تقرير صادر عن مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية حول الوضع الإنساني بمحافظة تعز جراء استهداف دول تحالف العدوان ومرتزقته منذ بداية العدوان
أولاً: الكارثــــة الإنسانية وتدهور الأوضاع العامة:
ذكر التقريرُ أن دولَ العدوان ومرتزِقتها عملت على إعاقة وصول مختلف المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها من المدنيين في محافظة تعز، وهو ما أسهم إسهاماً بالغاً إلى جانب الحصار المطبق الذي فرضته دول التحالف على الشحنات الإغاثية والتجارية والطبية المتجهة إلى اليمن، بهدف التجويع المتعمد للمدنيين ومضاعفات معاناة سكان محافظة تعز خصوصاً لصالح تحقيق أهداف سياسية وعسكرية لدول العدوان وأدواتها المحلية بما في ذلك تنظيمات الإرهاب التي تستعين بها في تدمير البُنية التحتية العامة والخَاصَّـة وقتل أبناء تعز من خلال استهداف العديد من المرافق المدنية والموارد الأساسية التي لا غنىً عنها لبقائهم على قيد الحياة، واستهداف وقتل وتشريد وتهجير الأبرياء في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الموالية لتحالف العدوان.
وأشار التقرير إلى أنه “لم تكن فئة المهمشين بمنأىً عن قصف دول التحالف المباشرة والجماعات الموالية لها، حيث تم استهداف تجمعاتهم السكنية في عدد من مناطق محافظات الجمهورية بما فيها محافظة تعز.
وتشير إحصائيات وبياناتُ الجهات الرسمية المختصة إلى أن ما يزيد عن 520.344 نازحاً ونازحة معظمهم من الأطفال والنساء الذين نزحوا من مناطقهم في محافظة تعز إلى مناطق أخرى؛ بسببِ الهجمات الجوية والاستهداف العشوائي الذي طال منازلهم وممتلكاتهم من ناحية، وبفعل ممارسات التنظيمات الإرهابية خصوصاً في محافظة تعز التي تعاني من إرهاب الجماعات التي تدين بالولاء وتقاتل إلى جانب قوات التحالف من ناحية أخرى.
ويقدّر عدد النزوح من الإناث بــ270.579 نازحة، ويقدر عدد الذكور بــ249.765 نازحا،ً حسب الإحصائيات الرسمية، لذلك فإن الاحتياجات الأساسية لتلك الأسر النازحة ضرورة ملحة يتحتم توفيرها، وتهيئة الظروف الملائمة للعودة في إطار إيجاد الحلول المستدامة لمشكلة النزوح في عموم محافظة الجمهورية اليمنية، بما في ذلك مشكلة النزوح من وإلى محافظة تعز بمختلف مناطقها.
ثانياً: الجرائم والانتهاكات المرتكَبة في محافظة تعز جراء العدوان ومرتزِقته وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان:
منذ بداية العدوان على اليمن، نُفّذت ضرباتٌ جوية مباشرة استهدفت بشكل متعمد تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخَاصَّـة كالمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمعاهد والجامعات ومخازن وناقلات الغذاء، والأراضي والحقول الزراعية وصوامع الغلال ومزارع الماشية والمناحل وشواطئ وقوارب الاصطياد، واستهدفت أيضاً محطات وناقلات المشتقات النفطية وشبكات الطرق والجسور والحواجز والسدود وآبار المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات، ومخلفات التراث الإنساني ودُور العبادة، والمطارات والموانئ المدنية واستخدمت خلال العديد من تلك الهجمات أنواع مختلفة من الأسلحة والقنابل والذخائر العنقودية المحرمة دولياً وفقاً للاتّفاقيات الدولية، ورافق ذلك إخضاع ملايين اليمنيين عمداً لأوضاع معيشية صعبه؛ بقصد التجويع والإهلاك من خلال فرض حصار جوي وبري وبحري خانق وفرض إجراءات مشددة لعرقلة وصول السفن المحملة بالمواد الأساسية كالأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية ومشتقات النفط، وغيرها من المواد والاحتياجات الضرورية لبقاء الملايين من المدنيين على قيد الحياة، وصولاً إلى منع دخول المساعدات الإغاثية.
