عمليةُ العند.. وجئتُك من صنعاءَ بسلاحٍ عظيم .. بقلم/ هاني أحمد علي
ها هي آياتُ الله تتجلّى من جديد في زماننا الحاضر عبر معجزة ليست عليه ببعيد ليظهرَ من خلالها التفسيرُ الحقيقي لقوله جل وعلا: “نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ”، ولكنه هذه المرة لم يكن هدهد نبي الله سلمان حاضراً بل كان طائراً من نوع آخر يتم تسييرُه عن طريق بشر مستمدين قوتَهم من الله.
استطاع وبفضل الله الطيران المسيّر أن يوصلَ رسالةَ كُـلّ اليمنيين المظلومين والمغلوبين على أمرهم في هذا البلد إلى قوى الغزو والاحتلال ومرتزِقتهم من العُمَلَاء والخوَنة في عقر دارهم مضمونها “وجئتكم من صنعاء بنصر عظيم”، فمثلما كان لهدهد سليمان الفضلُ في هداية مملكة سبأ فقد كان للطيران المسيّر الفضلُ في تلقين مملكة الشر السعوديّة ومرتزِقتها درساً بالغ الأهمية، لا سيما ونحن قادمون على العام الخامس من العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني هو الأكثر إجراماً في التأريخ الحديث.
العمليةُ العسكريّةُ الناجحةُ التي نفّذتها وحدةُ القُــوَّات الجوية والدفاع الجوي للجيش واللجان الشعبيّة عبر طائرة مسيّرة صباح أمس الأول الخميس استهدفت قادةً عسكريّين مرتزِقة بقاعدة العند الجوية خلال مشاركتهم عرضاً عسكريّاً بمناسبة تدشين العام التدريبي 2019 راح ضحيتها ما يقارب من 200 ضابط وجندي بين قتيل وجريح بينهم قادة عسكريّون في حكومة الفار هادي، أبرزهم المرتزِق عبدالله سالم العجيلي –رئيس ما يسمى هيئة الأركان العامة-، والمرتزِق اللواء الركن أحمد عبدالله التركي محافظ لحج، والمرتزِق اللواء الركن عبدالكريم الزومحي قائد ما يسمى الكليات العسكريّة والعشرات من القيادات العميلة تم التكتم على أسمائهم خشيةَ الفضيحة نُقلوا إلى القاهرة لتلقي العلاج، لم تكن عمليةً عابرةً، بل كانت عمليةً فائقة الدقة والقُــوَّة تمت عبر معلومات استخباراتية واختراق ناجح لصفوف المرتزِقة، أثبتت كفاءةَ وقدرة الجيش اليمني واللجان الشعبيّة في الدفاع عن الوطن ومكتسباته وأمنه واستقراره، كما جسّدت مصداقية قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وحديثه قبل سنوات عن الخيارات الاستراتيجية التي يملكُها أبناء اليمن الأحرار والشرفاء دفاعاً عن الأرض والعرض خلال معركة النفَس الطويل التي يخوضونها ضد جحافل الغزو والاحتلال.
ليست عملية الهجوم على قاعدة العند بطائرة مسيّرة هي الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار العدوان والحصار وغطرسة آل سعود وآل زايد، فقد أكّــدت حقيقة العمليات السابقة التي نفّذها الطيران المسيّر للجيش واللجان الأشهر الماضية مستهدفاً خلال مطار دبي الدولي أكثرَ من مرة وقصر اليمامة بالرياض، بعد أن كان يشكّك بها مَن يحمل في قلبه مرضٌ وفي عينيه غشاوة جراء التكتيم الإعلامي من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته.
ومثلما كان إعلانُ الرئيس الشهيد صالح الصمّاد العام 2018 عاماً باليستياً بامتياز، فإن دمَه الطاهر ومعه كُـلّ الشهداء الأبطال في هذا الوطن يحتم على كُـلّ القيادات العسكريّة الشريفة بحكومة الإنقاذ أن تكثف من جهودها وأن نجعل كُـلّ أيامنا بالستية في وجه الطغاة والمستكبرين، ولنجعل انتصاراتنا آياتٍ من آيات الله ودروساً يسجلها التأريخ في صفحات البطولة والخلود سطّرها رِجَالٌ (صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، يستظلون تحت مسيرة الحَـقّ وقائدها العَلَمُ الذي لا يزيغُ عنها إلا هالك.
نتمنى أن يكون العام 2019 عاماً “جوياً” خاصاً بالمعركة الجوية والطائرات المسيرة المصنوعة بأيادٍ يمنية من ذوي الخبرة والكفاءة التي تتمتعُ بها وزارة الدفاع اليمنية بشكل عام ووحدة القُــوَّات الجوية بشكل خاص تحت قيادة اللواء الركن أحمد علي الحمزي -قائد القُــوَّات الجوية والدفاع الجوي-، واللواء الطيار الركن إبراهيم الشامي -رئيس أركان القُــوَّات الجوية- وإلى جانبهم كُـلّ الطيارين والمهندسين والفنيين في هذه الوحدة العسكريّة التي تعد ركيزةً أساسية من ركائز النصر لليمن واليمنيين.