شهداؤنا انطلقوا في عدائهم لليهود والنصارى من آيات القُـرْآن الكريم الكاشفة لمخططاتهم ومؤامراتهم
المسيرة/ خاص
يتحلى الشهداءُ بالصفاتِ العاليةِ والأخلاقِ الفاضلة والعلاقة القوية بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، والوعي الكبير الذي استمدوه من القُـرْآن الكريم، وقد سبق أن عرضنا في تقرير سابق بعض العوامل الرئيسية التي ساهمت في صمود وثبات المجاهدين.
وفي هذا الجزء سنتناول عاملاً آخر وهو: الوعي كان عالياً لدى الشهداء من خلال محاضرات الشَّهِيْــدِ القَائِدِ الحسين بن بدر الدين سلام الله عليه..
فعندما قرأ شهداؤنا الأبرارُ الآياتِ التي تدُلُّ على أنه من الحمق أن تعرضَ عن أوامره، من أجل الأموال والأهل والولد، من مثل قوله تعالى: [يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ]، وقوله تعالى: [لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ]، وقوله تعالى: [يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى]..
فعرفوا ووعوا ألا شيء ينفعهم، لا حنان الأم، ولا حب الأب، ولا الزوجة ولا الولد، ولا الأخ، ولا العشيرة، ولا الأموال الكثيرة، ممكن أن ينجيهم أَوْ يشفع لهم بين يدي الله، إلا عملهم الصالح، ورضا الرحمن الذي ينالون من خلاله الفوز بالجنة والنجاة من النار.. فانطلقوا للجهاد في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائم..
آمنوا إيْمَاناً مطلقاً بأن: [لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ]
وتجلى أَيْضاً الوعي لدى شهدائنا الأبرار من خلال القُـرْآن الكريم عندما قرأوا قوله تعالى: [قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ]ــ وقوله تعالى: [لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ]، ــ وقوله تعالى: [فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ]ــ وقوله تعالى: [أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ].
فعرفوا ووعوا بأن الموت هو بيد الله، وليس من ذهب إلى الجبهات مقتول، ولا من ظل في بيته مُعافى، وأن الموت آت لا محالة، لكل من في الأرض، لا أحد مخلد، فكانوا أذكياء، عندما استثمروا موتهم، بعودتهم بعده أحياء عند ربهم يُرزَقون..
وقد قال الشَّهِيْــدُ القَائِدُ سلامُ الله عليه: [لو أن الإنسانَ يتأمَّلُ ويتذكر بشكل جيد لرأى بأنه ليس القتال بالشكل الذي تكرهُه. عندما تنظر إلى قضية واحدة هو أنه: أن كُلَّ إنسان سيموتُ، أليست هذه قضية معروفة؟ كُلّ إنسان سيموت، وكل إنسان يلاقي في هذه الحياة أشياءَ تتعبُه، ويعاني منها. أليست هذه قضيةً معروفةً؟ إذاً فالقتال ما هو؟ غاية ما هناك أن تقتل، ألست ستموت وإن لم تقتل؟ أليس الأفضل لك أن تستثمر موتك فتقتل في سبيل الله؟ أفضل من أن تموت فلا يحسب لك موتك شيء؟. [سورة البقرة الدرس العاشر ص:5]
وقال أَيْضاً: [من يهربون من الموت في الدنيا، هم من يموتون حقيقة، هم من يضيعون في التربة حقيقة، أما الشهداء فإنهم لا يموتون. [معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس عشر ص:16]
قاموا بـ(العداء والحذر) من اليهود والنصارى كما أمر الله:ــ
وفي ذات السياق، فإن شهداءنا الأبرار عندما قرأوا آيات العداء لليهود والنصارى، ــ مثل قول الله تعالى: [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا]، ــ وقوله تعالى: [إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئــَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا]، ــ وقوله تعالى: [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ]، ــ وقول الله تعالى: [هَا أَنْتُمْ أُوْلاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ]، ــ وقوله تعالى: [مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ]، ــ وقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ]، وغيرها من الآيات التي يؤكد لنا الله عز وجل فيها بأن اليهود والنصارى أعداء، فيجب التعامل معهم على هذا الأساس، فانطلق شهداؤنا في عدائهم لأعداء الله، غير آبهين بشيء، لا يخافون صواريخهم ولا طائراتهم ولا دباباتهم.. كاشفين كُلّ مخططاتهم ومؤامراتهم على الأُمَّـة..
وقد قال الشَّهِيْــدُ القَائِدُ سلام الله عليه حول هذا: [المصلحة للشعوب الإسْلَامية هو التوجه القُـرْآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى، نظرة العداء، نظرة إعداد القوة، نظرة الجهاد، نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً، وأنهم لا يريدون لنا أي خير، وأنهم يودون أن نكونَ كفاراً، يودون لو يضلونا، يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها. [الموالاة والمعاداة ص:7]
وقال أَيْضاً سلامُ الله عليه: [إذا كنا نرى دول الغرب كلها حكومات وشعوباً ينطلقون لمحاربة الإسْلَام والمسلمين كافة فإن كُلّ مسلم يجب أن يكون جندياً يعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين، ويقف في وجههم كما يقفون بكل إمكانياتهم في وجه المسلمين.. [لتحذن حذو بني إسرائيل ص:9]