استهدافُ المدنيين وأماكن تجمعاتهم
امتدت هجماتُ دول التحالف العدوان والقوى التابعة لها والمدعومة منها لتطال التجمعات السكانية بمحافظة تعز كمخيمات النازحين وصالات الأعراس ومجالس العزاء والقرى، وسقط جرّاء ذلك العديد من المواطنين، رغم أن هناك قواعدَ ومبادئَ دوليةً تجرّم وتحظر استهدافها بأي شكل من الأشكال، وأكّــدت على ضرورة اتّخاذ كافة الاحتياطات الممكنة التي من شأنها توفير الحماية للمدنيين والتجمعات السكنية، وتحظر شن هجمات مباشرة عليها.
وتشير التقارير الميدانية أثناء الرصد والتوثيق لتلك الوقائع والجرائم المرتكبة في حق المدنيين من المواطنين ومقدراتهم وممتلكاتهم في محافظة تعز منذ 26 مارس 2015م حتى أكتوبر 2018م إلى أن حقيقة الضحايا الذي سقطوا جراء الغارات الجوية والهاونات والمدافع وقناصة القوى الموالية للعدوان أكثر مما ذكره هذا التقرير؛ وذلك لأن العدوان والجماعات الموالية له قامت بارتكاب مئات المجازر والجرائم، وما تم توثيقُه سوى الشيء البسيط التي استطاع الراصدون الوصول إلى مواقع تلك الجرائم والانتهاكات وقاموا بتوثيقها وأرشفتها.
ويقدر عدد الضحايا من المواطنين المدنيين الذين ليسوا مشاركين في العمليات العسكرية ولا ينتسبون إلى الجيش واللجان الشعبية، والذين تشملهم الحماية الدولية وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، إلى (2062) قتيلاً بينهم أطفال ونساء، وَ(2179) جريحاً بينهم أطفال ونساء.
استهدافُ المواد الغذائية والزراعية ومياه الشرب
تعد الأراضي الزراعية في محافظة تعز مورداً اقتصادياً هاماً للأمن الغذائي المحلي خَاصَّـة وأن محافظة تعز منطقة خصبة تزرع فيها مختلف أصناف الحبوب والمحاصيل الغذائية الوفيرة التي يعتمد عليها المواطنون من أبناء تعز ومختلف محافظات الجمهورية، كما أن محافظة تعز التي تتصفُ بسلسلة جبلية غير مستوية تشتكي من قلة وجود المياه الصالحة للشرب، مما اضطر الناس إلى إنشاء وتوفير آبار وخزانات مياه للشرب، لكن وبسبب تدخل دول تحالف العدوان ومرتزِقتها في اليمن عبر هجماتها العسكرية على كثير من المناطق ومن بينها محافظة تعز التي تعرضت لمئات الغارات الجوية والبرية والبحرية، أصبحت تلك المنشآت الحيوية غيرَ قادرة على تقديم الخدمات المناسبة لأهالي محافظة تعز.
وتعرضت العديد من المراكز التجارية للأغذية والمصانع التي تنتج المواد الغذائية والناقلات المتخصصة لنقل المواد الغذائية، ومخازن الغذاء، والمنشآت المائية كالآبار وخزانات مياه الشرب، والأراضي الزراعية ومحاصيلها المختلفة، للقصف المباشر والمتعمد من قبل دول تحالف العدوان والقوى الموالية لها، مما أدّى إلى تفاقم وضع انعدام الأمن الغذائي لدى ساكني محافظة تعز.
استهداف الثروة الزراعية والحيوانية
تشيرُ الإحصائيات الأولية والحالات الموثقة، إلى تدمير العديد من المنشآت الزراعية تدميرا كليا، منها مباني إدارية ومخازن ومختبرات ووحدات سكنية للموظفين، بالإضافة إلى تدمير جزئي لـعدد كبير من المحطات ومراكز البحوث الزراعية والمنشآت المنتجة للدواجن والمواشي فعلى مدى 1330 يوماً مضت دمّرت هجمات دول تحالف العدوان وفصائل مرتزِقتها في محافظة تعز (82) من الحقول والمحاصيل الزراعية، وَ(35) مزرعة دجاج ومواشي، بموازاة ذلك تم تدمير وإحراق (46) مصنعَ غذاء، وَ(66) ناقلة للمواد الغذائية، وَ(56) وَمخزنَ غذاء.
استهدافُ مياه الشرب والري
تشير الإحصائيات والحالات الموثّقة إلى تدمير وإتلاف وإحراق دول تحالف العدوان والجماعات المسلحة التابعة لها من خلال هجماتها العشوائية على (31) خزاناً وشبكة مياه صالحة للشرب، ونجم عن ذلك تلويث عدد منها خَاصَّـة السدود والحواجز المائية وقنوات ومضخات المياه، وإتلاف وإحراق غطاسات وشبكات الري الحديثة والمتنوعة.
