مسيرة الحديدة رسالة بصوت مرتفع للمبعوث الأممي .. بقلم د/ عبدالملك عيسى
أن تخرُجَ مسيرةٌ حاشدةٌ هذه الأَيَّامَ وفي ظل العدوان الغاشم وتصعيده وفي مدينة الحديدة فهي مؤكّــد تحملُ الكثيرَ من الدلالات التي يجبُ قراءتها بدقة وعناية وخَاصَّـةً من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي.
أوضحُ هذه الدلالات أن هذه المظاهرةَ خرجت بهدفٍ وحيد، وهو المطالَبةُ بتنفيذ تفاهمات السويد.
ويتضحُ من معطيات هذه المسيرة وبهذا الزخم وفي مناطق سيطرة المجلس السياسيّ الأعلى وتحت حماية الجيش واللجان الشعبية بأن هناك دعماً حقيقياً وسعياً واعياً نحو السلام من قبل الطرف الوطني الذي يشعر بمعاناة أبناء الحديدة ويستشعر مسئوليته أمام أبناء الشعب كافة في إبداء حسن النية إذَا كانت هناك حقيقةً نيةٌ لدى الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي في إحلال السلام في اليمن وإنهاء العدوان وتقزيم الدور الإماراتي المتضخم والمتهور الذي يقود المنطقة نحو الهاوية باستعلاء لا ينسجم ومعطيات الواقع الإقليمي.
ثم إنها بالمقام الأهم رسالة ذات أبعاد متعددة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لمعرفة مَن المعرقل للاتّفاق ومَن الذي يسعى لإفشاله ومن الذي لا يهتم بالشعب اليمني ومعاناته؛ ولذا على المبعوث الأممي ومراقبه لوقف إطلاق النار أن يتحمل المسئوليةَ كاملةً في فضح المتلاعبين وتُجَّار الحروب، وعدم التستر عليهم ومراعاتهم وخَاصَّـةً أن قرار مجلس الأمن ٢٤٥١ ينُصُّ على رفع تقرير أسبوعي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي عن أي انتهاك لتفاهمات السويد أَوْ أية عرقلة لوصول المساعدات الإنْسَــانية والامتناع عن فتح الممرات الإنْسَــانية، وهذا ما حدث بشكل فاضح من قبل مرتزِقة العدوان عن فتح طريق صنعاء الحديدة والحديدة تعز وغيرها من الطرق الضرورية لوصول المساعدات الإنْسَــانية إلى كافة أنحاء اليمن، وهذا بحد ذاته ليس فقط انتهاكاً لتفاهمات السويد، بل جريمة حرب ضد الإنْسَــانية بدعم إماراتي واضح وصمت دولي مخزٍ لا ينسجم وادّعاءَهم بدعم الحَـلّ السياسيّ في اليمن.
الجماهيرُ التي خرجت في مدينة الحديدة تريدُ لهذا الصوت أن يسمعَه مارتن غريفيث وأن يصغيَ إليه ويدعمَه حتى لا تخرجَ الأمورُ عن السيطرة وعندها لن يكونَ هناك لومٌ تجاه الطرف الوطني في استخدام كافة الوسائل المكفولة وفق القانون الدولي للدفاع عن الأرض والسيادة، فلا خيار إلّا أن تتحملَ المجموعةُ الدولية مسئوليتَها أَوْ أن يدافعَ اليمني عن أرضه، وقادمُ الأَيَّام كفيلةٌ بمعرفة هل سيقومُ مجلسُ الأمن والأمينُ العام بمسئولياتهم أم سيتركون الحبلَ على غاربه ويتجرّع المدنيون ويلات الحرب وَسيكتب التأريخ عندها أن الأمم المتحدة فشلت فشلاً ذريعاً أمام الدرهم الإماراتي.