عن اتّفاق الحديدة: احتمالات الفشل .. بقلم/ إبراهيم السراجي
صحيحٌ أن مرتزِقةَ العدوان كانوا أغبياءً عندما راهنوا على الخارج وثقتهم في أنه سيوصلُهم إلى السلطة من جديد، غير أننا لا نصدّقُ أنهم أغبياءٌ حين يسوقون التفسيراتِ الخاطئةَ لنصوص اتّفاق السويد وخصوصاً ما يتعلق باتّفاق الحديدة؛ لأَنَّ ذلك لا يعبّر عن سوء فهم لنصوص الاتّفاقات بل يترجم توجهاتِ بعض دول العدوان ونواياها تجاه الاتّفاق.
عقبَ قيامِ قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة يوم السبت الماضي بتسليم ميناء الحديدة لقُــوَّات خفر السواحل بحضور رئيس البعثة الأممية، سمعنا الكثيرَ من التصريحات الصادرة عن أعضاء وفد الرياض ومسؤولي حكومة المرتزِقة التي تظهرُ أنهم تفاجأوا بهذه الخطوة واعتبروها مخالفةً لنصّ اتّفاق الحديدة الناجم عن اتّفاق السويد، وروّجوا تفسيراتٍ مضللةً بشكل متعمَّد تزعُمُ أن تنفيذَ الاتّفاق يقتضي تسليمَ الميناء والمدينة لقُــوَّاتٍ أمنية تابعة لحكومة المرتزِقة.
هذا التفسيرُ في رأيي رغم سذاجته؛ لأَنَّه لو كان الاتّفاق ينص على تسليم الحديدة للمرتزِقة لما كان هناك حاجة للمشاورات من الأساس، إلا أن تلك السذاجة لا تعبّر عن غباء أَوْ سوء فهم لنص الاتّفاق من قبل وفد الرياض وحكومة المرتزِقة، بل تعبر عن مساعٍ عدوانية للانقلاب على الاتّفاق.
ما حدث ويحدُثُ منذ إعلان اتّفاق السويد من خروقات لوقف إطلاق النار وتصريحات علنية، من قبَل مسؤولي المرتزِقة بينهم محافظ الحديدة المعيّن من قبل العدوان، تؤكّــدُ رفضَ الاتّفاق والمضي في الخيار العسكريّ، كُلُّها تؤكّــدُ أن دولَ العدوان أَوْ بعضَها لديها توجُّهٌ لإفشال الاتّفاق، خصوصاً أن الكثيرَ من المؤشرات الميدانية التي تسيرُ عكسَ الاتّفاق تشير إلى أن دولةَ العدوان وهي الإمارات لديها نيةٌ مبيَّتةٌ لنقض الاتّفاق وتفجير الوضع في الحديدة.
وأيّاً يكُنْ نحن ندركُ أن قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة بات لديها من الخِبرة والتجربة ما يكفي لأن نطمئنَ لجهوزيتها الكاملة لخيار مثل هذا، وهو إقدام دول العدوان أَوْ الإمارات لوحدها على إفشال الاتّفاق وتفجير الوضع العسكريّ، وقد علمتنا تجاربُ الماضي أيضاً أنه كلما انقلبت دولُ العدوان حتى حين كانت تشارك في الحروب بشكل غير مباشر كحروب صعدة، يرتدُّ هذا الانقلابُ بالخُسران عليها وعلى أتباعها.
وإذا كانت قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة جاهزةً على الدوام لمواجهة انقلاب العدوان على الاتّفاق، فإنها ستكسبُ هذه المرة خياراً كبيراً في المواجهة وهو الإجماع الشعبي والعالمي أنه لا خيار سوى الدفاع عن الحديدة فيما سيكونُ العدوان ومرتزِقته مفضوحين أمام الداخل والخارج بأنهم لا يريدون السلامَ ولا يريدون تجنُّبَ مضاعفة الأزمة الإنسانية القائمة والتي أصلاً دفعت الوفد الوطني لتقديم التنازلات خلال مشاورات السويد.