استهدافُ الثروة السمكية
تطل محافظة تعز على البحر الأحمر وتُشْرِفُ على منطقة باب المندب ويوجد فيها ميناء المخاء الاستراتيجي الذي كان له دور كبير في استقبال المواد الغذائية والدوائية وغيرها عبر السفن المحملة بها والتي تمر على هذا الميناء، كما أن كثيرا من ساكني المناطق الساحلية يعملون على مهنة الصيد لجلب احتياجاتهم من الغذاء من خلال ما يتم اصطياده من البحر وسد حاجيات أفراد أسر عدد من الصيادين.
ومنذ مارس 2018م حتى الان ودول تحالف العدوان تعمل على احتلال عدد من المناطق الاستراتيجية والسيطرة عليها، ومنها سيطرتها على ميناء المخاء الذي أصبح يدار من قبل تلك الدول والجماعات المسلحة الموالية لها، مما أدّى ذلك إلى منع عدد من الصيادين ممارسة صيدهم، بل إن تلك الدول وجماعتها المسلحة أقدمت على استهداف قواربهم وإحراقها وقتل عدد من الصيادين بشكل مباشرة.
تشير الإحصائيات والحالات الموثقة بأن دول تحالف العدوان وجماعتها المسلحة قامت بتدمير وإحراق وإتلاف (52) قاربَ صيد.
التهجير القسري (الإبعاد القسري)
قامت دول التحالف ومعها الجماعات المدعومة منها بفرض هجرة جماعية لعدد من المواطنين في مختلف قرى ومدن محافظة تعز، وذلك من خلال استهداف المنازل والأماكن التي يجتمع فيها الناس بشكل مباشر ومتعمد ومن ثم فإن تلك الدول المعتدية بكل وسائلها وآلياتها العسكرية قد أجبرت عددا من المواطنين ترك منازلهم وأمتعتهم والهروب بأنفسهم وكافة أفراد أسرهم إلى أماكنَ آمنة دون أن يكون معهم أي شيء من احتياجاتهم الأساسية كالملابس وغيرها.
استهداف البنى التحتية والمنشآت المدنية والصناعية
أعداد كبيرة من المنشآت المدنية والخدمية العامة والخَاصَّـة والمباني المخصصة للأغراض الدينية والتعليمية والفنية والعلمية والخيرية والآثار التأريخية والمستشفيات ومراكز تجمع المرضى والجرحى،و بينية الخدمات الأساسية المختلفة ” المياه، الاتصالات، الكهرباء، ومحطات الوقود والغاز، مخازن الاغذية والحبوب في محافظة تعز”، كما لم يسلم كُــلٌّ من مطار تعز وميناء المخاء والمنافذ البرية من تلك العمليات رغم الحصار الشامل المفروض على اليمن والأعمال الإجرامية التي ترتكبها الجماعات المسلحة الممولة من قبل دول التحالف في حق المواطنين الساكنين في المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات في تعز، والتي استهدفت بمختلف الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً وذلك والقذائف والهاونات في إطار ممارسات عدوانية مباشرة وممنهجة تسعى من خلالها دول تحالف العدوان والقوى الموالية لها في محافظة تعز، ودون أن تكون هذه المنشآت قد استخدمت بأي شكل من الأشكال في أغراض عسكرية، وأسفر عن ذلك الاستهداف قتل المدنيين والقضاء على كُــلّ مقدراتهم.
الأسواق والمنشئات التعليمية والصحية
ومن خلال الإحصائيات التي تم توثيقُها من نتائج النزول الميداني والتي شملت كافة الأعيان المدنية خَاصَّـة المنشآت الحيوية والتي لا يمكن الاستغناء عنها، تشير الإحصائيات إلى أن تحالف العدوان ومرتزِقته استهدفوا بالقصف ما يقارب (90) سوقاً، وتدمير (39) مستشفى ومرفقاً صحياً، وتدمير أكثرَ من (237) مدرسة ومركزاً تعليمياً، وَ(2) مرفق تعلمي إداري وخدمي.
ومن خسائر التعليم العالي والفني تشير الإحصائيات التي تم توثيقها ورصدها إلى قيام دول التحالف ومرتزِقتها إلى الأضرار بجامعة تعز بشكل كبير وتدمير وإتلاف (10) كليات ومعاهد.
