رئيس البعثة الأممية ينصاع لرغبة العدوان في التنصل عن تنفيذ اتّفاق الحديدة
المسيرة: خاص
وصَلَ المبعوثُ الأمميُّ مارتن غريفيث، أمس السبت، إلى العاصمة صنعاء ويُتوقَّعُ أن يلتقيَ اليومَ القيادةَ السياسيّة والوفد الوطني وكذلك رئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت الذي وصل، أمس الأول، قادماً من الحديدة بعدَ ما انقلب ممثلو وفد المرتزِقة باللجنة المشتركة على الاتّفاق المتعلّق بتنفيذ اتّفاق الحديدة، وخصوصاً إعادة الانتشار وفتح الممرات الإنْسَانية.
ونشرت وكالةُ الأنباء اليمنية “سبأ” خبرَ وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء دون أن تقدِّمَ أية تفاصيل حول هدف الزيارة ومُدَتِّها، لكن مصادرَ أشارت إلى أن الزيارة ذات هدفين مزدوجين الأول يتعلق بلقاء القوى الوطنية والوفد الوطني؛ لمناقشة عقد المفاوضات المقرّرة نهاية يناير الجاري والذي جرى الإعلان عن موعدها في ختام مشاورات السويد في ديسمبر الماضي.
وبحسب المصادر فإن الهدفَ الثاني لزيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء والتي تشملُ أيضاً زيارة العاصمة السعوديّة، هو الالتقاء برئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت؛ لمناقشة الصعوبات التي تواجهُ تنفيذَ اتّفاق الحديدة بعدما قامت قُـوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة بإعادة الانتشار من ميناء الحديدة وتسليمه لقُـوَّات خفر السواحل وتنصُّل الطرف الآخر عن تنفيذ الخطوة المقابلة بإعادة الانتشار والانسحاب من شرقي الحديدة وفقاً لبنود اتّفاق الحديدة الناجم عن اتّفاق السويد.
وفي التفاصيل، أكّــدت مصادرُ خَاصَّـةٌ لصحيفة المسيرة أن زيارةَ المبعوث الأممي إلى صنعاء كان مخططاً لها من قبل وتشمل العاصمةَ السعوديّة الرياض وفقاً لجدول أعماله لمتابعة تنفيذ اتّفاق السويد والقضايا وخصوصاً وقف إطلاق النار في الحديدة والتهدئة في تعز وكذلك سيناقش المبعوث الأممي خلال زيارته لصنعاء والرياض القضايا المعلقة على رأسها قضية إعادة فتح مطار صنعاء ومِــلَـفّ الاقتصاد.
وبحسب مصادر صحيفة المسيرة، سيبحثُ المبعوثُ الأممي في صنعاء والرياض المفاوضاتِ القادمةَ نهايةَ الشهر الجاري والأجندة التي ستستندُ عليها تلك المشاورات.
من جانب آخر ورغم إبداء رئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت استغرابَه لانقلاب ممثلي وفد المرتزِقة عما تم التوافقُ عليه في اجتماع اللجنة، أمس الأول، حول إعادة الانتشار بعدما تواصلوا مع قياداتهم، إلا أن مصادرَ مطلعة كشفت لصحيفة المسيرة أن رئيسَ البعثة الأممية أظهر مؤشراتٍ على انصياعه لإرادة العدوان ويسعى لتجاوز نقاط الاتّفاق المتعلق بالحديدة.
وأوضحت مصادر صحيفة المسيرة أن رئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت أظهر مؤشراتٍ على سعيه لإيجاد مسار آخر يخالف بنود اتّفاق الحديدة الذي يحاولُ التنصُّلَ عنه وفرض أمر واقع يجعل الوضعَ في الحديدة بين اللا حرب واللا سلم.
وكانت مصادرُ إعلامية كشفت أن اجتماعَ اللجنة المشتركة برئاسة رئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت كان قد أقر يوم الخميس الماضي اتّفاقاً التزم بموجبه الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته بإعادة الانتشار، ما أعطى أملاً بحدوث تقدم إيجابي غير أن ذلك لم يستمر سوى ساعات إثر تواصل بين ممثلي الطرف الآخر بقيادات العدوان أعاد خلطَ الأوراق من جديد وعزز مجدّداً التكهنات والمعلومات التي تشيرُ لوجود توجُّه إماراتي لإفشال الاتّفاق.
ونقلت وكالةُ الصحافة اليمنية عن مصدر وصفته بالمطلع أنه وبعد تواصل ممثلي الطرف الآخر بقياداتهم أثناء الاستراحة عادوا إلى صالةِ الاجتماعات ليتفاجأ الجميعُ بمن فيهم رئيس البعثة الأممية باتريك كايمرت (قبل انصياعه لرغبة العدوان) بتغيير مواقفهم والانقلاب على ما تم التوافقُ عليه، حيث خرجوا عن طبيعة مهمتهم العسكريّة التنفيذية للاتّفاق وتحولوا إلى فريق مفاوِض لتعديل وإضَافَة نصوص ومفاهيمَ جديدة إلى نص الاتّفاق وعادوا بالتفاهُمات القائمة حالياً إلى مرحلة ما قبل الاتّفاق.
من جانبه، اتهم وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ ضيف الله الشامي مرتزِقةَ الإمارات بالعمل بكل قُـوَّة لإفشال اتّفاق الحديدة؛ لأَنَّ تطبيق الاتّفاق يعني هزيمتهم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مرتزِقة السعوديّة يسعدُهم تنفيذُ الاتّفاق؛ لأَنَّهم يمثلون وقوداً للمعركة فيما الربح لغيرهم.
ورأى الشامي أن موقفَ الأمم المتحدة من الاتّفاق يقتصرُ على تسجيل الحضور فقط، مؤكّــداً من جانب آخر أنه وبعد إتمام الحُجَّة على قوى العدوان ومرتزِقتها سيكون الحَلُّ بيد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.