استهداف قاعدة العند.. بعد أن دمّـر التحالف سلاحَ اليمن .. بقلم/ عبدالقادر عثمان*
بعد أربع سنوات من إعلان التحالف الحرب على اليمن لتدمير البنية العسكريّة التي يمتلكها الجيشُ واللجان الشعبيّة وتحت مسمى “إعادة الشرعية”، وإعلان المتحدث العسكريّ لقُــوَّات التحالف آنذاك العميد أحمد عسيري أن العملية الأولى المعروفة بـ “عاصفة الحزم” دمّـرت 80 في المئة منها خلال 18 يوماً ولم يتبقَّ سوى أيّام، يعود طيران الجو المسيّر التابع لسلاح الجو في الجيش واللجان اليوم لينفّذ هجمة نارية على عرض عسكريّ في قاعدة العند بمحافظة لحج الخاضعة لسيطرة قُــوَّات إماراتية مشاركة في التحالف.
“الطائرة المسيّرة “قاصف2k” نوعٌ جديدٌ من الطيران المسيّر، تنفجر من أعلى إلى أسفل بمسافة 20 متراً وبشكل متشظٍّ ولديها القدرةُ على حمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة” حسبما أوضح ناطق القُــوَّات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الذي أكّــد مقتلَ وجرح العشرات من القيادات العليا المنخرطة في صف التحالف ضد أبناء اليمن نتيجة الهجوم، من بينهم الجِنرالُ صالح الزنداني، نائب ما يسمى رئيس هيئة الأركان في الجَيش اليمنيّ الرسميّ، ومُحافظ لحج أحمد التركي، والعَميد في الاستِخبارات صالح طماح، والعَميد فاضل حسن قائد “المِنطَقة العَسكريّة الرابعة”.
وكان سريع قد أعلن في وقت سابق أن هناك مفاجآتٍ سيتم الكشفُ عنها قريباً، غير أنه كشف أن تلك المفاجآت تخص سلاح الجو المسيّر الذي يشهد تطورًا يوماً بعد آخر، وكنتيجة على استمرار قصف طيران التحالف للمواطنين الأبرياء وعلى التصعيد في مختلف الجبهات.
ويمثل استهداف قاعدة العند الجوية – التي وصفت بأنها إحدى أهم القواعد العسكريّة في الشرق الأوسط – انتصاراً عسكريّاً كبيراً لقُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة التي تمتلك إمكانيات عسكريّة متواضعة مقارنة بما يمتلكه التحالف من أسلحة بذل في شرائها مئات المليارات من الدولارات عبر صفقات شملت أسلحة محرمة دولياً، وارتكب من خلالها التحالف جرائم حرب بحق اليمنيين على مدى سنوات الحرب، كما يمثل استهداف القاعدة، من جانب آخر، نكسة كبيرة للقُــوَّات المتحالفة من خلال السيطرة النارية عليها رغم أنها “تحظى بتأمين جوي عالي” حسبما تشير الأخبار المتداولة عبر وسائل إعلام التحالف.
وقال خبراء عسكريّون ومحللون سياسيّون يمنيون وعرب: أن “ضربة قاعدة العند والتي اصطادت قيادات كبيرة موالية للتحالف تؤكّــد ثلاثة أمور أساسية، أولهم أن التنازلات التي قدمها وفد صنعاء (الوطني) في السويد لم تكن عن ضعف حكومة الإنقاذ وضعف قُــوَّاتهم العسكريّة في الميدان، بل إنها قدمت لتحفظ للجيش اليمني القدرات العسكريّة الرادعة، وهذه إحداها، علاوة على أنها كانت من منطلق المسؤولية التي تتطلب تغليب مصلحة الشعب”.
“ويتمثل الأمر الثاني في رسالة من الجيش واللجان مفادها أن محاولة الانقلاب على الاتّفاق والتردد في تنفيذه من قبل مسلحي التحالف سيقالبه رد عسكريّ، وبشكل يفهم منه التحالف أن مصلحته في تنفيذ الاتّفاق وعدم المماطلة فيه أَوْ خرقه” كما يقول المحللون الذين أضافوا أن “العمل العسكريّ لم يخرج عن إطار الاتّفاق الذي لا يزال الجيش واللجان يحترمونه، وهي كرسالة ثالثة يجب أن يعلمها التحالف”.
استهدافٌ أثار ضجةً على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسم الجمهورُ بين مهنئ للجيش واللجان وساخر من ضعف التحالف الذي عجز عن تأمين قاعدة عسكريّة فيما يركز بشكل أساسي على ثروات اليمن وموانئها وجزرها من أجل تحقيق أطماع خَاصَّـة لا دخل لها بالهدف الذي أعلن التحالف الحرب على ضوئه.
وقال نشطاء موالون لما تسمى “شرعية هادي” على تويتر: أن “ما حصل يثبت أن التحالف غير قادر على اعتراض طائرة مسيرة، وأنه لو كان باستطاعته صدها لما وصلت إلى منصة كبار القيادات الموالية له”، بينما قال آخرون إن “صواريخ الباتريوت التي يتحدثون عن تصديها لصواريخ الحوثيين كُـلّ مرة كانت قادرةً على التصدي للهجوم غير أنها أرادت أن توصل رسالة إلى من يقاتلون في لوائها أن لا قيمة لهم حتى إن قتلوا جميعاً”.
وقال الناشط الجنوبي سعد المهري في تغريدة على تويتر: ” من استطاع أن يصل لقاعدة العند بل ويصور المشهد مباشرة يستطيع أن يصل إلى أي قيادي مهما كان مركزه”.
ويستمر الجيش واللجان في تقديم المفاجآت يوما بعد آخر، ما يثبت أن الحرب التي هدفت إلى إضعافه أسهمت من حيث لا يعلم التحالف في تقويته، وهذا ما أثبتته التطورات المتسارعة في الصناعات العسكريّة المحلية، في الوقت الذي ينتظر فيه مسلحو التحالف ما تجود به الإمارات والسعوديّة من أسلحة تسهم في إفساح المجال لبسط التحالف نفوذه في المحافظات التي يسيطر عليها المسلحون.
* رأي اليوم