المنشئاتُ الصناعية
أمَّا المنشئاتُ الصناعية فقد تعرضت العشرات منها للتدمير، فقد تزايدت أعداد المصانع التي استهدفت بطريقة مباشرة منذ بدء عمليات العدوان في كُــلّ مناطق الجمهورية اليمنية لا سيما تعز التي كان لها أضرار فادحة في استهداف دول تحالف العدوان لــ (47) مصنعاً خاصاً وعاماً وتوقف العشرات من العمال عن العمل.
مؤسسات وشبكات الاتصالات
تعتبر شبكات الاتصالات من الشبكات التي لا يستغني عنها سكان محافظة تعز كونها حلقة الوصل بين الفرد منهم وأسرته ولكن دول تحالف العدوان طال تلك الشبكات بالقصف الجوي المباشر عليها وهدمها بالكامل.
بين تلك الشبكات التي تم استهدافها تبين الإحصائيات والبيانات الموثقة تدمير دول التحالف (53) شبكة اتصال.
مؤسسات وشبكات الكهرباء
تعد شبكاتُ الكهرباء في محافظة تعز من الشبكات التي لا يستغني عنها المواطنين بشكل عام، وأصحاب المصانع والمراكز التجارية بشكل خاص، باعتبارها تُعينهم على كثير من الأعمال التي يمارسونها سواء في المنزل أو في المصانع والمستشفيات ولكن دول تحالف العدوان والجماعات المسلحة الموالية لها تعمدت في استهداف تلك الشبكات بالقصف الجوي المباشر عليها وهدمها بالكامل أَوْ عبر تلك الجماعات المدعومة من قبل دول التحالف.
لحق بفرع المؤسسة العامة للكهرباء بمحافظة تعز أضرارٌ ماديةٌ كبيرة في المباني والتجهيزات الفنية الخَاصَّـة بخدمة الكهرباء إلى جانب المحطات والتجهيزات الفنية والتقنية، وتشير التقارير الميدانية التي تم توثيقها إلى قيام دول تحالف العدوان إلى استهداف المنشآت التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء بتعز بشكل مباشر، مما أدّى إلى تدمير وإتلاف (16) شبكة ومحطات كهرباء ومولدات.
المنشآت النفطية والغازية
يستخدم الوقود والغاز في كُــلّ مناحي الحياة وعدم تواجدهما يؤدي إلى إحداث أضرار كبيرة كونها تعمل على توفير الطاقة الكهربائية والاتصالات المختلفة وكذلك دعم المستشفيات والمراكز الصحية، التي لا يمكن لها الاستغناء عن الوقود لاستقبال الحالات المرضية الحرجة منها وغيرها، كما أن انعدام مادة الغاز المنزلي الذي أصبح غيرَ متوفرٍ في مختلف محافظات الجمهورية ومن بينها تعز سبّب ضرراً كبيراً لدى عديد من الأسر، حيث أن كثيراً من الأسر تعتمد بالدرجة الأولى على تلك المادة لطهي الطعام لأولادهم وانفسهم، لكن دول تحالف العدوان والجماعات المسلحة التابعة لها تجاهلت تماماً خطورة الوضع الإنساني الذي يعاني منه المواطن اليمني وسكان تعز خَاصَّـة جراء عدم توفر المواد النفطية، وقام باستهداف تلك المواد والمنشآت بقصفها وتدميرها، ولم تسلم ناقلات النفط والغاز من تلك الاستهدافات العشوائية التي طالتها أثناء مرورها في الطرقات والجسور والتي أَدَّت إلى إحراق تلك القاطرات والناقلات وإتلافها وقتل من كانوا متواجدين على متنها.
عمدت دول التحالف إلى استهداف المنشآت النفطية والغازية ومحطات الوقود والناقلات التي تحمل المواد البترولية والغازية والتي تشير التقارير الموثقة بأن ما تم إحراقُه وإتلافه من قاطرات وناقلات للنفط والغاز تقدر بـــ (47) محطة وقود وغاز، وَ(37) شاحنة وناقلة وقود وغاز.
المنشآتُ الرياضية
تمتلك محافظة تعز أنديةً وملاعبَ ومؤسساتٍ رياضية متعددة، وتعد تلك الأندية والملاعب والمؤسسات الرياضية الأماكن التي يتنفس فيها ساكنو تعز الذين يمارسون هم وبصُحبة أبنائهم مختلف الألعاب الرياضية، كما أن الأطفال يفرحون بتواجدهم في تلك الأماكن ويستمتعون فيها إلا أن دول تحالف العدوان وبكل وحشية لم تعط الأطفال وآباءهم تلك الفرحة بل قامت بقصف واستهداف احدى النوادي العريقة بمحافظة تعز وهو نادي الصقر الرياضي.
