صعدة.. قلعة الصمود والتضحية .. بقلم/ محمد محمد عايض
هي صعدةُ المجد والخلود وقلعةُ الصمود الأسطورية، هي ثغر اليمن الباسم في رفد الأسواق اليمنية بجميع أنواع الفواكه الصعدية ذات الجودة العالمية والتي كانت تصدَّر منتجاتها إلى دول الخليج.. ومنبع العلم والعلماء ومسجد الإمام الهادي عليه السلام مدينة السلام والأمن والأمان ذات التأريخ العريق، والتي للأسف أنها تحادد جارة مملكة الشر والقتل والإرهاب مملكة بني سلول.
ونحن علَى مشارف العام الخامس من الصمود الأسطوري تتلقى المحافظة صعدة أقوى الضربات الصاروخية وأَكْبَــر الاستهداف الممنهج بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً من الجوّ والبر.
وتنزف دماء في كُـلّ دقيقة وساعة علَى مدار 24 ساعة والطيران المعادي في جميع مديرياتها محلق في السماء المحافظة.
أربعة أعوام ونحن بعد أيّام علَى مشارف العام الخامس من صمودها تتعرض لإبادة جماعية للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ بمختلف أنواع الأسلحة والقنابل العنقودية وكذلك ضرب الطرقات والجسور والمشافي والمدارس وآبار مياه الشرب في كُـلّ عُزلة وقرية من محافظة صعدة الصمود والتضحية بشكل يومي لو وُزعت مظلوميتها وتضحيات أهلها علَى ساكني العالم كله لصرخوا: لا طاقة لنا بذلك.. لكن صعدة الصمود والتضحية والعطاء ومفتاح السلام لا تقاس بمعيار عدد المجازر والأشلاء وَلا بهدم المباني فوق ساكنيها ليلاً ونهاراً وَلا بتدمير الجسور والطرقات وغيرها، فقد تم تحويل أراضيها إلى كتلٍ من الرماد، فعناقيد قنابلهم غطتها حتّى امتلأت منها حقول الرمان والعنب والبرتقال والتفاح واليوسفي والمشمش وغيرها من المحاصيل الصعدية وكذلك الساحات العامة فكانت بمثابة ألغام لاختطاف أرواح من تبقى من الأطفال والنساء والشيوخ والأيتام وعابري السبيل وقافلات الإغاثة الدولية والزائرين إلى محافظة صعدة، فالكل في صعدة مستهدفٌ وهدفٌ للانتقام من مملكة الشر والقتل والإرهاب حتّى الثروة الحيوانية.
هذه المحافظة صاحبة تأريخ موغل في القدم حافلة بالمجد والعطاء والعظمة مليْء بالملاحم والبطولات الإنْسَانية والتأريخية التي يفخر ويفاخر بها ليس اليمانيون فحسب بل كُـلّ نسل يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام جدُّ العرب الأول الذي سُمِّيَ العرب والعربية باسمه.
وما يجري في صعدة خلال أربعة أعوام أن حاولت جيوشُ العدوان وتحالفاته المختلفة وبإمكانياتها الضخمة والمهولة أن تُسقِطَ هذه المحافظة بعد الإعلان عنها منطقةً عسكريّة مغلقةً لهم، بل إن الكثيرَ من الخبراء العسكريّن والمتابعين والمحللين لم يكن يعتريهم أدنى شك من سقوط صعدة في أيدي العدوان التي تفوقُ بمئات الأضعاف في العدد والعدة والطيران بمختلف أنواعه وتتمتع كذلك بدعم خارجي كبير من الصهيوأمريكي والدول الغربية وهؤلاء بتوقعاتهم تلك نظروا إلى موازين القوى الظاهرية فقط وَلا يدركون ما تعنيه صعدة قلعة الصمود والتضحية برجالها.
محافظة صعدة هي السباقة خلال أربع سنوات برفد الجبهات بالمجاهدين وبالأموال نراها تواصل العمل والعطاء في كُـلّ المجالات رغم شحة الأدوات في صعدة؛ بسببِ الحصار.
وعليه نقول لصعدة: ما زلنا نتعلم منكِ معنى العطاء والتضحية والصمود والصبر والثبات رغم آلامك وآهاتك وأنّاتك، السلام علَى مدينة صعدة وعلَى أهل محافظة صعدة وعلَى تراب محافظة صعدة وعلَى هواء وجبال صعدة ورمال وثمار صعدة قلعة الصمود والنصر اليماني بكل ما تعنيه الكلمات من معان ودلالات.
وأخيراً تعازينا الحارة والصادقة لأبناء وأسر الشهداء من صعدة وكذلك كُـلّ شهداء الجيش واللجان الشعبيّة والنكف القبلي والمتطوعين مع تمنياتنا للجرحى والمعاقين بالشفاء العاجل والعودة للأسرى، ومن نصر إلى نصر ولا نامت أعين الجبناء.