الوطن يتسع للجميع.. لا تنسوا “176” .. بقلم/ محمد عبدالله اللساني
“إن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تدعو كُلّ من يزال في صف الغزاة والمعتدين للعودة إلى قراهم ومناطقهم ونيل شرف الدفاع عن طنهم ولهم الأمان الكامل”.
وتم تخصيص الرقم 176 للاتصال وتسهيل مرورهم من كافة النقاط والمنافذ وضمان وصولهم بأمان وسلامة.
هنا ندرك بشكل واضح وجلي عقليةَ الدولة المقاومة والمدافعة عن الأرض والعرض وسيادة الوطن والتي تسعى إلى لمِّ الشمل وتوحيد الصف تجاه صلف العدوان وجبروته الذي يتضرر منه كُلّ الوطن دون استثناء.
وَهكذا إعلان سبقه الكثيرُ من الدعوات لمن يقفون في صف العدوان بالعودة إلى جادة الصواب، وكثيراً ما نشاهد في خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي هكذا دعواتٍ صادقة ونظرة شاملة وكاملة بحجم الوطن والأمة فيها دلالة عميقة عن مستقبل الدولة اليمنية الحديثة والسيادة وحق المواطنة للجميع والمأمول فيها رغم الجراح العميقة والتي لازالت تنزف إلى اللحظة بعدوانهم وظلمهم.
دعواتٌ صادقة ونبيلة مؤمنةٌ بالسلام العادل والشامل مع أن العدوان مستمر في القتل والتشريد لأبناء وطننا العزيز والمقاوم.
منذ أربعة أعوام ونحن نقرأ ونشاهد كثيراً ممن يسمون أنفسهم الشرعية ومن أدعياء الثقافة والحرية والتحرّر التابعين والقابعين خلف شاشات إعلام العدوان يتحدثون عن التحرر من أبناء وطنهم ويتحدثون عن الدولة المدنية الحديثة وكلها بمنظور مملكة آل سعود والامارات والتي لا تملكان أدنى أبجديات الديموقراطية والعدالة والإنْسَانية فكراً وواقعاً عملياً.
أَوَليس الأجدر بمن يدّعون ويطالبون زوراً وبهتاناً بالدولة المدنية الحديثة والتحرر ومن باب المسؤولية القانونية والإنْسَانية أن يمارسوها واقعاً وهم ليسوا سوى أبواق لدول العدوان التي كان الأجدر بها فتح المنافذ البرية والبحرية وخصوصاً المطارات لكي ترتبط هرطقاتهم الإعلامية والمطلبية أمام الشعب اليمني والعالم بواقع يملسه المواطن اليمني.
فعلاً “فاقد الشيء لا يعطيه”..
ولكن ما نشاهده من أبواقهم الإعلامية وناطقيهم اللاشرعيين والاحتلاليين هو التهديدُ والوعيد والقتل والتشريد في المناطق المحتلة وغيرها، وها هم اليوم وبكل صلف وبعد مشاورات السويد وبدلاً عن أن يكونوا عوناً للمواطن اليمني وبحسب تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة عن اختراقات العدوان في الحديدة والتي تجاوزت أكثر من 800 خرق بمدفعياتهم وَرشاشاتهم وتحليق طائراتهم واستحداثات وتعزيزات وغيرها وكلها تشير إلى نوايا مبيّتة لعرقلة مسار السلام المتفق علية في الحديدة ولم نلمس أي خطوات جادة من قبل دول العدوان.
أربعة أعوام تمضي يظهر فيها الحق ويزهق فيها الباطل ويظهر فيها رجال السيادة والدولة وعبيد العدوان.
وشتان ما بين “قادة التحرر والسيادة الساعين للسلام المشرف ولَــمّ الشمل”.
وبين “أولئك العدوانيون وأبواقهم من يستلذون بحصار الوطن ويسكرون بدماء اليمنيين”.