المطارات المدنية
يتواجدُ بمحافظة تعز مطار تعز الدولي المكون من المطار القديم والحديث والذي كان يستقبل العديد من الرحلات الجوية منه واليها، وكانت هناك العديد من الطائرات المدنية لشركات مختلفة والتي تقلّ المسافرين من وإلى تعز ومختلف محافظات الجمهورية ودول العالم، لكن دول تحالف العدوان لم تدع لمطار تعز حالَه بل تعمدت وبشكل مباشر في استهدافه لأكثرَ من مرة بغارات جوية اخرجته عن العمل وأصبح مدمّراً بشكل كامل مع مختلف المرافق التابعة له.
الموانئ البحرية
تمتلك محافظة تعز ميناءَ المخاء الاستراتيجي الذي يستقبل عددا من السفن المحملة بالمواد الغذائية والدوائية ولكن وبعد قيام دول تحالف العدوان الجماعات المسلحة التابعة له قامت باحتلاله واستغلاله لصالحها فكانت تجلب مرتزِقتها عبره خَاصَّـة الجنجويد السودانيين، وأصبحت تستخدمه لنقل أسلحتها وعتادها العسكري، وحالياً يدار من قبل دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإماراتيين.
تعرض ميناء المخاء قبل احتلاله لعدد من الغارات الجوية المباشرة التي أَدَّت إلى تدمير أجزاء كبيرة وبعد احتلاله أصبح يدار من قبل تلك الدول واستغلاله في نقل مختلف المعدات العسكرية والمرتزِقة.
الطرق والجسور
محافظة تعز من المحافظات الجبلية والتي تستخدم فيها الكثير من الجسور سواء في الطرق الطويلة أو في داخل المدينة خَاصَّـة وأن السوائل كثيرة مما تم إنشاء تلك الجسور، لتسهيل سير مختلف السيارات.
أصبح عملية الانتقال الداخلي في محافظة تعز محفوفة بالمخاطر بسبب القصف الجوي العشوائي للعدوان على المدنيين، على المارة في الجسور والطرق، وقد قامت دول التحالف بتدمير العديد من الجسور التي تربط شوارع محافظة الحديدة بعضها البعض، حتى تلك الجسور التي أنشئت في الطرق الطويلة والتي تربط تعز بباقي محافظات الجمهورية تم استهدافُها بشكل مباشر ومتعمد من قبل دول تحالف العدوان، مما أدّى ذلك إلى تدميرها وهدمها بشكل كبير.
تشيرُ الإحصائياتُ التي تم توثيقها بأن عدد الجسور والطرق التي تم استهدافُها من قبل دول تحالف العدوان وصل إلى (488) جسراً وطريقاً، وَ(537) سيارات ووسائل نقل عادية.
منشآتٌ مدنية أخرى
هناك العديدُ من المنشآت المدنية التابعة للدولة والتي تقدم مختلفَ الخدمات الاستراتيجية للمواطنين وتسهل كثيراً من المعيقات والصعوبات التي يتلقها المواطنين بمحافظة تعز فيما بينهم البين، وما قامت به دول التحالف وجماعتها المسلحة التابعة لها من استهداف (210) منشآت حكومية، إلا دليل يوضح نوايا تلك الدول باستهداف تلك المنشآت وتدميرها وهدمها رغم أنها تعمل على تقدم خدمات أساسية لسكان ومواطني تعز بحسب طبيعتها واختصاصاتها.
استهداف الأعيان الدينية والثقافية
تعتبرُ الأعيانُ الثقافية من المحميات التي يحظر ارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضدها وقد أشار القانون الدولي الإنساني إلى ذلك في اتّفاقية لاهاي لعام 1954م لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الإضافي الأول لاتّفاقيات جنيف لعام 1949م مكملاً لاتّفاقية لاهاي لعام 1954م، إذ منح في المادة (53) منه حماية خَاصَّـة للآثار التأريخية أَوْ الأعمال الفنية أَوْ أماكن العبادة التي تشكل تراثاً ثقافياً للشعوب.
