محاضراتُ الشهيد القائد رسّخت لدى الشهداء الثقة بالله وزادتهم وعياً قرآنياً وعرفتهم بأعدائهم
المسيرة/ خاص
إنَّ مما أثّر في وعي شهدائنا الأبرار وكذلك مجاهدينا في الجبهات اليوم هو محاضرات ــ الملازم ــ الشَّهِيْدِ القَائِدِ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- التي امتلأت وعياً كبيراً وعظيماً، بشكل لا يخفى على أي شخص منصف، وسأحاول أن أقتطف لكم خلال هذا التقرير بعضاً من ذلك الوعي العظيم الذي فهمه ووعاه شهداؤنا فانطلقوا إلى ساحات العزة والشرف غير آبهين بشيء، من خلال تسليط الضوء على نماذج منه:
إيْمَانُ الشهداء بــ(الشعار) وتأثيرُه الكبيرُ على الأَعْدَاء:ــ
مما لا شك فيه أن شهداءنا الأبرار -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم- وكذلك المجاهدين الآن في جبهات العزة والكرامة آمنوا أشد الإيْمَان بأن (الصرخة) مؤثرة جداً على الأَعْدَاء، وعندهم القناعة التامة بذلك، وهذا ما أثبته الواقع، عندما انطلق الأَعْدَاء بكل خبثهم وجبروتهم لمنعها، من البداية، عندما شاهدنا السفير الأمريكي بنفسه انزعج منه وزار صعدة لمحاربته، حيث قال الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- حول هذه النقطة: [فعندما يخرج السفير الأمريكي، والسفير الأمريكي هذا نفسه اٌختير من وزارة الخارجية الأمريكية اختيار خاص لليمن، هو شخص من كانوا يقولون أنه متخصص في موضوع مكافحة إرهاب، وفي هذا الموضوع الذي نراهم الآن يتحَــرّكوا فيه، السفير هذا اختير لليمن، نوعية خَاصَّــة. خرج إلى هنا انزعج، خلاهم يمَسّحوا، خلاهم يقلّعوا الأوراق، خلاهم يسجنوا أشخاص. ما هذا شاهد على أن هذا الشعار مؤثر على الأمريكيين؟ ولا ما من عملوا شيء، ليس مثلما يقول البعض: ما منه شيء، هي كلمات ما منها فائدة!].
في ذات السياق شهداؤنا الأبرار أدركوا أنه ليس لأحد منعهم من ترديد (الشعار) كما قال لهم الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: [لأن للناس حق التعبير، أول شيء الدين يفرض هذا، عملياً يفرض الدين أنك تعمل أي عمل ينال من العدوّ، يعرقل خطط العدوّ، يؤثر على العدوّ، ثم باعتبار البلاد دستورها قوانينها تبيح للناس، تبيح للناس أنهم حتى يتحزبوا، أن يعارضوا السلطة].
ثم طرح سؤالاً وجيهاً جداً وفاضحاً لهم وهو: [فإذا كان الدستور عندي يبيح لي أن أعارض نفس الدولة، ويبيح لي أن لي حق الرأي، حق التعبير، كيف ما عاده مباح لي أن أعارض أَعْدَاء الله، وأَعْدَاء وطني وأمتي من الأمريكيين! كيف ما يبيح لي أن أعارض عدوي، ما يبيح لي أن أتكلم على عدوي!].
وأدرك شهداؤنا الأبرار -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- تأثير (الشعار) القوي على الأَعْدَاء من خلال تحَــرّك الأَعْدَاء أنفسهم، وردة فعلهم تجاهه، فهو يكشف مُخَطّطاتهم على شعوب المنطقة، وقد تساءل الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- سؤالا مهما يكشف مُخَطّطات الأمريكان من خلال الإجابة عليه، وذلك عندما وضح لنا بأن أمريكا تبحث عن المبررات والذرائع لكي تغزو أي قطر تريد، فمثلا في اليمن المبرر كان المسرحية الهزيلة عن (تفجير المدمرة كول) لكي يقولوا بأن اليمن فيها (إرهاب) هذه الذريعة التي بواسطتها يدخلون البلد، ويقيمون لهم قواعد عسكريّة فيه، ويحتلوه بالتدريج، فتساءل: [الأمريكيون في هذه المرحلة، هي مرحلة أن يختلقوا مبررات، ما هي مرحلة أن يختلقوا مبررات؟ كُـلّ ما رتبوها هي مبررات هم وراءها من أجل في الصورة تكون لهم مبرر للدخول، ذرائع يسمونها. طيب لماذا ما تتركوا هذا الشعار واحدة من الذرائع؟ ما كان المفروض هكذا؟ ما المفترض أن يتركوا الشعار، يقولوا هذه ذريعة من أجل ندخل اليمن؛ لأَنَّه في اليمن يوجد من يعادوا أمريكا وإسرائيل، ويرفعوا شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل].
ثم أجاب -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- على هذا التساؤل موضحاً بأن ذلك غير ممكن؛ لأَنَّ مسألة عدم محاربة الشعار لا تخدم مصالحهم، حيث قال: [هذا الشعار يعرفوا أنه ما يمكن أن يعتبر ذريعة، بل هو نفسه يواجه كُـلّ الذرائع، هو يوحي بعمل، ووراءه عمل يبطل الذرائع الأخرى، معناه أن هذا نفسه يجعل اليمنيين بما يترافق معه من توعية، واعين، رافضين لهيمنة أمريكا، رافضين لدخول أمريكا، وبالتالي ماذا؟ يجعل الكثير من الناس مهيئين أنفسهم لمواجهة أمريكا ورفضها، بل يحول دون أن تحصل أمريكا على عملاء، بالشكل المطلوب..؛ لأَنَّه عبارة عن ضجة، عن ضجة، أي شخص يفكر بأن يكون عميل يتهيب أن يكون عميلاً، وهو يرى المجتمع كله يصرخ بشعارات معادية لأمريكا وإسرائيل، هل عاد با يجرؤ أحد أن يجي عميل؟ عميل ظاهر؟ فما عاد هم محصلين من يتحَــرّكوا كعملاء؛ ولهذا يعتبرون أن هذا العملَ يُعيقُ ما يريدون تنفيذه من الخطط، يعيقها فعلاً].