الصمّاد.. المُعجزة الفذَّة .. بقلم الدكتور/ مطهر محمد مرشد
* رئيس الهيئة العامة المستشفى 26 سبتمبر بمديرية بني مطر محافظة صنعاء
قد يقولُ البعضُ بأنني ومن خلال عنوان كلامي هذا قد بالغت أَوْ عظّمت أَوْ استعظمت الرئيس الشهيد المجاهد/ صالح علي الصمَّاد الذي لاقى ربه شهيداً في جبهةٍ من جبهات العزة والكرامة والشرف، حسب ما أراده وتمناه، أراد أن يكونَ في الصفوف الأولى فكان في أول الصفوف وفي رأس كُــلّ الجبهات سواءً في داخل الوطن أَوْ في الجبهات الخارجية في نجران وجيزان وعسير، وتمنى أن يلقى ربَّه شهيداً في إحدى جبهات القتال فكان له اللقاء والالتقاء قريباً وعظيماً..
كان الرئيس الشهيد محباً لأهله وناسه ووطنه، كان مؤثراً مصلحة الوطن قبل مصلحة الفئة أَوْ الشخصية أَوْ المصلحة الحزبية.. عاش مجيداً مجاهداً ومات بطلاً شهيداً.. فحقّق تلك المعجزة، معجزة بطلها يماني، وصانعها واحداً من فئات الشعب المغمورة والمطمورة، واليمن وبتأريخها العريض والكبير ولادةً لكل شيءٍ فريد وجميل..
تتخلق تلك الفرادة وتلك الميزة الجميلة في عراقة هذا الشعب وشموخه وعنفوانه والتي تأبى الضيم والغبن والاستعباد، ومن هنا نستفيد من كُــلّ الدروس والأقوال والعِبر التي تركها لنا الرئيس الشهيد، تركها عنوان مرحلة، ورمز فترة لا بد من الخوض في غمارها لما فيه تحقيق النصر والانتصار لهذا الشعب المغلوب على أمره.
مكانة الحديدة بالنسبة لليمن واليمنيين جسّدها الرئيس صالح الصمَّاد في أبهى صورة، فقد كان الشهيد يعي أهميّة الحديدة وضرورة التضحية من أجل الدفاع عنها وقدم دروساً وطنيةً استثنائيةً لتحصين الحديدة والدفاع عنها والتضحية من أجلها وفي آخر خطاب له بمدينة الحديدة بتأريخ 19 أبريل من العام الماضي أكّــد الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد أن الأميركيين هم من يتبنون معركة الساحل الغربي، فالسعوديّون والمرتزِقة عبارة عن خدام لهم، مشيراً إلى إسقاط طائرة أميركية لم يكشف عن نوعها في الساحل وكشف الشهيد القائد الإنسان صالح الصمَّاد في ذلك الخطاب عن الدفاعات الجوية يوم الأربعاء 18 أبريل طائرة أم كيو ريبر الأميركية متعدة المهام والأكثر تطوراً في العالم في سماء محافظة الحديدة.
كان الشهيد الصمَّاد في كلمته الأخيرة خلال اجتماعه بقيادات السلطة المحلية شدّد علَى خروج أبناء المحافظة خروجاً مشرفاً في المظاهرة الحاشدة رداً على السفير الأمريكي بأننا سنستقبله بخناجر البنادق، وفي الخامس والعشرين من أبريل العام الماضي شهدت مدينة الحديدة مسيرةً حاشدةً شارك فيها عشراتُ الآلاف من أبناء المحافظة حاملين صور الشهيد القائد الإنسان ومؤكّــدين السير علَى خطاه.
في ذكرى 350 يومٍ على استشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّاد نستذكر كُــلّ العظات والعِبر من أقواله وأفعاله وبطولاته وتضحياته وإقدامه الشجاع في خوض غمار عدوان غاشمٍ وباغٍ وظالم.. وكانت له من الصدارة عنوان، ومن البطولة تذكار، ومن التأريخ سجلٌ ناصعٌ وعظيم.
رحم اللهُ الرئيسَ الشهيدَ، ورحم الله كُــلّ الشهداء وشافى كُــلّ الجرحى الذين قدّموا أغلى ما لديهم في الدفاع عن اليمن وأهله واستقلال قراره.