعوث الأممي إلا أنه كان واضحاً منذ البداية عدم جدية وفد الرياض أو بالأصح عدم اختصاصه في مِلَفِّ الأسرى؛ نظراً لعدم تواجد حكومة الفار هادي على الأرض، فخلال مشاورات السويد قام مسؤولو حكومة الفار هادي بنشر دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين لإرسال أسماء من يعرفون بأنهم أسرى لدى الجيش واللجان الشعبيّة، في الوقت الذي كانت لجنة الأسرى في المشاورات تعقد اجتماعاتها برعاية المبعوث الأممي للتوصل إلى الاتّفاق الذي جرى الإعلان عنه لاحقاً.
وبالنظر إلى اختلالات كشوفات وفد الرياض يظهر أن الأخير كان مهتماً فقط بتقديم أسماء أسرى الجيش السعوديّ وكذلك الأسرى والموقوفين من عناصر داعش والقاعدة الذين جرى تبنّيهم رسمياً من قبل حكومة المرتزِقة بتضمين أسمائهم في كشوفاتها المقدمة للوفد الوطني.
ويُفترَضُ أن يتمَّ تنفيذُ اتّفاق تبادل الأسرى بخطوته الأخيرة بعد تجميع الأسرى في سيئون وصنعاء في 19 من الشهر المقبل وفقاً للاتّفاق.