كما تُعتبَرُ المساجدُ في محافظة تعز من أطهر وأجل الأماكن المقدسة لدى أبناء محافظة تعز باعتبارها دُوراً للعبادة، ولا يمكن بأي حال أن يتم استخدامُها لأغراض عسكرية، إلا أن العدوان والقوى الموالية له لم يفرّق بين الأهداف المدنية من المساجد أَوْ المساكن التي يقطن فيه المدنيين وبين أهداف عسكرية بل استهدفها بشكل ممنهج ومنظم مما يدُلُّ على حجم المآسي التي تسبب بها هذا العدوانُ، قامت دول التحالف والمليشيات والجماعات الإرهابية التي تدعمها بتنفيذ هجمات عسكرية متعمدة وممنهجة وعلى نطاق واسع دمّرت من خلالها عدداً كبيراً من أماكن العبادة والأماكن الأثرية وَالأعيان الثقافية وَالسياحية والمقابر خَاصَّـة الأثرية منها.
وتشير الإحصائيات التي تم توثيقها ميدانياً إلى أن عدد المنشآت الثقافية والسياحية والدينية التي تم استهدافها من قبل دول تحالف العدوان والقوى التابعة لها والتي يتم تمويلها من التحالف تقدر بـــــــ (17) موقعا أثريا، وَ(26) منشأة سياحية، وَ(7) مقبرة بينها مقابر أثرية.
ثالثاً: مشاركة التنظيمات الإرهابية في القتال إلى جانب قوات التحالف:
اتسع نطاقُ تشكيل المليشيات وانتشار التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في صفوف تحالف العدوان لصالح تحقيق أجنداته في اليمن عموماً وفي محافظة تعز على وجه التحديد.
وهناك تقارير دولية وثقت مشاركة تنظيمات إرهابية إلى جانب قوات التحالف في اليمن، منها تقارير الخبراء الدوليين، لا سيما الصادر في العام 2018م التي تصنف وتظهر مشاركة تنظيمات ومليشيات وقيادات إرهابية تقاتل إلى جانب قوات التحالف أَوْ ما يسمى بـ “الشرعية”، فضلاً عن تقارير الأسوشيتد برس الأمريكية التي تحدثت عن علاقة التحالف بتنظيمات الإرهاب واستخدمها في العدوان على اليمن، وَمشاهد موثقة أيضاً بثّتها قنوات دولية مرموقة كقناة ” بي بي سي” البريطانية التي وثقت مشاركة عناصر تنظيم داعش في القتال إلى جانب قوات التحالف في محافظة تعز، ناهيك عن الاعتراف المتلفز لقيادات تنتمي لتنظيم القاعدة مدرجة على قوائم الإرهاب، بالقتال إلى جانب قوات التحالف في مختلف الجبهات ضد من أسموهم بالحوثيين.
لقد عملت التنظيمات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب قوات التحالف في تعز على تشديد الخناق على المدنيين ومفاقمة المعاناة الإنسانية عبر الإجراءات التعسفية لإعاقة ونهب وتقاسم وبيع المساعدات الإنسانية وعرقلة وصول الشحنات الإغاثية بشكلٍ ممنهج بغرض أطباق حصار خانق تسعى دول التحالف من خلاله لتحقيق أهداف ميدانية على حساب معاناة المدنيين في انتهاك صارخ لقواعد واعراف الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية يقيم مؤتمراً صحفياً لإصدار تقرير حقوقي حول الوضع الإنساني في تعز
المسيرة: صنعاء
نظّم مركَزُ عين الإنسانية للحقوق والتنمية في العاصمة صنعاء، أمس السبت، مؤتمراً صحفياً حول الوضع الإنساني في في محافظة تعز.
وخلال المؤتمر أصدر المركز تقريراً حقوقياً حول الوضع الإنساني في تعز والذي احتواء على حقائق وأرقام ووقائع لمختلف الجرائم المرتكَبة من قبل دول العدوان على اليمن في محافظة تعز.
وقال الناشط الحقوقي عَبدالوهاب الوشلي في تصريحه لصحيفة المسيرة: إن الغايةَ من انعقاد المؤتمر هو محاولة تسليط الأضواء على الجرائم المرتكبة في محافظة تعز من قبل دول العدوان وَادواته بما فيها الإرهاب.
وبيّن الوشلي أن الاستهداف الممنهج للمدنيين وللبنية التحتية بتعز زاد من معاناة سكان المحافظة، مؤكّــداً أنه يوجدُ كارثةٌ إنسانية خلّفها الحصار المطبق على المحافظة.
وأكّــد الوشلي أن عناصر الإرهاب تمارِسُ في المحافظة جرائمَ وحشية تندرج ضمن جرائم الحرب لقوى العدوان على اليمن. موضحاً أن المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة قد تناولت تقارير عن الجرائم المرتكبة في المحافظة.