اجتماعٌ حاسمٌ للوفد الوطني مع المبعوث الأُممي يعيدُ اتّفاقَ الحديدة إلى مساره الصحيح
المسيرة: إبراهيم السراجي
عقد المبعوثُ الأُمَـميُّ إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس الأحد، بالعاصمةِ صنعاءَ اجتماعاً حاسماً مع أعضاء الوفد الوطني، ركّزَ بشكل رئيسي على تطبيقِ اتّفاقِ الحديدة والاتّفاقاتِ الأُخْــرَى الناتجة عن مشاورات السويد والمؤيَّدةِ بقرار مجلس الأمن 2451 وكذلك أجندات المشاورات المرتقبة نهاية الشهر الجاري.
وكشف مَصْــدَرٌ بالوفد الوطني لصحيفة المسيرة أن الاجتماعَ مع المبعوث الأُمَـمي حسم الكثيرَ من الأمورِ، خصوصاً المتعلقة باتّفاق الحديدة بعدما ظهرت مؤشراتٌ على انحراف رئيس البعثة الأُمَـمية باتريك كايمرت وانصياعه لرغبة العدوان بالقفز على بنود الاتّفاق، مشيراً إلى أن الاجتماعَ أعاد تصويبَ الوضع الذي كان سيهدّدُ مستقبلَ الاتّفاق وكذلك يهدّد العمليةَ السياسيّةَ التي ترعاها الأُمَـم المتحدة عبرَ المبعوث غريفيث.
وأوضَحَ المَصْــدَرُ في حديثه للصحيفة أن الاجتماعَ حضره أعضاءُ الوفد الوطني المتواجدون بالعاصمة صنعاءَ، برئاسة نائب رئيس الوفد اللواء جلال الرويشان، مشيراً إلى أن الأخيرَ سلَّمَ للمبعوث الأُمَـمي مِلَـفّاً يتضمَّنُ خروقاتِ العدوان ومرتزِقته لاتّفاق وقف إطلاق النار في الحديدة منذ سريان الاتّفاق الذي أُعلن عنه في ختام مشاورات السويد، حيث شدّد الرويشانُ على أهميّةِ اضطلاع الأُمَـم المتحدة بدورها في إلزام الطرف الآخر بتنفيذ الاتّفاق.
من جانبه، تحدَّثَ المبعوثُ الأُمَـمي، مارتن غريفيث، مشيداً بتمسك الوفد الوطني بتنفيذ اتّفاق السويد وإعادة الانتشار في الحديدة.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن اتفاق السويد كان واضحاً للوفدين، وأنه يقتصر على تهدئة عسكرية وإعادة انتشار للقوات العسكرية فقط وتبقى القوات الأمنية المحلية وكذلك السلطات الإدارية المحلية على ما هي عليها الآن، حيث تم تأجيل الحديث حول “السلطة المحلية الجديدة” ليتم بحثه في إطار الحل السياسي على المستوى الوطني بشكل عام، وذلك عندما يتم الاتفاقُ على السلطات الأمنية والإدارية التي ستتولى الأمن والإدارة في المرحلة الانتقالية بما فيها أمن الحديدة.
وقال المصدر: إن المبعوث الأممي أبلغهم بأنه التقى باتريك وأن لجان الرقابة المشتركة من الطرفين اتفقت على وضع آلية تنفيذية لإعادة الانتشار في الحديدة.
وأفاد المبعوث الأممي بأنه حثَّ باتريك وأكّد عليه بضرورة التقدم بشكل عاجل في تنفيذ آلية إعادة الانتشار المتفق عليها كأولوية في الوقت الراهن.
ووفقاً للمَصْــدَرِ بالوفد في حديثه لصحيفة المسيرة، فقد حسَمَ المبعوثُ الأُمَـميُّ موضوعَ القراءات المضلِّلة لاتّفاق الحديدة من قبَلِ العدوان ومرتزِقته، وأكّــد خلال الاجتماع أن نصَّ الاتّفاق واضحٌ من حيث تركيزه على إنهاء الوضع العسكريّ في محافظة ومدينة الحديدة فقط، وأن الاتّفاقَ لم يتضمَّنْ تغييرَ السلطة المحلية القائمة أَوْ القوى الأمنية المتواجدة في الحديدة، مؤكّــداً أن هذا الأَمْر تمت مناقشتُه بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ مع الطرفين خلال مشاورات السويد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن موضوعَ السلطة المحلية وقُــوَّاتِ الأمن متروكٌ للحل السياسيّ الشامل في اليمن ولم يكُنْ ضمنَ اتّفاق السويد.
