21 سبتمبر ثورةٌ عابرةٌ للحدود .. بقلم/ محمد محمد عايض
ثورة الـ 21 من سبتمبر2014م ثورة شعبية وطنية تحررية من الظلم والطغيان والفساد والهيمنة الاستعمارية وكل أشكال الوصاية الخارجية ومصادَرة القرار السيادي اليمني.
وهي بهذا المعني والدلالة تعدُّ امتداداً نوعياً متطوراً لثورتَي الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر ومواكَبةً لظروف ومعطيات المرحلة ومقتضيات ومتطلبات مواجهة استحقاقات التحديات التي فرضتها وتفرضُها عَلَى الشعب اليمني والأمة العربية والإسْلَامية قوَى الاستكبار الداخلية والخارجية المحلية والإقليمية والعالمية بأساليبها الشريرة الأَكْثَر خبثاً في تآمرها من كُـــلّ الفترات السابقة.
وبالتالي تعد هذه الثورة تعبيراً مكثفاً عن كُـــلّ المضامين الوطنية والقومية والإسْلَامية والانسانية التي حملتها الثورات اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والتي أُفرغت من محتواها بفعل تآمر قوَى الهيمنة العالمية وأدواتها التابعة لها صنيعة الاستعمار أنظمة البترو دولار مملكة بني سلول ومشيخة دويلة الإمارات وبقية الأنظمة الرجعية العميلة بالمنطقة.
وما هذه الحرب العدوانية عَلَى اليمن الا دليل عَلَى نقاء أهداف ثورة 21 من سبتمبر2014م وصدق مقاصدها ومشروعية وسائلها وسمو غايتها.
أَكْثَر من عشرين دولة تشن حرباً مفتوحة وتنفق مليارات الدولارات في سبيل إجهاض هذه الثورة اليمنية الفتية التي لم يقوَ عودُها ولم تقف عَلَى قَدَمِها بعدُ ولم يتم منحها أَدْنَــى فرصة لاختبارها وتجربتها في ظل أوضاع مستقرة.
ورغم ذلك كله فقد حققت ثورة 21 من سبتمبر من المكاسب الوطنية في غضون أربع سنوات وفي ظل الحرب المستعرة ما لم تستطِع أيةُ ثورة عربية تحقيقَه طيلة عقود من السلام تحت أزيز الطيران المعادي.
استطاع يمن 21 من سبتمبر تصنيعَ مختلف الطائرات المسيّرة القادرة عَلَى قصف أهداف في عمق وأقصى بلاد العدو.
تحت وقع الصواريخ المعادية تمكنت يمن 21 سبتمبر من تصنيع وتطوير الصواريخ بأنواعها ومدياتها المختلفة ومن يقدر عَلَى صناعة الصواريخ والطائرات فهو عَلَى صناعة غيرها أقدر.
ومع هذا الحصار المطبق عَلَى بلادنا لم تنحصر منجزات ثورة 21 من سبتمبر في الجانب العسكري فحسب، بل تعدت إلى مجالات أخرى كالمجال الاقتصادي والزراعي تحديداً بعد كسر الحظر الزراعي الذي كان مفروضاً عَلَى اليمن من قبل البنك الدولي والبدء بتدشين مشروع زراعة القمح في بلادنا الغنية بتربتها الخصبة ومياهها الوفيرة.. وأوديتها الآخذة في الاتساع بل هي أشبه بمعجزة إلهية وكرامة ربانية بناء عَلَى المعطيات الراهنة واهمها.
ثورة واعدة تقف في وجه عشرين دولة لأربع سنوات وفي كُـــلّ عام تخرج منه أَكْثَر قوة وأشدّ بأساً..
ثورة تزخر بهذا الكم من الصبر المتراكم أمام الحصار البري والجوي والبحري وتواجه أكبر المعضلات واخطر العوائق بمزيد من المصابرة والمرابطة رغم الانهيار الاقتصادي وانقطاع المرتبات وتجفيف كُـــلّ الموارد المالية.
نسألُ اللهَ الرحمةَ لشهدائنا الأبرار، والشفاء جرحانا، والثبات لأبطالنا في مواجهة العدوان.
ومن نصرٍ إلى نصرٍ مع قائد الثورة المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وكل عام والثورة مستمرة حَتَّى تحقيق النصر..