العدوان والحصار والجدري.. ثالوث يفتك بأطفال اليمن
المسيرة| متابعات:
كشفت وزارةُ الصحة العامة والسكان عن تعرُّضِ أكثرَ من 12 ألف طفل يمني للإصابة بمرض الجدري خلال العام المنصرم 2018، في ظل استمرار العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي والحصار الاقتصادي على الشعب اليمني منذ أربعة أعوام، ما أَدَّى إلى انهيار البنية التحتية وانعدام الخدمات الأساسية والضرورية، لا سيما القطاع الصحي الذي يشهد تدهوراً كبيراً جراء قطع حكومة المرتزِقة لرواتب الأطباء والممرضين والكادر الصحي وانعدام الكثير من الأدوية الضرورية.
وقال الدكتور يوسف الحاضري -المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة-: إن إجمالي عدد الحالات المصابة بمرض الجدري بلغ 12194 طفلاً خلال عام 2018، أغلبُهم في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.
وأضاف الحاضري في تصريح لموقع صحيفة العربي الجديد اللندنية، أمس الأحد، أنّ العام المنصرم كان بمثابة كابوس مرعب للطفولة في اليمن، حيث حصد أرواح عشرات الآلاف منهم لأسباب عدة، منها القصف الجوي والأمراض والأوبئة التي انتشرت بشكل كبير؛ بسببِ تدهور الوضع الصحي في البلاد جراء استمرار العدوان منذ مارس 2015.
ويُرجع أخصائي الأطفال في صنعاء، الدكتور منير الدغشي، أسبابَ انتشار المرض في أوساط الأطفال، إلى ضعف المناعة، وغياب التغذية السليمة؛ بسببِ الظروف الاقتصادية الصعبة لمعظم المواطنين والتي خلفها الحصار، إضافةً إلى احتكاك الأطفال المصابين بالطلبة في المدارس، وعدم الوعي المجتمعي بالمرض وبطرق الوقاية منه.
وأكّــد الدغشي أن مرضَ الجدري المائي أَوْ الجدري الكاذب chicken pox مرضٌ فيروسي حاد، غالباً ما يصيب الصغار تحت عمر الخامسة عشرة، وينتج عن الإصابة بـvaricella- zoster virus والتعرض لرذاذ المصاب، أَوْ الاتصال المباشر معه أَوْ استخدام أدواته الملوثة، مضيفاً: يمكن للمصاب أن ينقلَ العدوى للآخرين منذ فترة الحضانة للفيروس إلى أن تتقشرَ كافة الدمامل من على جسده، حيث أن فترة الحضانة تتراوح بين 2 و3 أسابيع، وبعدها تبدأ أعراض المرض بالظهور، كالحمى وفقدان الشهية، وطفح جلدي يكون بدايةً لظهور فقاعات جلدية تنتشر على الوجه والصدر والظهر والأطراف العلوية للشخص المصاب.
وأشار اختصاصي الأطفال إلى أن الجدري كغيره من الأمراض الفيروسية، لا دواءَ لها ويمكن الوقاية منها فقط عبر اللقاحات، وعادةً ما يكون اللقاح غير متوفر في المرافق الصحية الحكومية هذه الأَيَّام كغيرها من الأدوية المعدومة؛ بسببِ الحصار الذي يفرضه العدوان السعوديّ على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض المزمنة وسوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها تتسبّبُ في وفاة العديد من الناس أكثر مما تتسبّبُ به الغارات والقنابل، مؤكّــدةً أن الوضع الصحي في اليمن يسيرُ نحو الانهيار؛ بسببِ الحرب العدوانية للتحالف الذي تقوده المملكة التي تصاعدت في مارس 2015.
ووفق المنظمة، فإنّ 9.3 ملايين يمني في حاجة ماسة إلى رعاية صحية. كما ساهم الوضع الصحي المتدهور في تفشي الكوليرا والدفتيريا.