كما شدّد المبعوثُ الأُمَـمي خلال الاجتماع على ضرورة اتّخاذ خطوة عاجلة لتنفيذ اتّفاق الحديدة، وفيما كان رئيسُ البعثة الأُمَـمية باتريك كاميرت قد أظهر انحرافاً عن المهمة الموكلة إليه من خلال انصياعه للعدوان وسعيه لفرض الأَمْر الواقع الذي لا يُنهي حالةَ الحرب في الحديدة، إلا أن المبعوثَ الأُمَـميَّ حسم هذه المسألة أيضاً خلال الاجتماع وأكّــد على ضرورة تنفيذ اتّفاق الحديدة والبدء بخطوة إعادة الانتشار من قبل الطرف الآخر بعدما بادرت قُــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة الأسبوعَ الماضيَ وسلّمت ميناءَ الحديدةِ لقُــوَّات خفر السواحل.
وأشار المَصْــدَرُ إلى أن الوفدَ الوطنيَّ تمسَّكَ بضرورة تنفيذ اتّفاق الحديدة وحذّر المبعوث الأُمَـمي من تأثير التنصّل عن الاتّفاق على الثقة بالأُمَـم المتحدة وكذلك على العملية السياسيّة برُمَّتِها، مضيفاً أن اجتماعَ اللجنة المشتركة في الحديدة الأربعاءَ الماضيَ شهد اتّفاقاً على آلية تنفيذ الاتّفاق وكذلك حدّدَ المسافةَ التي يجبُ أن تنسحبَ منها القُــوَّاتُ العسكريّة قبل أن ينقلبَ ممثلو الطرف الآخر على ما تم الاتّفاقُ عليه، وبالتالي طالب الوفدُ المبعوثَ الأُمَـمي بإلزام الطرف الآخر بما تم الاتّفاقُ عليه.
خلال الاجتماع أيضاً، أكّــد المبعوثُ الأُمَـميُّ أن مهمةَ اللجنة المشتركة برئاسة باتريك كايمرت تنفيذيةٌ لاتّفاق الحديدة وليست مخولةً بتعديل بنود الاتّفاق أَوْ الإضافة إليه أَوْ حتى تجاوز بعض بنوده.
وحول القضايا التي لم تُحسَمْ في مشاورات السويد، أوضح المَصْــدَرُ لصحيفة المسيرة أن المبعوثَ الأُمَـمي ذكر أنه يحاولُ إنجازَ بعضِ القضايا قبل انطلاق المشاورات القادمة نهاية الشهر الجاري، على رأسها قضية مطار صنعاء ومِلَـفّ الاقتصاد الذي يتضمنُ صرفَ مرتبات موظفي الدولة.
من جانبهم، أكّــدَ أعضاءُ الوفد الوطني للمبعوث الأُمَـمي على ضرورة أن يتم الاتّفاقُ على الإطار العام للحل السياسيّ الشامل في اليمن قبل الذهاب للمشاورات المقبلة نهاية يناير الجاري، وأن الوفد لن يقبلَ أن يتمَّ التعامُلُ مع المِلَـفّ كما حدث في مشاورات السويد في ديسمبر الماضي.
ومن جانب آخر، كشف المَصْــدَرُ لصحيفة المسيرة أن الاجتماعَ شهد مناقشةَ تنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن ممثلَ الوفد الوطني عبدالقادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية للأسرى سيسافرُ إلى الأردن لعقد اجتماعٍ مع ممثل الطرف الآخر في العاشر من الشهر الجاري بحضور ممثلين عن مكتب المبعوث الأُمَـمي للمضي خطواتٍ إلى الأمام في تنفيذ الاتّفاق ذي الطبيعة الإنْسَــانية.