قاصفk2 في استقبال العام الخامس .. بقلم/ علي الدرواني
تدشيناً للعام القتالي 2019، وعلى مشارف العام الخامس للعدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، تأتي العمليةُ النوعيةُ الأخيرةُ التي ينجزُها سلاحُ الجوّ المسيّر؛ لتختار هدفاً دسماً هذه المرة في قاعدة العند المحتلّة، حيثُ كان الصفُّ الأولُ من قيادات مرتزِقة العدوان في المنصة التي تحوّلت في غمضة عين إلى مسرحٍ لدماء القتلى والجرحى.
ومع الدقائق الأولى للعملية، تعدّدت الرواياتُ القادمة من العند حول تفاصيلها وطبيعة التفجير وهل كان الانفجار في الجوّ، أم في المنصة مباشرة، وإنْ كانت هذه الرواياتُ مجمعةً على أن طائرة بدون طيار حلّقت في الأجواء وكان البعض يظنها مخصّصةً للتصوير واقتربت من المنصة لتنفجرَ بمن كان فيها من قيادات المرتزِقة لحظةَ وصولهم إلى المنصة، مخلّفةً قتلى وجرحى بعضُهم في حالة حرجة تم نقلُهم إلى مستشفيات عدن، ومن خلال تلك الروايات يبدو أن طائرةً خَاصَّـةً بالتصوير ربما كانت موجودةً بالفعل قبل أن تصلَ طائرةُ القاصف لتنفيذ عمليتها النوعية.
ويأتي بيانُ المتحدث باسم القُــوَّات المسلحة العميد يحيى سريع ويؤكّــدُ تنفيذَ العملية بطائرة مسيّرة دخلت الخدمةَ الميدانيةَ مؤخّراً بعد عمليات اختبار سابقة، وهي من نوع قاصف 2k، وتنفجرُ بشكل مُتَشَظٍّ من أعلى إلى أسفل بمسافة 20 متراً، وهي قادرةٌ على حمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة.
وفي دلالاتِ هذه العملية النوعية والهامة لا يمكنُ قراءةُ الحدث من الزاوية العسكريّة فقط، بل هناك عدة أبعاد وعلى رأسها البُعد الاستخباراتي مع الأخذ بعين الاعتبار أن مثلَ هذه العمليات ذاتُ طبيعة مزدوجة بين الرصد والاستطلاع من جهة والتنفيذ من جهة أُخْــرَى.
وبطبيعة الحال، فإن العمليةَ ليست وليدةَ لحظة الإعلان عنها، فهي بحاجة إلى الكثير من المعلومات الاستخبارية عن تحَــرّكات القيادات وطبيعة الفعالية العسكريّة والتي تسبقُ العملية بأيام على الأغلب، لا سيما أن التنفيذَ حصل مع وصول تلك القيادات إلى المنصَّة، كما أكّــدته بعض الروايات القادمة من هناك.
لتؤكّــدَ هذه العملية مجدّداً مدى قدرة وحدة السلاح المسيّر على مواصَلة تطوير قدراتها ومراكمة خبراتها وتنويع أساليبها في مباغتة العدوّ في المكان والزمان غير المتوقع لتصيبَ أهدافَها بهذه الدقة المتناهية.
هذه العمليةُ الدقيقة في توقيتها واختيار هدفها تأتي في ظل تواتُرِ عمليات سلاح الجوّ المسيّر للجيش واللجان الشعبيّة، سواء على مستوى الرصد والتوثيق والاستطلاع العسكريّ أَو على مستوى تنفيذ العمليات والقصف الميداني.
وهنا يحضُرُ في الأذهان قائمةٌ طويلةٌ من العمليات النوعية التي نفّـذها سلاحُ الجوّ المسيّر بواسطة أنواع مختلفة من الطائرات قاصف واحد وصمّاد 2 وصمّاد 3 والتي توزعت عملياتُها بين مطارات الرياض وجيزان وأبو ظبي ودبي ومناطق أُخْــرَى في الداخل والخارج.
مجموعُ هذه العمليات إلى جانب تلك المنفّـذة في الساحل الغربي ساهمت في فرض معادلات عسكريّة جديدة وغيّرت في واقع سير المعارك وتكتيكات الدفاع ودحر العدوان، وقد أثّرت بشكل كبير وفعّال في إفشال الكثير من رهانات العدوّ وجعلته يُعيدُ حساباتِه ويضربُ الأخماسَ بأسداس.
من شأن هذه العملية أَيْضاً ونحن على أعتاب العام الخامس للعدوان ومع بداية العام 2019 أن تدفعَ تحالفَ العدوان للتخلّي عن التعنُّت المتواصل والذهاب نحو تفعيل المسارات السياسيّة المتعثرة، لا سيما في الدفع لتنفيذ اتّفاق استوكهولم الذي لا يزالُ يراوحُ مكانَه؛ نتيجة المماطلة والتأخير في إنجاز التزامات الطرف المعادي، وفقاً للاتّفاق.