في الجنوب المتحرّر يزداد الوضع سوءاً .. بقلم/ عفاف محمد
هكذا تجلّت الصورةُ في الجنوب دون مزايدة أَو مغالطة. الجنوب اليوم يعيشُ بين براثين النار ولم تكن تلك الجنود المستجلبة من الخارج سوى بنزين يُصَبُّ على النار.. فحالة احتقان الشارع الجنوبي آخر ما كان بحاجته، اليوم الضباط الإماراتيون والجنود السودانيون والدواعش الفارون وغيرهم ممن عرف تأريخ التحالف وجودهم في الجنوب لم يخلفوا سوى العبثية. لم يخلقوا حالة استقرار ولا أمان كما كانوا يمنون أهل الجنوب ولم تكن الحرية هي التي سادت أرض الجنوب، فما هو معروف أن حالات الاغتيالات زادت وكذلك الجثث المجهولة وكذلك ازدادت حالات الاغتصاب والاختطاف والسطو والتعذيب غير القانوني وغير الإنساني في سجون الجنوب..
إنها فضائح بالجملة..
وكلها تنبئ بأن الجنوب اليوم بين فكي الكماشة. لقد سقط القناع لأكثر من مرة من وجه المحتلّ وكلما بان قبحه حاول إيهام العالم أنه هو الحامي..، ولكن تلك المزاعم باتت واهية كون الفساد تفشى وتبين أن لهم اليد الطولى في قضايا فساد الأخلاق، من خلال الانتهاكات اللاأخلاقية ونشر الرذيلة وتهيئة أجوائها، ومن حيث الاستهانة بالضباط والجنود الجنوبيين، وعدم مراعاة حقوق وحاجات الشعب، وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
الجنوب اليوم في حالة هي الأكثر سوءاً.. أبناؤها يرمون في محارق القتال مع إخوانهم في الشمال وهم في جهل عن الأسباب الحقيقية لدفعهم بهذه الصورة، إنهم يستخدمونهم كدروع بشرية تسهل مراميهم في التوغل في الأراضي اليمنية. لم يستغل تحالف العدوان أبناء الجنوب لتسهيل اهدافهم، وإنما استخدموا أبناء السودان الذين يتم إغراؤهم بمبالغَ مالية ويقدمونهم ككبش فداء، وهذا ما تحدثت عنه مؤخراً صحيفة أجنبية، قائلة إن الإماراتيين يستغلون الشباب السودانيين وهم في أعمار لا تتجاوز الـ14 وَالـ16 ويرمون بهم للمحارق!!
فمن يستطيع أن يجادلَ في هذه القضايا التي لا يمكن نُكرانُها؟
ويتبين من قصص الجثث المجهولة أن معظمَها جثثٌ لمساجين. فبعد أن عرف الرأي العام عن تلك السجون السرية وما يحدُثُ فيها من انتهاكات؛ انتقلوا لاستخدام طريقة أُخْــرَى وهي بعد تعذيبهم لحد الموت يخفون معالمَهم ويرمون بجثثهم في الطرقات والأزقة والحارات. والأمر في تعز المحرّرة لا يختلفُ عن هذا فتلك الحالات هي نفسها تتكرّر في تعز الحالمة، وهذا هو حال المناطق ”المحرّرة” التابعة للشرعية حيثُ يشرعن القتلَ فيها بطرق شتى، وهذا ما لا يحصل البتة حيث المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.. ولكم في ذلك عبرة يا أولي الألباب.